دعاء اللهم اني اعوذ بك من البرص
ما أجمل أن يدعوا الإنسان ربه شاكرًا نعمته وطالبًا منه الحماية من كل الشرور، فإن المولى عز وجلّ هو الحِمى من كل الشرور وهو خير حافظ، فهيا بنا نستعرض دعاء الحفظ من البرص والأسقام كافة فيما يلي:
ورد وَعَن أَنسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوُذُ بِكَ مِنَ الْبرَصِ، وَالجُنُونِ، والجُذَامِ، وسّيءِ الأَسْقامِ "رَوَاهُ أَبو داود. كما ورد عن النبي أنه كان يدعو بجوامع الدعوات التي من بينها " اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، وأعوذ بالله من سيئ الأسقام، اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي، اللهم قني شح نفسي، اللهم إني أسألك الهدى والسداد، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ". فإن أفضل ما يقوم به العبد الصالح حين يقلق من البرص أو يهابه، وكذا إذا أصابه المرض أو البرص والأسقام كافة أن يدعوا الله، فقد قال الله تعالى في سورة غافر الآية 60″ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ"، فإن المولى يُفضل دعاء المسلمين والاستجابة لهم، ففي الإكثار من الدعاء خير كبير للعبد الصالح وفيه تقرُّب العبد لله ربّ العِزة والجلالة سُبحانه.
- اللهم اني اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء
- اللهم اني اعوذ بك من تحول عافيتك
- اللهم اني اعوذ بك من الهم
اللهم اني اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء
انتهى
وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قال الطيبي: إن الإنسان إذا خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمر فيخاف أن يعدل عن الصراط المستقيم، فإما أن يكون في أمر الدين فلا يخلو من أن يَضل أو يُضَل، وإما أن يكون في أمر الدنيا فإما بسبب جريان المعاملة معهم بأن يَظلم أو يُظلَم، وإما بسبب الاختلاط والمصاحبة فإما أن يَجهَل أو يُجهَل. فاستعيذ من هذه الأحول كلها بلفظ سلس موجز، وروعي المطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية. انتهى
فالدعاء المذكور لا يشمل على تكرار.. فالعبارتان المتفقتان في اللفظ مختلفتان في المعنى، فالعبارة الأولى مبنية للمعلوم تعني صدور المستعاذ منه من طرف المتكلم نفسه. اللهم اني اعوذ بك من موت الفجأة - الطير الأبابيل. أما العبارة الثانية فمبنية للمجهول وتعني وقوعه على المتكلم من طرف غيره
وبصورة أوضح كل كلمتين متحدتي اللفظ من هذا الحديث.. فالأولى منهما مفتوحة الهمزة مكسورة الحرف الذي قبل الحرف الأخير، والثانية مضمومة الهمزة مفتوحة الحرف الذي قبل الحرف الأخير، والكلمتان الأخيرتان ـأجهل أو يجهل ـ الأولى منهما بفتح الهمزة والهاء ، والثانية بضم الياء وفتح الهاء. والله اعلم.
وقد قضاها له حقاً حين علمه هذا الدعاء، وهو وحي من الله تعالى، يستجلب به العبد سحائب رحمته، وينال به رضاه. وقد تلطف النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – به في تعليمه هذا الدعاء، كما تلطف به في السؤال، وهو أرحم بالمؤمنين من أنفسهم على أنفسهم، فقال: "أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟". دعاء اللهم اني اعوذ بك من الهم - موقع محتويات. فهذا أسلوب عرض – وهو الطلب برفق ولين – فيه جلب للانتباه، وتشويق لما سيخبره به ويطلعه عليه، وفيه بشرى طيبة يحملها إليه من لدن ربه – عز وجل – فكان أبو أمامة أسرع ما يكون إليه بالجواب: "بلى يا رسول الله"، أي: أخبرني بهذا الكلام الذي يذهب الله به همي ويقضي ديني. وقد عبر النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عن الدعاء بالكلام؛ لأنه دعاء ينبغي أن يصدر من الأعماق عن يقين بالإجابة، حتى يبدو للداعي كأنه يكلم ربه بقلبه ولسانه وكيانه كله. قال: "قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ" أي في الصباح من أول اليوم إلى آخره، وفي المساء من أوله إلى آخره، أي قل في أي وقت شئت في صباحك ومسائك كلما أحسست بشيء من الغم أو عاودك شيء من الحزن، أو خطر في قلبك شيء من الهم.
اللهم اني اعوذ بك من تحول عافيتك
فالمغموم تتوارد عليه الخواطر، وتتداعى المعاني؛ فيحزن فيصاب بالغم فيخشى مما قد يحدث له بسبب استمرار هذا الغم فيصاب بنكبة عظيمة تعطل فكره وحواسه، فلا يكاد يعقل ولا يكاد يسمع أو يبصر. وفي ذلك يقول الله – عز وجل – في تذكير المؤمنين بما وقع لهم في غزوة أحد: { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (سورة آل عمران: 153). اللهم اني اعوذ بك من الهم. قال القرطبي: (قال مجاهد وقتادة وغيرهما: الغم الأول: القتل والجراح، والغم الثاني: الإرجاف بقتل النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –. وقيل: الغم الأول: ما فاتهم من الظفر والغنيمة، والثاني: ما أصابهم من القتل والهزيمة). فأنت ترى من هذين القولين: أن الغم يجمع في طياته الحزن على ما فات والهم بما سيقع. نسأل الله السلامة والعافية
وقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ" معناها: أعوذ بك من أن أتأخر عن تأدية واجباتي، وأتخلف عن تحقيق ذاتي وصالح عملي، وأن أفتقد القدرة المادية والمعنوية في بلوع آمالي من دنياي وآخرتي.
وخلاصة الأمر:
أن الحديث ثابت ، والخلاف في تفسير قوله:" فِي آخِرِ وِتْرِهِ " سائغ بين أهل العلم ، فمن ذكره في دعاء القنوت فلا بأس ، وهو ما رجحه جماعة من المحققين من أهل العلم كما قدمنا ، ومن قاله في سجوده ، فهو سنة ثابتة أيضا من غير هذا الحديث، ومن قاله في آخر الوتر قبل السلام أو بعده لا ينكر عليه كذلك ، فإن اللفظ محتمل ، وبكلٍ قال أهل العلم ، والله أعلم. ومن أراد الاستزادة حول القنوت في الوتر يمكنه مراجعة هذه الأجوبة برقم: ( 20031)، ( 174908).
اللهم اني اعوذ بك من الهم
( [1]) البخاري، كتاب الدعوات، باب التعوذ من غلبة الرجال، برقم 6363، قال أنس: (( كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ r كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (( اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ... )). ( [2]) فتح الباري، 11/207، وفيض القدير، 2/151. ( [3]) ابن ماجه، أبواب الزهد، باب الهم بالدنيا، برقم 4106، والحاكم، 2/ 443، وابن أبي شيبة، 13/ 220، والبزار، 5/ 68، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 207، وصحيح الترغيب والترهيب، برقم 3170. ص404 - شرح الدعاء من الكتاب والسنة - اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع - المكتبة الشاملة. ( [4]) الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب حدثنا قتيبة، برقم 2465، والدارمي، 1/ 45، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3169، وحسنه في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 949. ( [5]) اللآلئ الدرية في شرح الأدعية النبوية، ص 60.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: "يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟". قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟". قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ"، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي". كان أصحاب النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يحبون الخلوة في بيوتهم وفي المساجد؛ للذكر والدعاء، والتفكر في مخلوقات الله عز وجل، وذلك إذا فرغوا من أعمالهم المعيشية.