ومن أسماء سورة الفاتحة أيضاً قالوا هي أم القرآن أو أم الكتاب، فالفاتحة أم القرآن لأنها اشتملت على جميع ما في القرآن وهي أجملت ما فصله القرآن بعدها. فيها من العلوم علم الأصول وأول شئ في الأصول معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وهذا في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ)، وكذلك فيها الإيمان باليوم الآخر وهذا في قوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). وفيها تبيين منازل السائرين في الأخلاق في قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، وفيها بيان عاقبة السعداء وعاقبة الأشقياء وفيها سؤال الهداية (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ). روائع البيان في تفسير آيات الأحكام. إذاً فهي اشتملت على كل شئ ومن ثم قالوا أم القرآن أو أم الكتاب، وكذلك من أسماء سورة الفاتحة الشافية، وأيضاً من أسمائها الكافية لأنها تكفي في الصلاة قراءتها فمن صلى وقرأ الفاتحة فقط كفته. كذلك من أسمائها السبع المثاني وسميت مثاني لأنها نزلت من السماء مرتين وقالوا لأنها تكرر في الصلاة، وهي سبع لأنها سبع آيات عند من عد البسملة آية وعند من لم يعد البسملة آية. اقرأ أيضا: كم مرة ذكرت مصر فى القرآن سورة البقرة يشرح الشيخ تفسير آيات الأحكام من سورة البقرة، فيوضح معاني الآيات وأسباب نزولها وما فيها من أحكام، ويبين ما جاء في قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
كتب تفسير آيات الأحكام
بحث قصير عن كتب آيات الأحكام:
الحمد لله الذي جعل لنا من العلم نورا نهدي به ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، وبعد:
إن التصنيف في آيات الأحكام على مذهب الحنابلة ليس كثيراً كبقية المذاهب ، وقد يرجع إلى عدة أسباب أولها: تأخر ظهور مذهب الحنابلة ، فهو آخر المذاهب السنية ظهورا و انتشارا (ق:3-4 للهجره) ثانياً: أنه لم يتبنى المذهب الحنبلي أحد من الحكام، مما أدى إلى انحساره كثيراً. ولولا تولي بعض الحنابلة لمذهب القضاء بين الحينة والأخرى، لربما انقرض المذهب مثل باقي مذاهب السلف الأخرى كمذهب الأوزاعي ومذهب الثوري و لا يعرف من تولى منهم الوزارة إلا نحو خمسة فقط( في ظرف يزيد عن خمسة قرون ( و من ينظر في أماكن انتشار المذهب الحنبلي، يجد أنها ضيقة جدا, "وقد وجد المذهب الحنبلي في طريقه ضغوطات و عراقيل كثيرة من المذاهب السنية الأخرى ؛ فقد تصدت له و حدّت من نشاطه ، في فترات كثيرة من التاريخ الإسلامي ، كما هو الحال زمن الوزير السلجوقي نظام الملك ، و الأيوبيين و المماليك" (الموفق بن قدامة المقدسي: التبيان في بيان القرآن). لكن المذاهب السنية الأخرى حالها يختلف عن حال المذهب الحنبلي ؛ فهي أهم عامل ساهم في انتشارها و تثبيتها و صمودها، هو العامل السياسي فقد كانت لها دول تبنتها و دافعت عنها ؛ فدول المغرب و الأندلس كانت تتبنى المذهب المالكي.
تفسير ايات الاحكام لمناع القطان
ويذكر سبب نزول الآية وهو أنه في الجاهلية كانت لهم أصنام وكان من أصنامهم صنمان صنم على الصفا وصنم على المروة وكان الجاهليون إذا ما طافوا أو سعوا مروا بالصنمين وكان المسلمون يتحرجون في طوافهم أن يمروا بالأصنام فكانوا يمتنعون عن الطواف فنزلت الآية إرشاداً لهم. ويبين وجه القراءة في الآية عند الجمهور وقراءتها عند الإمام حمزة والإمام الكسائي، ويشرح الوجه الإعرابي في الآية. كتاب تفسير آيات الأحكام للسايس - المكتبة الشاملة. ويوضح معاني الكلمات في الآية فيبين معنى الصفا وهو اسم لكل حجر خالص وأملس، ويبين معنى المروة وهي كل حجر أبيض أملس، ويكمل شرح الآية. اقرأ أيضا: الجهل مصيبة كبرى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ بعد ذلك ينتقل إلى شرح قول الله تبارك وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). فيذكر سبب نزول هاتين الآتين وهو أن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه وبعض الصحابة الكرام سألوا اليهود أعندكم شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبكم؟ فأنكرت اليهود أن شيئاً من أمر النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم فكتموا ما أنزله الله تعالى في التوراة والإنجيل من البشارات التي تبشر برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان هذا سبب نزول الآتين.
ويلاحظ أن هذا التقسيم تقسيم اصطلاحي تعارف عليه العلماء، للتوضيح، والتبيين. ولا يعني أن كل قسم مبتوت الصلة عن الآخر بل هي مترابطة ومتداخلة؛ فالمسائل الاعتقادية لابد أن ينبني عليها عمل وسلوك، وهذا السلوك هو الأخلاق بمعناها الشامل، كما أن المسائل العملية الفقهية، لابد أن تصدر عن اعتقاد، ونيّة. وعلى هذا يكون المراد بنصوص الأحكام عند الإطلاق: كل نصٍّ يمكن أن يستفاد منه حُكْم فقهي، بطريقٍ مباشرةٍ أو بطريق الاستنباط. ثانيًا: عدد آيات الأحكام: القرآن الكريم شامل لأحكام الدين؛ إما تفصيلاً وإما تأصيلاً. ويوضح ذلك قوله تعالى: { ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء} [النحل: 89]، وقوله تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ النساء: 26]. "أَيْ لِيُبَيِّنَ لكم أَمْرَ دِينِكُمْ ومَصَالِحَ أَمْرِكُمْ، وما يَحِلُّ لكم وما يَحْرُمُ عليكم. وذلك يَدُلُّ على امْتِنَاعِ خُلُوِّ وَاقِعَةٍ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ تعالى" ( [1]). تفسير ايات الاحكام لمناع القطان. وقد اختلف أهل العلم في عدد آيات الأحكام على قولين: القول الأول: "أنَّها محصورة بعدد معيَّن، ثم اختلف هؤلاء في عددها، فقيل: هي خمسمائة آية.