وهذا هو الأظهر عندي. ونظيره من القرآن قوله تعالى: فمن ينصرني من الله إن عصيته [ 11 \ 63] أي: من ينصرني منه فيدفع عني عذابه. والاستفهام في قوله تعالى: من يكلؤكم قال أبو حيان في البحر: هو استفهام تقريع وتوبيخ ، وهو عندي يحتمل الإنكار والتقرير. فوجه كونه إنكاريا أن المعنى: لا كالئ لكم يحفظكم من عذاب الله ألبتة إلا الله تعالى ، أي: فكيف تعبدون غيره. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنبياء - الآية 42. ووجه كونه تقريريا أنهم إذا قيل لهم: من يكلؤكم ؟ اضطروا إلى أن يقروا بأن الذي يكلؤهم هو الله ؛ لأنهم يعلمون أنه لا نافع ولا ضار إلا هو تعالى ، ولذلك يخلصون له الدعاء عند الشدائد والكروب ، ولا يدعون معه غيره ، كما قدمنا الآيات الموضحة لذلك في سورة " الإسراء " وغيرها. فإذا أقروا بذلك توجه إليهم التوبيخ والتقريع ، كيف يصرفون حقوق الذي يحفظهم بالليل والنهار إلى ما لا ينفع ، ولا يضر.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنبياء - الآية 42
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنبياء - الآية 42
♦ الآية: ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (42). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ ﴾ يحفظكم ﴿ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ إن أنزل بكم عذابه ﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ ﴾ كتاب ربهم ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ ﴾ يحفظكم، ﴿ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ إن أنزل بكم عذابه، وقال ابن عباس: من يمنعكم من عذاب الرحمن، ﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ ﴾ عن القرآن ومواعظ الله ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾. تفسير القرآن الكريم
2021-08-29, 08:31 AM #1 لا أحد غير الرحمن سبحانه يكلأ العباد أحمد قوشتي عبد الرحيم {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} لا أحد غير الرحمن سبحانه يكلأ العباد أي يحفظهم ويحرسهم ، ويحول بينهم وبين الشرور والآفات في الليل والنهار ، وفي النوم واليقظة ، وفي بيوتهم وخارجها. وليت شعري هل يبقى ابن آدم طرفة عين إذا فارقته الكلاءة الربانية ، وحرم من حفظ الرحمن سبحانه ؟ كلا والله ، وكيف يبقى وأسباب الهلاك حوله في كل لحظة تحيط به إحاطة السوار بالمعصم لولا رحمة الله. وما أضعفك يا ابن آدم!! فقط فيروس لا يكاد يرى كفيل بتدميرك ، أو مرض فتاك لا تدري كيف أصابك ، أو جلطة مهلكة قد تتركك مشلولا ، أو نوبة قلبية ، أو لقمة تشرق بها ، أو وقعة مفاجئة تكسر عظامك ، أو سيارة طائشة تقتلك وأنت تعبر الطريق ، ثم ماذا عن حال نومك وقد تعطل إدراكك هل تستطيع أن تدفع عن نفسك ضرا أو شرا أو حتى حشرة ضئيلة! وليس الحفظ فقط مقصورا على الحفظ الحسي ، بل هناك ما هو أجل وأعظم ، حفظ عقلك من أن يضل ، وحفظ قلبك من أن يزيغ ويتقلب ، وحفظ يقينك من أن يتزلزل ، وحفظ إيمانك ودينك من أن يضيع ، وحفظ علمك أن ينسى ، وحفظ نفسيتك من أن تنهار ، وحفظ مبادئك من أن تباع في أسواق النخاسة ، وحفظ كرامتك من أن تراق بسبب حاجة ملجئة ، وحفظ أهلك وولدك ومن تحب من أن تساء فيهم بالفقد أو بأي نوع من أنواع الأذى.