قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت، غلب الرجاء، أو محضه؛ لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات، وقد تعذر ذلك، أو معظمه في هذه الحال، فاستحب إحسان الظن، المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له. والذي يعبد الله تعالى، ويدعوه، ويستغفره، وهو موقن بالإجابة والمغفرة والرحمة، امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. الحديث رواه الترمذي، وغيره، وصححه الألباني؛ لا شك أنه يحسن الظن بالله تعالى، قال ا لحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه، فأحسَنَ العمل، وإن الفاجر أساء الظن بربه، فأساء العمل. ومما يرسخ حسن الظن في القلب: استحضار قول نبينا صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير ـ وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ـ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له. رواه مسلم. معني حسن الظن بالله اياد القنيبي. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 96876 ، 131535 ، وما أحيل عليه في بعضها، ففيها المزيد من الفائدة عن هذا الموضوع. والله أعلم.
معني حسن الظن بالله قصص
فأمَّا ظن المغفرة والرحمة مع الإصرار على المعصية: فذلك محض الجهل والغرة ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة.
" المفهم شرح مسلم " ( 7 / 5 ، 6). الثاني: عند المصائب ، وعند حضور الموت. عَنْ جَابِرٍ رضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يقولُ ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ). رواه مسلم ( 2877). وفي " الموسوعة الفقهية " ( 10 / 220):
يجب على المؤمن أن يُحسن الظنَّ بالله تعالى ، وأكثر ما يجب أن يكون إحساناً للظن بالله: عند نزول المصائب ، وعند الموت ، قال الحطاب: ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى ، وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض ، إلا أنه ينبغي للمكلف أن يكون دائماً حسن الظن بالله. معني حسن الظن بالله قصص. انتهى. وينظر: " شرح مسلم " ، للنووي ( 17 / 10). فتبين مما سبق أن حسن الظن بالله تعالى لا يكون معه ترك واجب ولا فعل معصية ، ومن اعتقد ذلك نافعاً له فهو لم يثبت لله تعالى ما يليق به من أسماء وصفات وأفعال على الوجه الصحيح ، وقد أوقع نفسه بذلك في مزالق الردى ، وأما المؤمنون العالِمون بربهم فإنهم أحسنوا العمل وأحسنوا الظن بربهم أنه يقبل منهم ، وأحسنوا الظن بربهم عند موتهم أنه يعفو عنهم ويرحمهم ولو كان عندهم تقصير ، فيُرجى لهم تحقيق ذلك منه تعالى كما وعدهم.
المراجع
↑ خالد البليهد (20-7-1432)، "حسن الظن بالله" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2017. بتصرّف. ↑ محمد المنجد (18-8-2010)، "معنى " حسن الظن بالله " وذِكر أبرز مواضعه" ، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2017. ↑ سورة الأحزاب، آية: 43،
↑ مهران عثمان، "حسن الظن بالله تعالى" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2017. بتصرّف. ↑ رواه محمد بن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 639، أخرجه في صحيحه. ↑ محمد المباركفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 53-54، جزء 7. بتصرّف. ↑ رواه مسلم النيسابوري، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2877، حكم الحديث صحيح. ↑ علي القاري، "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ، المكتبة الإسلامية ، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2017. بتصرّف. ↑ سورة الطلاق، آية: 3. ↑ ابن قيم الجوزية (1996م)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 468-469، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الزمر، آية: 53. معنى : حسن الظن بالله. ↑ مركز الفتوى (9-3-2003)، "دلائل قبول توبة العاصي" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2017.