الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم
16922 حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات
حديث لا تكرهوا البنات فانهن
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبنات فقال: «لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة». -وعن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يحب عبده الضعيف الفقير المتعفف أبا العيال». – وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكرهوا البنات؛ فإنهن المؤنسات الغاليات». قال الله تعالى في ذمِّ الكفَّار: { وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مُسودًا وهو كظيم يتوارى من القوم من سُوء ما بُشِّر به أيُمسكُه على هُونٍ أم يدُسُّه في التراب ألا ساء ما يحكمون} سورة النحل. يغتم كثيرٌ من الناس إذا ما ولدت زوجاتهم البنات ويفتعل بعضهم عقيب ذلك المشاكل والخصومات حتى ربما وصل الأمر ببعضهم إلى تطليق زوجاتهم عند ولادة بنتٍ أو عدد من البنات، ولعل البعض لا يمنعهم من دفن المولودة الصغيرة في التراب سوى العقوبة القانونية بخلاف ما كان عليه الحال زمن كُفَّار الجاهلية إذ كان هذا مشهورًا في بعض القبائل دون رادعٍ أو زاجر، فكان أحدهم إن بُشر بأنثى اسودّ وجهُه من الغم فيتوارى أي يستخفي من الناس كأنه فعل عارًا. من هن المؤنسات الغاليات ؟. ومعنى قوله تعالى "كظيم" أي ممتلئٌ حُزنًا فهو يكظمه أي يمسك هذا الحزن ولا يظهره فيتردد أيُبقي على البنت على هُونٍ وهو الهَوانُ والذل أم يدفنها في التراب حية.
أما الغاليات فيقصد بها أنهن غاليات وعاليات القدر عند الأبوين بالمقارنة بالذكور ، حيث أن للبنت مودة ورحمة تنبعث من قلبها تجبر الأب والأم على معاملتها برفق ولين ، حتى تزيد غلاوة في قلوب الوالدين وكل من يتعامل معها ، على عكس الولد الذي يكون به بعض الجفاء. حديث لا تكرهوا البنات فانهن المونسات. ذكر في الحديث أيضا أنهن المجهزات ، ومعنى المجهزات أنهن اللاتي يقوم لأجلهن كل من الأب والأم بتجهيزهن بغية الزواج ، ويقصد هنا الفعل الناجم عن ذلك وينعكس على الأب والأم بالفرح والسرور عند البدء بذلك التجهيز والإعداد للعرس والفرح بالتأكيد. وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء كثيرا ، سواء في المرحلة المبكرة في أثناء تواجدهن في بيوت أهلهن ، أو بعد ذلك حتى تصبح في بيت زوجها ، وكذلك وصانا على كونها أم ووصانا ببر الأمهات أكثر حتى من الآباء. فقد ورد أنه جاء رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ، فقال عليه الصلاة والسلام: أمك فسأله ثم من: قال أمك ، قال الرجل ثم من قال أمك ، فسأل الرجل مرة أخرى ثم من ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبوك. صحة حديث البنات هن المشفقات المجهزات وردت بعض الروايات المرسلة مع الحديث الصحيح والذي ذكرناه أعلى بالنص الصحيح الأكيد ، وأما عن بعض الروايات المرسلة والتي ورد ضعفها مثل بعض الأحاديث ومنها.