نسِيتُ أنْ أُسجِّلكْ!! أَكُلَّما أَمِنْتُ غَيْبَةَ الوُرودِ ترْحَلُ الوُرودْ؟ ولوْ جَعلتُ مَوتَها هُدَى العُيونِ ما شَمَمْتُها!!. لهذهِ الحياةِ سرُّها العجيبْ لا يستبينُ غيرَ فى التِفاتةِ الخطَرْ كأنْ يُخيِّروكَ بينَ أنْ تعيشَ فى الشَّقاءِ أوْ تموتَ فى شَواطئِ النَّعيمْ. ■ ■ ■ لوْ أنَّكَ انتظرتَ كىْ أقابلَكْ!! فربَّما تصافحتْ أحزانُنا للمرَّةِ الأخيرةْ وربَّما تعانقتْ ضَحِكاتُنا للمرَّةِ الأخيرةْ فَكَما احتواءُ الجُرحِ فَنٌّ اِنْتِحارُ الفَرْحِ وجهٌ للجنونْ وفى مَغاربِ الطَّريقِ تُصبِحُ الجراحُ هَيِّنةْ والأمنياتُ هَيِّنةْ يَسَّاقَطُ القِناعُ عن وجوهِنا وتَكشِفُ الطُّلولُ عنْ جراحِنا وتَخلعُ الحياةُ، دُونَما تَمنُّعٍ، ثيابَها فقدْ دَفعْنا فى دُروبِها الثَّمنْ وينتهى المسيرُ فى بُرودٍ قاتلٍ.. فى مَهالكِ الصَّقيعِ كنتُ أرتديكْ. ■ ■ ■ لوْ أنَّكَ انتظرتَ كىْ أقابلَكْ!! فمِنْ مَلامحِ الوجوهِ يختفى الألمْ ويستكينُ فى القلوبِ تَنبُتُ البذورُ تُورِقُ الغُصونُ تَغزِلُ الطُّيورُ فى عِشاشِها وعندَها.. نُهادِنَ الحياةَ فى حدائقِ الجِراحِ وقتَما نَبوحْ. ما زالَ فى قِيثارَتِى شَدْوٌ حزينٌ واحتمالُ البَوْحِ صِفْرْ تعمَّقتْ بِمقلتَىَّ بؤْرةُ الدَّمعِ القَلِقْ رجَعتُ طفلًا فى مَنازلِ المَشيبِ إِنْ حزِنتُ يَستخِفُّنى البكاءُ إنْ فَرِحتُ يَستخِفُّنى الألمْ.. لطالما نبَّهتَنى: مُصاحِبُ الآمالِ لَيلُهُ جَموحْ.. شعر بدوي عن الشوق لك. مَا لى تَساوَى فى يدىَّ الخلُّ بالنَّبيذِ والنَّجاةُ بالجُروحْ؟!
- شعر بدوي عن الشوق لك
- شعر بدوي عن الشوق للجوال
- شعر بدوي عن الشرق الأوسط
شعر بدوي عن الشوق لك
ويحسب لنادي حائل الأدبي طباعة أعماله الكاملة التي ضمّت دواوينه: موقف الرمال، والتضاريس، وتهجّيتُ حلماً، تهجّيت وهماً، وعاشقة الزمن الوردي، وقد تخلل تلك الدواوين قصائد رائعة وخالدة من قبيل: بوابة الريح، وصوت من الصف الأخير، وتعارف، وقرين، والظمأ، وفارس الوعد، وصفحة من أوراق بدوي، ومسافرة، والنجم الغريب، وسألقاكِ يوماً، ومرثية خالدة في الملك فيصل رحمه الله، تنبئ عن حس وطني متوهج ربما لم يتفطن له بعد، كما كان للطابع الشعبي، والبيئة البدوية حضورها البهي في قصائده؛ ويمكن أن نلمس ذلك جيداً في غير قصيدة له، كما في (فواصل من لحن بدوي قديم)، و(صفحة من أوراق بدوي).
شعر بدوي عن الشوق للجوال
أَوَرْدَةُ الصَّفاءِ أمْ مَدارِجُ الرَّحيلْ؟!. لوْ أنَّكَ انتظرتَ.. كىْ أقابلَكْ! !.
شعر بدوي عن الشرق الأوسط
تنويرة الهاتف ملت ليلتي ضيّ البارح اضوي به وادوّر على شين!
صُبَابَةُ القَولِ
عشرُ سنواتٍ مرّت على وفاة (سيّد البيد) الشاعر السعودي المبدع محمد الثبيتي، ذلك الشاعر المرهف، كان آخر عهدي به في أخريات حياته، كنتُ أرافق والدتي في المستشفى في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الطبية، وكانت غرفته بجوار غرفة والدتي، كنتُ أخرج في كل عصر أفسّح والدتي، وكان يخرج هو مع أهله وذويه، تعرّفت عليه هناك عن كثب، فرأيتُ الثبيتي الإنسان، والثبيتي الشاعر، لكنني كنتُ حزيناً؛ لأنني صرتُ أشاهده وهو يصارع الحياة، ويقاوم ما تبقى من عمره الذي أخذ يذوي ويذبل مع الساعات والأيام إلى أن فارق الحياة رحمه الله. عُرف الثبيتي بكونه أحد روّاد الحداثة الأدبية، والشعرية تحديداً، على مستوى الأدب السعودي، والأدب العربي الحديث بوجه عام، والحقيقة أن الثبيتي لم يكن شاعراً عادياً، أو رمزيًّا فحسب، بل كان شاعراً من طراز فني ثقيل، فهو من جانب كَمَّي، غزير الإنتاج، وافر الإبداع، لديه أكثر من ديوان، وهو من جانب نوعي، رشيق اللفظ، دقيق المعنى، عميق الصورة، في شعره شيء من الجمال لا يشبهه إلا هو، وفي عناوين قصائده، ودواوينه قصائد أخرى، في عناوينه رمزية، وجمالية ربما لم تنل حظها من الاكتشاف والتحليل، سواء من قبل محبيه، أو من قبل بعض النقاد والباحثين.