(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). كما يمكنك التعرف على: فوائد سورة الحشر الروحانية
لكل سورة في كتاب الله فوائد لقارئها، حتى لو لم تذكر السنة فوائدها من قبل، ولكن تراود فوائد سورة الأحقاف التي منها:
قيل إن من يكتب سورة الأحقاف ويعلقها، يزيح عنه الله الجان وكيفية من كل الشرور. كذلك قيل إن من فوائد سورة الأحقاف الروحانية أنه إذا كتبها شخص، ووضعها في الماء ويأخذها أي شخص. ص1195 - كتاب التفسير الوسيط مجمع البحوث - هذه السورة مكية وآياتها خمس وخمسون - المكتبة الشاملة. يصبح قوي الجسد، ويخلو جسده من الأمراض. قيل إن من فوائد سورة الأحقاف الروحانية أن من كتبها وغسلها بماء زمزم وشربها. صار محبوبًا بين الناس وكلمته يسمعها الجميع. قيل إن من قرأ سورة الأحقاف تخلص من المهالك. قيل أيضًا في كتاب ختومات القرآن، أنه من ابتلى بمهلكة فليقرأ سورة الأحقاف ثلاث مرات وسيجد خلاصًا. من فوائد سورة الأحقاف الروحانية أنه من يقرأها تكتب له حسنات بعدد كل قدم مشيت على الأرض
قيل إن من فوائد سورة الأحقاف الروحانية أنه من قرأها يوم الجمعة، نجا من فزع يوم القيامة.
ص1195 - كتاب التفسير الوسيط مجمع البحوث - هذه السورة مكية وآياتها خمس وخمسون - المكتبة الشاملة
سورة الأحقاف
سورة الأحقاف واحدةٌ من السور التي نزلتْ على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة باستثناءٍ ثلاث آياتٍ هنّ موضع خلافٍ بين أهل التفسير وهن الآيات: العاشرة والسابعة عشرة والخامسة والثلاثون، وترتيب السورة من حيث النزول الخامسة والستّون، إذ نزلت قبل سورة الذاريات وبعد سورة الجاثية، أمّا ترتيبها في المصحف العثماني فالسادسة والأربعون، ويبلغ عدد آياتها خمسًا وثلاثين آيةً، وتقع في الرّبعيْن الأول والثاني من الحزب الحادي والخمسين من الجزء السادس والعشرين، وهي من حواميم القرآن إذ تبدأ آياتها بالحروف المقطعة حم، وهذا المقال يُسلط الضوء على سورة الأحقاف من نوافذ عدة. سبب تسمية سورة الأحقاف
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم أيْ الأحقاف في جميع المصاحف المغربية والشرقية إلى جانب كتب التفسير والسنة؛ فالأحقاف وردت في هذه السورة ولم ترد في أي موضعٍ آخرٍ وهي مساكن قوم عادٍ من أرض اليمن وتقع تحديدًا في وادٍ صحراويٍّ بين سلطنة عُمان ومهرة اليمنية جنوب شبه الجزيرة العربية حاليًّا وقد أهلكهم الله تعالى بعد أن كذّبوا رسولهم هود -عليه السلام-، كما يُطلق على هذه السورة اسم حم الأحقاف تمييزًا لها عن باقي السور التي تفتتح آياتها بالحروف المقطعة حم.
[٣]
وتتحدَّث الآيات بعد ذلك عن العقيدة وما يتعلق بها، من إحسانٍ إلى الأبوين، وتبيِّنُ أنَّ هناك نوعين من الأبناء، فمنهم المؤمنون الصادقون الذين سيتقبّل الله أعمالهم ويجزيهم جنات النعيم، وأمَّا النوع الثاني فهم الظالمون لأنفسهم الذين ينكرون فضل آبائهم وجزاؤهم العذاب والهلاك. ثمَّ تستعرضُ الآياتُ حالَ الكافرينَ يومَ القيامة مبيٍّنةً لهم غفلتهم واستكبارهم الذي كانوا فيه، قال تعالى: "ويَوْمَ يعرَضُ الَّذينَ كفَرُوا علَى النَّار أذهَبْتُمْ طيِّباتِكُمْ في حيَاتكُمُ الدُّنيَا واستَمتَعْتُمْ بهَا فاليَوْمَ تجزَوْنَ عذَابَ الهونِ بمَا كنتُمْ تستَكْبِرُونَ في الأَرْض بغَيرِ الحقِّ وبِمَا كنتُمْ تفسُقُونَ" [٤]. وتذكرُ قصة عادٍ قوم هود -عليه السلام- وتبيِّنُ كيف كذّبوا بدعوته وسخروا بما جاءهم به فأتتهم الريح العقيم الباردة التي أهلكتهُم، قال تعالى: "واذْكُرْ أخَا عادٍ إذْ أنذَرَ قومَهُ بالأَحقافِ وقَد خلَتِ النُّذر منْ بينِ يديْهِ ومنْ خلفِهِ ألَّا تعبُدُوا إلَّا اللَّهَ إنِّي أخافُ علَيكُمْ عذابَ يومٍ عَظِيمٍ * قالُوا أجئتَنَا لتَأفِكَنَا عنْ آلهتِنَا فأتِنَا بمَا تعِدنَا إنْ كنْتَ منَ الصَّادقينَ" [٥] ، ومثلُ ذلك كانت نهاية ما حولَ النَّاسِ في مكة من القرى عندما كذَّبوا برسل الله، قال تعالى: "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" [٦] [٧].