فأمر إحداهما، أن تذهب إليه
فتدعوه: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء"، لا تتكسر في مشيتها، كما
نشاهد الآن من بعض الفتيات، وعرضت عليه الآن: "قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما
سقيت لنا"، وكأنها بذلك تريد أن تزيل من رأسه أي ريبة، وهذا من تمام حيائها وصيانتها. وقيل إن الفتاة
كانت في طريقها تسير وراء موسى وتلقى الحجر من أمامه، حتى تدله على الطريق، حياءً
منها وخجلاً، "فلما جاءه وقص عليه القصص"، وأخبره خبره وما كان من أمره في
خروجه، قال له: "لا تخف نجوت من القوم الظالمين". رَبِّ إنِّي لِمَا أنزلْتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقير - YouTube. ثم عرض عليه أن
يتزوج من ابنته، وهذا من السنن المنسية الآن، إذ قلما تجد أحدهم يعرض على شاب معجب
بخلقه وطباعه أن يتزوج من ابنته، أو أخته، فلا يعيبها هذا، ما دام كريم الخلق، طيب
الأصل: "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ
أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ" (القصص: 27). أرأيتم كيف حقق
الله تعالى الخير لموسى ببركة دعوته، ولنبل مقصده، رزقها فتاة صالحة، حيية، كريمة،
وهل هناك خير أفضل من أن يرزق الرجل زوجة صالحة، لتكون له خير معينة في الحياة،
يستأمنها على عرضه، وعلى شئون بيته.
&Quot;رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير&Quot;.. شهامة &Quot;موسى&Quot; وثمرة دعاء المباركة
يقول ابن عباس:
سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر, وكان حافيًا, فما وصل
إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه, وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه, وإن بطنه للاصق
بظهره من الجوع, وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه, وإنه لمحتاج إلى شق تمرة. وكأن موسى
بحاله يقول: يا ربي، إني لما أنزلت إليَّ من فضلك وغناك وخيرك فقير إلى أن تغنيني بك
عمن سواك. وإنما وصف الخير بــ "المنزل"، للإشعار برفعة المعطي وهو الله
سبحانه وتعالى. لم يتوجه إلى
ربه بالسؤال مباشرة، وسبحان من بحاله أعلم، لكنه أراد إظهار الخضوع والتذلل لربه،
وهو يدعوه بلسان الحال، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال. ربي اني لما انزلت الي من خير فقير - حواء الامارتية. يقول سيدي أحمد
بن عطاء الله السكندري: "قال: إني لما أنزلت إلي من خير فقير"، ولم يقل
إني إلى الخير فقير، وفي ذلك من الفائدة: أنه لو قال: إني "إلى خيرك، أو إلى
الخير الفقير"، لم يتضمن أنه قد أنزل رزقه ولم يهمل أمره. فأتى بقوله: "إني
لما أنزلت إلي من خير فقير" ليدل على أنه واثق بالله، عالم بالله لا ينساه،
فكأنه يقول: رب إني أعلم أنك لا تهمل أمري، ولا أمر شيء مما خلقت، وإنك قد أنزلت
رزقي، فسق لي ما أنزلت لي، كيف تشاء على ما تشاء محفوفا بإحسانك، مقرونا بامتنانك.
:
إنظروا للثقة بالله وبموعوده وحسن التوكل عليه
منقول
------------------------
ربي اني لما انزلت الي من خير فقير - حواء الامارتية
رَبِّ إنِّي لِمَا أنزلْتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقير - YouTube
وأسألك بأسمائك يا جليل، يا جميل، يا كفيل، يا عزيز، يا لطيف، يا مليك، يا ظهير، يا منير، يا نصير، يا معين. لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين. سبحانك لا إله إلا أنت الغوث الغوث
يا دليل المتحيرين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، يا أمان الخائفين، يا عون المؤمنين، يا راحم المساكين، يا مجير المستجيرين، يا ملجأ العاصين. سبحانك لا إله إلا أنت الغوث الغوث اللهم ارحم ضعفي يااكرم الاكرمين يارب العالمين زوجني ياكريم
ياودود ياودود ياودود ياودود ياذا العرش المجيد اللهم اني بك استغيث اللهم اني بك استغيث اللهم اني بك استغيث ان ترزقني واخواتي بالزوج الصالح اللهم امين
اللهم يامن لطفت بعظمتك دون اللطفاء.. وعلمت ماتحت أرضك كعلمك بمافوق عرشك.. وكانت وساوس الصدور كالعلانية عندك.. وعلانية القول كالسر في علمك.. وانقاد كل شيئ لعظمتك.. وصار أمر الدنيا والآخرة كله بيدك.. أجعل لي من كل هم وغم أصبحت فيه فرجا ومخرجا..
اللهم إنك تسمع كلامي.. وترى مكاني.. وتعلم سري وعلانيتي.. ولايخفى عليك شيئ من أمري ، وأنا البائس الفقير.. "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير".. شهامة "موسى" وثمرة دعاء المباركة. والمستغيث.
رَبِّ إنِّي لِمَا أنزلْتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقير - Youtube
وهذه رسالة
عظيمة لكل شاب أن يحسن العمل، فلا يشرك مع الله أحد في أمر يقوم به ابتغاء الأجر
والمثوبة منه، فيكافئه على عمله بما يستحق أن يكافئه به، فكن شهمًا، خلوقًا مع أي
فتاة، تعرفها، أو لا تعرفها، انظر إليها على أنها أخت لك قبل أي شيء، لا تبتغي من
مساعدتك لها أي أمر دنيوي، فالجزاء من الله عظيم لكل امرئ شهم خلوق.
وهذا معناه باختصار:
أَيْ رب إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت الي مِنْ فَضْلك وَغِنَاك فَقِير إِلَى أَنْ تُغْنِينِي بِك عَمَّنْ سِوَاك
يا رب إني محتاج إلى ما أعطيتني من خير
والخير يقصد فيه كل نعم الله تعالى المال والزوج والبيت والطعام …وسيدنا موسى افتقر الى الطعام
فدعاه حتى يرزقه الله الطعام وأنتم أخواتي من تفتقر الى اي شئ من نعم الله وخيراته تدعو به لعل الله
يغنيها بنعمه وخيراته
ويدعى بهذا الدعاء بأي وقت ومن دون أي عدد يذكر لكن لاتنسوا أن هناك أوقات يستجاب فيها الدعاء
وأن الله يحب العبد اللحوح
قال أبو جعفر: وأولى القولين عندنا بالصواب في ذلك، قولُ من قال بقول السدي، وهو أن الله تعالى ذكره قال ذلك لعيسى حين رفعه إليه، وأن الخبرَ خبرٌ عما مضى، لعلَّتين:
إحداهما: أن"إذْ" إنما تصاحب = في الأغلب من كلام العرب المستعمل بينها = الماضيَ من الفعل، وإن كانت قد تدخلها أحيانًا في موضع الخبر عما يحدث، إذا عرف السامعون معناها. وذلك غير فاشٍ، ولا فصيح في كلامهم، [[انظر ما سلف من القول في"إذ" و"إذا" ١: ٣٤٩ - ٤٤٤، ٤٩٣/٣: ٩٢، ٩٨/٦: ٤٠٧، ٥٥٠/٧: ٣٣٣/٩: ٦٢٧. وانظر ما سيأتي ص: ٣١٧. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 116. ]] وتوجيه معاني كلام الله تعالى إلى الأشهر الأعرف ما وجد إليه السبيل، [[في المطبوعة والمخطوطة: "فتوجيه" بالفاء، والجيد ما أثبت. ]] أولى من توجيهها إلى الأجهل الأنكر. والأخرى: أن عيسى لم يشك هو ولا أحد من الأنبياء، أن الله لا يغفر لمشرك مات على شركه، فيجوز أن يُتَوهم على عيسى أن يقول في الآخرة مجيبًا لربه تعالى ذكره: إن تعذّب من اتخذني وأمي إلهين من دونك فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم. فإن قال قائل: وما كان وجه سؤال الله عيسى: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"، وهو العالم بأن عيسى لم يقل ذلك؟
قيل: يحتمل ذلك وجهين من التأويل: أحدهما: تحذير عيسى عن قيل ذلك ونهيُه، كما يقول القائل لآخر:"أفعلت كذا وكذا"؟ مما يعلم المقولُ له ذلك أن القائل يستعظم فعل ما قال له:"أفعلته"، على وجه النهي عن فعله، والتهديد له فيه.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 116
وأيضًا: أراد الله تعالى أن يقر عيسى على نفسه بالعبودية، ويظهر منه تكذيبهم وتخطئتهم، وأنه لم يأمرهم بذلك، فتكون حجة عليهم، فذلك قوله أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ معبودين من دون الله. وانظر "تفسير الثعلبي" (11/ 568).
القران الكريم |إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
الحمد لله. أولًا:
سبب سؤال الله تعالى لعيسى: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله
سؤال الله جل جلاله لعبده ونبيه عيسى ابن مريم عليه السلام، ليس من باب التنقيص له، وإنما لأجل الغلو الذي حصل فيه، وإقامة الحجة على الغلاة الضلال: بأن عيسى عليه السلام برئ من قولهم وضلالهم، لم يأمرهم، ولم يرض بشركهم؛ بل هو بريء منهم ومن ضلالاتهم.
(إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ) إن حرف شرط جازم. كنت فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها. قلته فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة خبر كنت. (فَقَدْ عَلِمْتَهُ) الفاء رابطة لجواب الشرط، قد حرف تحقيق علمته فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة إن كنت لا محل لها مستأنفة. القران الكريم |إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي) ما اسم موصول في محل نصب مفعول به في نفسي متعلقان بمحذوف صلة الموصول تعلم والجملة تعليلية لا محل لها (وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) إعرابها كسابقتها تقريبا وهي معطوفة عليها. (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) أنت علام مبتدأ وخبر والجملة الاسمية خبر إن والكاف اسمها وجملة إنك تعليلية. { وَإِذْ قَالَ الله} عطف على قوله: { إذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك} [ المائدة: 110] فهو ما يقوله الله يوم يجمع الرسل وليس ممّا قاله في الدنيا ، لأنّ عبادة عيسى حدثت بعد رفعه ، ولقوله: { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}. فقد أجمع المفسّرون على أنّ المراد به يوم القيامة. وأنّ قوله: { وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس} قول يقوله يوم القيامة. وهذا مبدأ تقريع النصارى بعد أن فُرغ من تقريع اليهود من قوله: { إذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك} [ المائدة: 110] إلى هنا.