كما جاء عن ثوبان مولى رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: "سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك". عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم ذكر الصلاة يومًا قائلًا: "من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف". وروى الإمام أحمد أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت خاب وخسر". كما روى الإمام البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صل الله عليه وسلم قال: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة". وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه صل الله عليه وسلم قال: "من ترك صلاة مكتوبة فقد برئت منه ذمة الله". عقوبة تارك الصلاة
تعد الصلاة عماد الدين وبناءه فهي مفروضة على كل مسلم بالغ عاقل راشد، ومن تركها عامد متعمد فله جزاء القتل كما أشرنا إلى ذلك في حكم تارك الصلاة في المذاهب الأربعة، فيما أن لها عقوبة يُجازى عليها المرء في الدنيا والآخرة، نذكر منها ما يلي:
يتم النظر إليه من الله تعالى بعين الغضب.
تعرف على آراء المذاهب الأربعة فى حكم صلاة الوتر وطريقة تأديتها - اليوم السابع
بالنسبة للعقبات التي يعاقبها المرء بالقبر أن يضيق القبر عليه، ويستمر في لضيق إلى أن يأكل أضلعه. كما أنه يعاقب في القبر بأن يوقد الله سبحانه وتعالى عليه النار فيه، ويسلط عليه ثعبان الشجاع الأقرع. في الآخرة يأخذ تارك الصلاة إلى النار، ويرمي به علي وجهه. ايضا في الاخرة يتطلع إليه الله سبحانه وتعالى وهو غاضب منه كما يحاسب حساب عسير. ثالث عقوبة في الاخرة أن يأمر الله ملائكة العذاب أن يسحبوه إلى نار جهنم ويعذب. ما حكم تارك الصلاة مع الدليل من القرآن
جاءت العديد من الآيات القرآنية التي دلت على العقاب الشديد من الله سبحانه وتعالى لتاركي الصلاة تعمدا حيث قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) صدق الله العظيم. الآية فيها تأكيد على دخول تارك الصلاة سقر وهي دركة من دركات النار. قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) صدق الله العظيم. هنا تؤكد الآية على عدم قدرة تارك الصلاة على تأديتها بين يدي الله سبحانه وتعالى. بسم الله الرحمن الرحيم: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) صدق الله العظيم.
سؤال - حكم تارك الصلاة + سؤال عن دار الإفتاء في تونس ؟ | منتديات تونيزيـا سات
ومن تركها تهاونا بها واستخفافا بحقها ، فهذا الذي اختلف العلماء في شأنه ، فمنهم من يحكم بكفره ، ومنهم من يحكم بعدم كفره ، ومنهم من يحكم بكفره إذا كان تاركا لها بالكلية ، أما إذا كان يصلي أحيانا وأحيانا لا يصلي فهذا لا يحكم بكفره. جاء في "الموسوعة الفقهية" (27/53-54):
" ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ تَاركَ الصَّلاَةِ تَهَاوُنًا وَكَسَلاً ، لاَ جُحُودًا ، يُقْتَل حَدًّا أَيْ أَنَّ حُكْمَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حُكْمُ الْمُسْلِمِ فَيُغَسَّل ، وَيُصَلَّى عَلَيْهِ ، وَيُدْفَنُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ. وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ: إِلَى أَنَّ تَارِكَ الصَّلاَةِ تَكَاسُلاً يُدْعَى إِلَى فِعْلِهَا وَيُقَال لَهُ: إِنْ صَلَّيْتَ وَإِلاَّ قَتَلْنَاكَ ، فَإِنْ صَلَّى ، وَإِلاَّ وَجَبَ قَتْلُهُ. وَلاَ يُقْتَل حَتَّى يُحْبَسَ ثَلاَثًا وَيُدْعَى فِي وَقْتِ كُل صَلاَةٍ ، فَإِنْ صَلَّى وَإِلاَّ قُتِل حَدًّا ، وَقِيل كُفْرًا ، أَيْ لاَ يُغَسَّل وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ. لَكِنْ لاَ يُرَقُّ وَلاَ يُسْبَى لَهُ أَهْلٌ وَلاَ وَلَدٌ كَسَائِرِ الْمُرْتَدِّينَ " انتهى.
ص249 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - أقوال الأئمة الأربعة في تارك الصلاة - المكتبة الشاملة الحديثة
فالمرأة التي تتزوج من الغير مصلي عليها أن تمنعه من نفسها، وتحاول أن تتخلص منه
إذا تاب من الممكن إعادة العقد من جديد إذا رضيت الزوجة بهذا. كذلك الامر بالنسبة للرجل الذي ينبغي أن يعلم أن زواجه من المرأة التي لا تصلي باطل.
وقال ابن عثيمين رحمه الله:
" الذي يظهر لي أنه لا يكفر إلا بالترك المطلق بحيث لا يصلي أبداً ، وأما من يصلي أحيانا فإنه لا يكفر " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين " (12/55). راجع جواب السؤال رقم: ( 5208) ، ( 83165). وقد حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على كفر تارك الصلاة ، قال إسحاق بن راهويه:
" هو رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا " انتهى من
"الاستذكار" (2 /150). واحتجوا بظواهر النصوص التي تحكم بكفره ، وبقول عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ: " كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنْ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ " رواه الترمذي (2622) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي". راجع جواب السؤال رقم: ( 9400).