- ليس الواصلُ بالمكافِيءِ ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها
الراوي:
عبدالله بن عمرو
| المحدث:
الألباني
| المصدر:
صحيح الجامع
| الصفحة أو الرقم:
5385
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
| التخريج:
أخرجه البخاري (5991)، وأبو داود (1697)، والترمذي (1908) واللفظ له، وأحمد (6785)
ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها. عبدالله بن عمرو | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5991 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الأرحامُ: همْ أقاربُ الإنسانِ، وكلُّ مَن يَربِطُهم رابطُ نسَبٍ، سواءٌ أكان وارثًا لهم أو غيرَ وارثٍ، وتَتأكَّدُ الصِّلةُ به كُلَّما كان أقرَبَ إليه نَسَبًا. وصِلةُ الرَّحمِ مِن أفضلِ الطَّاعاتِ الَّتي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه، وقدْ أمَرَ اللهُ تعالَى بها، وبيَّنَ أنَّ وَصْلَها مُوجِبٌ للمَثوبةِ. حديث «ليس الواصل بالمكافىء..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه ليس الواصلُ بالمُكافئ، أي: ليس الإنسانُ الكاملُ في صِلةِ الرَّحِمِ والإحسانِ إلى الأقاربِ، هو الشَّخصَ الَّذي يُقابِلُ الإحسانَ بالإحسانِ، ولكنِ الإنسانُ الكاملُ في صِلةِ الرَّحِمِ هو الَّذي إذا قُطِعَتْ رحِمُه وصَلَها، أي: إذا أساء إليه أقاربُه أحسَن إليهم ووصَلهم.
حديث «ليس الواصل بالمكافىء..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وقد ورَدَ الحثُّ فيما لا يُحصى مِن النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ على صِلةِ الرَّحِمِ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ؛ فالمُعوَّلُ على العُرفِ، وهو يَختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ، والواجبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا، وما زادَ فهو تفضُّلٌ ومَكرُمةٌ، وأظهرُها: مُعاوَدتُهم، وبذْلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم، والهَدايا لأغنيائِهم. وفي الحَديثِ: أنَّ الصِّلةَ إذا كانتْ نَظيرَ مُكافأةٍ مِن الطَّرَفِ الآخَرِ لا تكونُ صِلةً كاملةً؛ لأنَّها مِن بابِ تبادُلِ المنافعِ، وهذا ممَّا يَسْتوي فيه الأقاربُ والأباعدُ. وفيه: عدَمُ المعاملةِ بالمِثلِ، بل بالإحسانِ إلى المسيءِ والمُقصِّرِ.
الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
الفيتنامية
السنهالية
الأيغورية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
المليالم
التلغو
السواحيلية
التاميلية
عرض الترجمات
الرضا بالقضاء
عادةً ما يكون الصبر خلال وقوع الابتلاء تأملًا وطمعًا بأن يُبدِّل الله الحال إلى ما هو أفضل، ولكن في كثير من الأحيان يقع القضاء وهنا لا يُمكن تغييره لأن قضاء الله نافذ ولا رجعة عنه أبدًا، ولا رادّ لقضائه عز وجل، وما على المؤمن إلا أن يقابل هذا القضاء بالرضا والقبول سواء أكان خيرًا أم شرًّا، فالله عز وجل لا يقضي أمرًا لعباده إلّا كان فيه الخير لهم [٣]. منافع الصبر والرضا على الابتلاء والقضاء
فيما يأتي ندرج المنافع المترتبة على الصبر [٤]:
السلام الداخلي والراحة النفسية، فكلما قنع الإنسان بما كتب الله ورضي بكل ما لديه وصبر على كل ابتلاء وقع به أراح قلبه من الهم والحزن وعقله من التفكير ووصل إلى مرحلة التصالح مع حياته وظروفه. الصحة الجسدية، فكثرة التفكير في الأمور السلبية والتحسر على ما فات والأمل الزائف بما سيأتي والمبالغة بالتفكير في المستقبل كلها أمور تُتعب العقل والقلب وتُورث المرض الجسدي لصاحبها. تتعدد صور الابتلاء وضح ذلك مع الاستدلال - منبع الحلول. نيل رضا الله عز وجل، فالله عز وجل يُحب عبده الصابر والراضي بقضائه، ولكن هذا لا يعني التقاعس أو التخاذل عن أداء الواجب، بل يجب أن يسعى الإنسان بكل ما أوتي من قوة وجهد ثم يصبر ويحتسب جهده عند الله عز وجل، ويرضى بكل ما قُسم له لأن كل أقدار الله فيها الخير لعباده حتى لو لم يدركوا هم ذلك.
تتعدد صور الابتلاء وضح ذلك مع الاستدلال - منبع الحلول
* وعاد رجل من المهاجرين مريضًا فقال له: إن للمريض أربعًا: يرفع عنه القلم، ويكتب له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته، ويتبع المرض كل خطيئة من مفصل من مفاصله فيستخرجها، فإن عاش عاش مغفورًا له، وإن مات مات مغفورًا له، فقال المريض: اللهم لا أزال مضطجعًا.
يُرِيدُ عَيْنَيْهِ). [٥] [٢]
الابتلاء بالسراء
أمّا الابتلاء بالسّراء فهو ذلك النوع الخفيّ، الذي يظهر للإنسان بهيئة السعادة والسرور، لكنّه يكمن في داخله الاختبار على ثبات الدين أو المبدأ، وهو بالحقيقة أصعب من النوع الأول؛ لأنّ الجو العام لهذا الابتلاء لا يظهر وكأنّه امتحان يستعدّ له الإنسان، فيتنعّم بالنّعم، وينسى شكرها، ويتمتّع بالهبات الإلهيّة وينسى أداء حقوقها. [٦] والمال ابتلاء، والمُلك ابتلاء، وكرامات الصالحين ابتلاء، يقول -سبحانه- على لسان سليمان -عليه السّلام-: (هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) ، [٧] فليس كل من وسّع الله -سبحانه- عليه من الرّزق والنّعم يكون ذلك إكراماً منه. [٨] وليس كل من ضيّق عليه وامتحنه كان ذلك إهانةً له، وفي هذا المعنى جاء في القرآن الكريم: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا). [٩] [٨]
حال الإنسان عند السراء والضراء
لقد وصف الله -سبحانه- حال الإنسان عند السّراء والضّراء وصفاً دقيقاً للطبيعة البشريّة، إذ يقول -جلّ وعلا- في كتابه: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ* وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) ، [١٠] فالإنسان إن أصابته الضّراء بعد السّراء، يأس من زوالها، وجحد ما كان عليه من النّعم، وبقي مهموماً بالضّراء.