وقيل غير هذا مما لا يصح من أنها مثلنا في المعرفة ، وأنها تحشر وتنعم في الجنة ، وتعوض من الآلام التي حلت بها في الدنيا وأن أهل الجنة يستأنسون بصورهم; والصحيح إلا أمم أمثالكم في كونها مخلوقة دالة على الصانع محتاجة إليه مرزوقة من جهته ، كما أن رزقكم على الله. خطأ شائع في الاستدلال بقوله تعالى(ما فرطنا في الكتاب من شيء)العلامة العثيمين.. وقول سفيان أيضا حسن; فإنه تشبيه واقع في الوجود. قوله تعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء أي: في اللوح المحفوظ فإنه أثبت فيه ما يقع من الحوادث. وقيل: أي: في القرآن أي: ما تركنا شيئا من أمر الدين إلا وقد دللنا عليه في القرآن; إما دلالة مبينة مشروحة ، وإما مجملة يتلقى بيانها من الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو من الإجماع ، أو من القياس الذي ثبت بنص الكتاب; قال الله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقال: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم وقال: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فأجمل في هذه الآية وآية ( النحل) ما لم ينص عليه مما لم يذكره ، فصدق خبر الله بأنه ما فرط في الكتاب من شيء إلا ذكره ، إما تفصيلا وإما تأصيلا; وقال: اليوم أكملت لكم دينكم. قوله تعالى: ثم إلى ربهم يحشرون أي: للجزاء ، كما سبق في خبر أبي هريرة ، وفي صحيح مسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.
خطأ شائع في الاستدلال بقوله تعالى(ما فرطنا في الكتاب من شيء)العلامة العثيمين.
ويقول الإمام الطبرى ـ رحمه الله ـ
القول في تأويل قوله تعالى: {وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء المعرضين عنك المكذبين بآيات الله: أيها القوم, لا تحسبن الله غافلا عما تعملون, أو أنه غير مجازيكم على ما تكسبون, وكيف يغفل عن أعمالكم أو يترك مجازاتكم عليها وهو غير غافل عن عمل شيء دب على الأرض صغير أو كبير ولا عمل طائر طار بجناحيه في الهواء؟ بل جعل ذلك كله أجناسا مجنسة وأصنافا مصنفة, تعرف كما تعرفون وتتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون, ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها, ومثبت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب, ثم أنه تعالى ذكره مميتها ثم منشرها ومجازيها يوم القيامة جزاء أعمالها. يقول: فالرب الذي لم يضيع حفظ أعمال البهائم والدواب في الأرض والطير في الهواء حتى حفظ عليها حركاتها وأفعالها وأثبت ذلك منها في أم الكتاب وحشرها ثم جازاها على ما سلف منها في دار البلاء, أحرى أن لا يضيع أعمالكم ولا يفرط في حفظ أفعالكم التي تجترحونها أيها الناس حتى يحشركم فيجازيكم على جميعها, إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا, إذ كان قد خصكم من نعمه وبسط عليكم من فضله ما لم يعم به غيركم في الدنيا, وكنتم بشكره أحق وبمعرفة واجبه عليكم أولى لما أعطاكم من العقل الذي به بين الأشياء تميزون والفهم الذي لم يعطه البهائم والطير الذي به بين مصالحكم ومضاركم تفرقون.
قوله تعالى: {مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} – – منصة قلم
فالسياق هو الذي يحدد المعنى المراد، ولا أستطيع أن أحمل المعنى على غير ما يحتمله السياق، وإلا كان ذلك فسادًا في المعنى. ومع ذلك نحن نقول: {مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} الآية واضح من سياقها وهي تتحدث عن أن كل المخلوقات أمم تماثل أمة الإسلام، وقد سجل كل شيء يتعلق بها في الكتاب، والسياق يحتم أنه اللوح المحفوظ، ومع ذلك لو سلمنا جدلًا بأن المراد بالكتاب في الآية هو القرآن الكريم وهذا فهم بعيد، فإن هذه الآية لا تعارض حجية السنة أبدًا، ولا يُفهم منها أننا نكتفي بالقرآن الكريم فقط؛ لأنه كما قال العلماء-: إن هذه الآية لا تتعارض؛ لأنها تدخل أيضًا تحت ما لم يفرط الله -تبارك وتعالى- فيه: {مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}. قد أوجبنا طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الآيات، فهي داخلة في قوله -تبارك وتعالى-: {مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} على أساس أن الكتاب المراد في الآية هو القرآن الكريم، مع استبعادنا لهذا الفهم، ومع إقرارنا بأن الكتاب المراد به اللوح المحفوظ، كما ذكرنا مرارًا.
مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
1. فعلى سبيل المثال يجذب الله عز وجل انتباه اليهود للقرآن الكريم عن طريق مخاطبتهم بقوله: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (سورة البقرة (آية 47)، فيلتفت بنو إسرائيل لهذا الخطاب بمدحه لهم و بذلك ينصتوا لما يريد الله عز وجل أن يبلغهم إياه. 2. ويجذب الله عز وجل انتباه النصارى بخطابهم بآهل الكتاب، أي يا أصحاب الكتب والمعرفة، فيجذب الله عز وجل انتباه بمدحهم لهم. 3. الإنسان الذي يحب العلم والأسلوب العلمي يحببه الله عز وجل بالقرآن الكريم بأن القرآن يحتوي على كافة المعارف من فيزياء، كيمياء، هندسة، فلك. فيأتي هذا الإنسان ليرى هذه المعارف في القرآن وفي ذلك فإنه يرى العقيدة و فهم الخالق وبذلك يكون هذا سببا في هدايته إن شاء الله تعالى. قوله تعالى: {مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} – – منصة قلم. سورة الفاتحة ومواضيع القرآن الكريم
تعدد أساليب عرض المعلومة
يستخدم الله عز وجل عدة أساليب لعرض المعلومات في الموضوع الواحد ومن هذه الأساليب:
1. أسلوب الرقة: بأن يخاطب الله عز وجل الإنسان رقيق القلب بعبارات مثل: "أن ذلك من عزم الأمور"، "أن الله يحب المحسنين"، "رضي الله عنهم و رضوا عنه".
ص155 - كتاب الدفاع عن السنة جامعة المدينة بكالوريوس - قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء - المكتبة الشاملة الحديثة
2. أسلوب متوسط القوة: بأن بخاطب الله عز وجل الإنسان الذي لديه شيء من قساوة القلب بعبارات مثل: "فبشرة بعذاب أليم"، "عذاب مهين"
3. أسلوب فيه قوة: بأن يخاطب الله عز و جل الإنسان قاسي القلب بقوة مثل: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب"
و ميزات هذا الأسلوب هي كما يلي:
– إذا كان الموضوع كله فيه قوة فذلك من الممكن أن يؤدي إلى نفور رقيق القلب منه
– إذا كان الموضوع كله رقيق فإن ذلك من الممكن أن لا يؤثر في قاسي القلب
فيعلمنا الله عز وجل أن نعرف الجمهور الذي سيعرض له الموضوع وتنويع طريقة توصيل المعلومة باستخدام أسلوب الرقة والقوة، وهنا نلاحظ معرفة الله عز وجل بعبادة وأن فيهم رقيق وقاسي القلب ولذلك يستخدم الله عز وجل ثلاثة أساليب في عرض المعلومة.
يبين الله عز وجل ذلك في القرآن الكريم في سورة البينة (الآيات 2-3) "رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً, فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ"، حيث أن المقصود بالصحف المطهرة هي القرآن الكريم، ولكن ما هو تفسير "فيها كتب قيمة"؟
تفسير ذلك هو أن القرآن الكريم يحتوي في داخله على كتب قيمة تحتوي على كافة أنواع المعارف، على سبيل المثال كتاب يحتوي على معرفة المعاملات بشكل تام وكامل، كتاب في كيفية فهم خلق الله عز وجل، كتاب في القضاء، كتاب في القصاص، كتاب في التربية، وغيرها من الكتب القيمة التي تحتوي على كافة المعارف. أي أن القرآن الكريم يحتوي على علم الخلق بالكامل من عند الخالق. ويؤكد الله عز وجل هذا الأمر في (سورة الأنعام آية 38) "مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ"، أي أن الله عز و جل لم يفرط "أي لم يترك" أي شيء خارج القرآن الكريم أي أن القرآن الكريم يحتوي على علم كل شيء. الآن إلى كيفية تعلم علم الصحافة من القرآن الكريم، يعلمنا الحق جل وعلى الطريقة المثلى لفهم والاستفادة من كتابه في سورة محمد (آية 24) "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"، حيث يبين الحق أن التدبر والتفكر في القرآن الكريم هو الطريقة المثلى لفهم الكتاب وليس عن طريق القراءة السردية للقرآن.
ودل بهذا على أن البهائم تحشر يوم القيامة; وهذا قول أبي ذر ، وأبي هريرة ، والحسن وغيرهم; وروي عن ابن عباس; قال ابن عباس في رواية: حشر الدواب والطير موتها; وقال الضحاك; والأول أصح لظاهر الآية والخبر الصحيح; وفي التنزيل وإذا الوحوش حشرت وقول أبي هريرة فيما روى جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عنه: يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة ، البهائم والدواب والطير وكل شيء; فيبلغ من عدل الله تعالى يومئذ أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول: ( كوني ترابا) فذلك قوله تعالى: ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا. وقال عطاء: فإذا رأوا بني آدم وما هم عليه من الجزع قلن: الحمد لله الذي لم يجعلنا مثلكم ، فلا جنة نرجو ولا نار نخاف; فيقول الله تعالى لهن: ( كن ترابا) فحينئذ يتمنى الكافر أن يكون ترابا.
تفسير و معنى الآية 41 من سورة الأعراف عدة تفاسير - سورة الأعراف: عدد الآيات 206 - - الصفحة 155 - الجزء 8. ﴿ التفسير الميسر ﴾
هؤلاء الكفار مخلدون في النار، لهم مِن جهنم فراش مِن تحتهم، ومن فوقهم أغطية تغشاهم. وبمثل هذا العقاب الشديد يعاقب الله تعالى الظالمين الذين تجاوزوا حدوده فكفروا به وعصَوْه. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«لهم من جهنم مهاد» فراش «ومن فوقهم غواشٍ» أغطية من النار جمع غاشية وتنوينه عوض من الياء المحذوفة «وكذلك نجزي الظالمين». ﴿ تفسير السعدي ﴾
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ ْ أي: فراش من تحتهم وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ْ أي: ظلل من العذاب، تغشاهم. وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ْ لأنفسهم، جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( لهم من جهنم مهاد) أي: فراش ، ( ومن فوقهم غواش) أي: لحف ، وهي جمع غاشية ، يعني ما غشاهم وغطاهم ، يريد إحاطة النار بهم من كل جانب ، كما قال الله ، " لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل " ( الزمر ، 16) ، ( وكذلك نجزي المجرمين)
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- ما أعد لهم في النار فقال: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ، وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ.
تفسير قوله تعالى: لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش
* * *= وهو ما امتهدوه مما يقعد عليه ويضطجع، كالفراش الذي يفرش، والبساط الذي يبسط. (35)* * *=(ومن فوقهم غواش). * * *وهو جمع " غاشية ", وذلك ما غَشَّاهم فغطاهم من فوقهم. * * *وإنما معنى الكلام: لهم من جهنم مهاد من تحتهم فُرُش، ومن فوقهم منها لُحُف, وإنهم بين ذلك. * * *وبنحو ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:14655- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب: (لهم من جهنم مهاد)، قال: الفراش =(ومن فوقهم غواش)، قال: اللُّحُف14656- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح, عن أبي روق, عن الضحاك: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش)، قال: " المهاد "، الفُرُش, و " الغواشي"، اللحف. 14657- حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش)، أما " المهاد " كهيئة الفراش = و " الغواشي"، تتغشاهم من فوقهم. * * *وأما قوله (وكذلك نجزي الظالمين)، فإنه يقول: وكذلك نثيب ونكافئ من ظلم نفسه، فأكسبها من غضب الله ما لا قبل لها به بكفره بربه، وتكذيبه أنبياءه. (36)----------------------الهوامش:(35) انظر تفسير (( المهاد)) فيما سلف 4: 246 /6: 229 /7: 494.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 41
القول في تأويل قوله: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٤١) ﴾
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: لهؤلاء الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها = ﴿من جهنم مهاد﴾. * * *
= وهو ما امتهدوه مما يقعد عليه ويضطجع، كالفراش الذي يفرش، والبساط الذي يبسط. [[انظر تفسير ((المهاد)) فيما سلف ٤: ٢٤٦ /٦: ٢٢٩ /٧: ٤٩٤. ]] = ﴿ومن فوقهم غواش﴾. وهو جمع"غاشية"، وذلك ما غَشَّاهم فغطاهم من فوقهم. وإنما معنى الكلام: لهم من جهنم مهاد من تحتهم فُرُش، ومن فوقهم منها لُحُف، وإنهم بين ذلك. وبنحو ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
١٤٦٥٥- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب: ﴿لهم من جهنم مهاد﴾ ، قال: الفراش = ﴿ومن فوقهم غواش﴾ ، قال: اللُّحُف
١٤٦٥٦- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح، عن أبي روق، عن الضحاك: ﴿لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش﴾ ، قال:"المهاد"، الفُرُش، و"الغواشي"، اللحف. ١٤٦٥٧- حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: ﴿لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش﴾ ، أما"المهاد" كهيئة الفراش = و"الغواشي"، تتغشاهم من فوقهم.
الباحث القرآني
لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) القول في تأويل قوله: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: لهؤلاء الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها = (من جهنم مهاد). * * * = وهو ما امتهدوه مما يقعد عليه ويضطجع، كالفراش الذي يفرش، والبساط الذي يبسط. (35) * * * = (ومن فوقهم غواش). * * * وهو جمع " غاشية ", وذلك ما غَشَّاهم فغطاهم من فوقهم. * * * وإنما معنى الكلام: لهم من جهنم مهاد من تحتهم فُرُش، ومن فوقهم منها لُحُف, وإنهم بين ذلك. * * * وبنحو ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 14655- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب: (لهم من جهنم مهاد) ، قال: الفراش = (ومن فوقهم غواش) ، قال: اللُّحُف 14656- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح, عن أبي روق, عن الضحاك: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) ، قال: " المهاد " ، الفُرُش, و " الغواشي" ، اللحف. 14657- حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) ، أما " المهاد " كهيئة الفراش = و " الغواشي" ، تتغشاهم من فوقهم.
(بِالْآخِرَةِ) متعلقان بالخبر بعدهما والجملة في محل نصب حال. (كافِرُونَ) خبر.. إعراب الآية (46): {وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}. (وَبَيْنَهُما) مفعول فيه ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة، وما للتثنية، والواو استئنافية. (حِجابٌ) مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة (وَعَلَى الْأَعْرافِ) متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (رِجالٌ) والجملة مستأنفة. (يَعْرِفُونَ كُلًّا) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور (بِسِيماهُمْ) والواو فاعله وكلا مفعوله، والجملة في محل رفع صفة لرجال. (وَنادَوْا أَصْحابَ) فعل ماض وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة بعد الواو. (الْجَنَّةِ) مضاف إليه. (أَنْ) مخففة أو تفسيرية مثل أن في الآيات السابقة. (سَلامٌ) مبتدأ. (عَلَيْكُمْ) متعلقان بمحذوف خبره والجملة تفسيرية أو خبرية. (لَمْ) جازمة (يَدْخُلُوها) مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل وها مفعول به والجملة مستأنفة. (وَهُمْ) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ وجملة (يَطْمَعُونَ) خبر والجملة الاسمية في محل نصب حال بعد واو الحال.
(تِلْكُمُ) اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف حرف خطاب والميم للجمع. (الْجَنَّةُ) بدل أو خبر وجملة (أُورِثْتُمُوها) في محل نصب حال فإن أعربت الجنة بدلا فجملة أورثتموها خبر المبتدأ (أُورِثْتُمُوها) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء نائب فاعل، والميم علامة جمع الذكور، والواو لإشباع الضمة، وها مفعول به. (بِما) ما موصولة ومتعلقان بالفعل (كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) كان والتاء اسمها والجملة خبرها.. إعراب الآية (44): {وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}. (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ) فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة. (أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا) أن تفسيرية أو مخففة واسمها ضمير الشأن محذوف والجملة بعده خبر والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر المحذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل نادى نادوا بوجدان ما وعد... وعلى اعتبارها تفسيرية فالجملة بعدها مفسرة لا محل لها.