{ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ. أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [ النمل60-61]
أإله مع الله رفع السموات بلا عمد و أبدع فيها و سير كل تلك الأجرام الهائلة و أنزل منها ما هو سبيل للحياة على الأرض, فأحيا به الإنسان و الحيوان و شتى أنواع النباتات بألوانها المبهجة و طعومها و فوائدها المختلفة ؟؟ أم أن معبوداتكم المخلوقة هي التي خلقت الأرض بأنهارها و جبالها و وديانها و بحارها وسهولها و منع كل من تلك الأشياء أن تعتدي على ما سواها فلا يتعدى بحر على نهر و لا جبل على سهل. االه مع الله الشريم. هل خلقها وثن لا يضر أو ينفع أو حتى ملك مقرب أو نبي مرسل أو أحد الصالحين من أولياء الله المتقين, تعالى الله عما يعتقد المشركون علواً كبيراً و تنزه سبحانه عن كل نقيصة و عيب. أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [ النمل60-61] قال السعدي في تفسيره: { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل 60] أي: أمن خلق السماوات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والملائكة والأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار وأشجار وغير ذلك.
- االه مع الله عبد الصمد
- االه مع الله الشريم
االه مع الله عبد الصمد
( [7]) وقد اكتشف مؤخرًا أن الذباب إذا أخذ شيئًا من دم الإنسان أو من أي شيء آخر لم يستطع أحدٌ أن يخرجه من فمه أو من أمعائه لأنه يهضمها بمجرد أخذها وقبل النزول إلى بطنه، وصدق الله إذ يقول: [ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)] [ سورة الحج] ( [8]) أخرجه البخاري (7559). أإله مع الله - مدونة الحمد والجمال. ( [9]) أخرجه أحمد عن أبي هريرة مرفوعًا (3972). ( [10]) تفسير ابن كثير (2/225). ( [11]) تفسير ابن كثير (2/463).
االه مع الله الشريم
«أمَّن يهديكم» يرشدكم إلى مقاصدكم «في ظلمات البر والبحر» بالنجوم ليلًا وبعلامات الأرض نهارًا «ومن يرسل الرياح بُشرًا بين يديْ رحمته» قدام المطر «أَإِله مع الله تعالى الله عما يشركون» به غيره. «أمَّن يبدأ الخلق» في الأرحام من نطفة «ثم يعيده» بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها «ومن يرزقكم من السماء» بالمطر «والأرض» بالنبات «أَإِله مع الله» أي لا يفعل شيئًا مما ذكر إلا الله ولا إله معه «قل» يا محمد «هاتوا برهانكم» حجتكم «إن كنتم صادقين» أن معي إلهًا فعل شيئًا مما ذكر ، وسألوه عن «قل لا يعلم من في السماوات والأرض» من الملائكة والناس «الغيب» أي ما غاب عنهم «إلا» لكن «الله» يعلمه «وما يشعرون» أي كفار مكة كغيرهم «أيان» وقت «يبعثون» وقت قيام الساعة. «بل» بمعنى هل «أدرك» وزن أكرم ، وفي قراءة أخرى ادّارَكَ بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالًا وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق «علمهم في الآخرة» أي بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك «بل هم في شك منها بل هم منها عمون» من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها.
التساؤل الثاني
حول تكوين الارض و تسخيرها للحياة و العيش على ظهرها, و عن وجود الانهار التي تتخللها و ما لذلك من اهميه للحياة, و عن وجود الجبال و اهميتها في استقرار الارض, و عن تشكيل البحار و كيفية الحواجز التي تفصلها بفعل اختلاف الكثافة فيها, لاهمية الحياة فيها, قال تعالى ( أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) 61 النمل,
و لكن اغلب المشركين لا يعلمون شيء عن أهمية وجود تلك الامور و سببها في استقرار الحياة على الارض. التساؤل الثالث
حول لجوء المشرك و دعوته للخالق الحق حين يضطر به الامر خوفا على حياته من الموت, فيدعو الله ان ينجيه من ذلك الكرب, فحينها يعرف خالقه بفطرته التي يحاول جاهدا طمسها, و حول كشف ذاك السوء عنه و تمكينه من جديد خلفا لمن هلك من قبله, قال تعالى ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ) 62 النمل,
ولكن المشركين سرعان ما يتناسوا ذلك اللجوء و اجابة تلك الدعوة و ذاك التمكين, و كأن شيء لم يكن, فمعظم المشركين لا يتذكرون ذلك.