تنمية الاسرة أو تطويرها يعنى فى المقام الأول والأخير هو الحد من تعدادها المتزايد والمؤثر بالسلب على خطط ومشاريع التنمية. وبغض النظر عن المسمى الذى تطلقه الدولة على المشروع فهو فى النهاية يهدف الى توعية الاسرة المصرية بأهمية الاسرة الصغيرة لمصلحتها ولمصلحة الوطن ككل. وذلك ليس عن طريق الاجبار ولكن بالاقناع والفهم الذى يربط بين العام الذى هو وطنى والخاص الذى هو عائلى. وهى مهمة ليست سهلة ولكنها ممكنة إذا تأسست على الفهم الاجتماعى السليم الذى يدرس التجارب الانسانية السابقة سواء كانت مصرية او غير مصرية. لكنها تحتاج الى وقت وإلى زمن طويل. واكرر انها تحتاج لوقت ولزمن طويل. لماذا؟
لأنها تصطدم بعادات وتقاليد راسخة فى عقول شريحة كبيرة من المواطنين فى الريف والحضر وكذلك تصطدم بانتشار الأمية وبالستر المالى والحاجة الاقتصادية أى بالفقر. يعنى بالقضايا الاقتصادية الاجتماعية التى يعانيها المجتمع المصرى. تربية: أبناؤكم يتشاجرون؟ إليكم الحلّ. تماما كقضية المرأة التى يتجه اليها البعض على اساس انها قضية نوع اجتماعى فى حين انها فى الواقع قضية مجتمع يناطح التخلف وتستوعب معاركه الرجال والنساء معا وسويا فى صف واحد. لذلك علينا ان ندرس معا السبب الذى جعل مشكلة الزيادة السكانية، تظهر الى السطح الاجتماعى بعد 1952 ثم لماذا فشلت المشاريع التى تبنتها الحكومات المصرية منذ ان تنبهت الى خطورة الزيادة السكانية المفرطة فى ستينيات القرن الماضى.
- العدد الاولي من الاعداد التاليه هوشمند
العدد الاولي من الاعداد التاليه هوشمند
مع أن كل كتب السيرة تؤكد أن غالبية الغزوات التي خاضها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت المبادأة فيها تتم من قبل المسلمين، ويستثنى من ذلك معركة أحد وغزوة الخندق. ولكن القائلين بأن الجهاد هو حرب دفاعية أرادوا من مقولتهم التخلّص من هجوم الكفار والمستشرقين على الإسلام بأنه دين قام على السيف، فوقفوا موقف الدفاع عن الإسلام وقبلوا أن يكون الإسلام متّهماً، فوقعوا في الخطأ من جراء موقفهم هذا، مع أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد أن الشرع يطلب من المسلمين حمل الإسلام والدعوة له بالجهاد، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوصي قادة الجيش بأن يدعوا القوم المتوجهين إليهم بجيشه إلى ثلاثة أمور: أن يدخلوا في الإسلام وإلا فالجزية، وإن رفضوا كلا الخيارين السابقين فلا يتبقى سوى الخيار الثالث هو الحرب. العدد الاولي من الاعداد التاليه هو. ولكن هذه الحرب لا يُقصد منها التقتيل والإبادة لمجرد الانتقام وتحقيق الغلبة، ولكن يُقصد منها إزالة العوائق المادية التي تحول دون وصول دعوة الحق إلى الأمم الأخرى، ومن تلك العوائق السلطات الحاكمة ومرتكزاتها، وهي أكبر عائق في طريق دعوة الناس للنور والهداية. ومن هنا فإن إزالة تلك العوائق تكون بناءً على تخطيط مسبق ونية مبيّتة وتحضير إعلامي وميداني، واختيار الوقت المناسب ولك ذلك يأتي كمقدمة للمبادأة بالقتال ولا ينتظر دائماً حتى يقوم الآخرون بالمبادأة ليكون ذلك مبرراً لنا للرد عليهم حتى يكون ذلك في عداد الحرب الدفاعية، لأنهم قد لا يهاجموننا طيلة حياتهم فهل ننتظر ونعطّل الجهاد؟ كلا فالجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة كما علّمنا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
والظاهر أن لا خطط في رام الله وغزة لإخراج المأزق الفلسطيني من فلسطينيته المحدودة (وحتى من حسابات "المقاطعة" السلطوية وحسابات "حماس" الغزّيّة)، والزجّ به من جديد داخل يوميات العرب واهتماماتهم وجعل قضيتهم مُعرّبة أو ذات بُعدٍ عربيٍّ وازن وإن لم تعد "القضية الأولى". العدد الاولي من الاعداد التاليه هو الاصغر. ولئن تتحرّك العواصم العربية بزعمائها ووزراء خارجيتها للاهتداء إلى ديناميات جديدة لتحريك ملف فلسطين، إلّا أن علّة فلسطينية مُقلقة تقف وراء ترهّل الجسد السياسي وتجعله مشلولًا أمام عالمٍ يتغيّر ليست حرب أوكرانيا إلّا واحدة من تجلّياته. محمّد قوّاص هو كاتب، صحافي ومُحلّل سياسي لبناني مُقيم في لندن. يُمكن متابعته عبر تويتر على: @mohamadkawas
يَصدُرُ هذا المقال في "أسواق العرب" (لندن) توازيًا مع صدوره في "النهار العربي" (بيروت).