وقصائده وشعره تدل على بقائه وطول عمره طويلا فهو القائل. حكمه وأقواله أكثم بن صيفي كان يعد أشهر حكام العرب قبل الإسلام ومن رؤساء بني تميم البارزين وصنف أنه حكيم العرب بدون منازع. فإذ أطلع المرء على حكمه التي قالها قبل زمن طويل أقر أنها تنفع في وقتنا الحاضر وتكون مثلا رائع ونهج مستقيما للحياة الصحيحة. وقد كان أكثم من أفصح لعرب لسانا، وأعلم نسبأ، وأكثرهم ضربأ للأمثال والحكم. كما وصف بـ الحكيم المشهور. وأنه من الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء. ومن بعض أقواله وحكمه الكثيرة: والأمثال هي حكمة العرب قبل الإسلام وفي الإسلام، و بها كانت تعرض كلامها فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق. ويستدل استخدام القران الكريم للأمثال في خطابة الناس ومحاجة المشركين كما قال تعالى وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ.
ديوان أكثم بن صيفي - الديوان
٨٣- وصية لأكثم بن صيفي: كتب النعمان بن خميصة الباروقي إلى أكثم بن صيفي: "مثل لنا مثالًا نأخذ به١". فقال: "لقد حلبت الدهر أشطره٢ فعرفت حلوه ومره. عين عرفت فذرفت٣، إن أمامي ما لا أسامي٤. رب سامع بخبر لم يسمع بعذري. كل زمان لمن فيه. في كل يوم ما يكره. كل ذي نصرة سيخذل. تباروا فإن البر ينمي٥ عليه العدد وكفوا ألسننتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه. إن قول الحق لم يدع لي صديقًا. الصدق منجاة لا ينفع مع الجزع التبقي. ولا ينفع مما هو واقع التوقي، ستساق إلى ما أنت لاق. في طلب المعالي يكون العناء. الاقتصاد في السعي أبقى للجمام٦ من لم يأس٧ على ما فاته ودع بدنه، ومن قنع بما هو فيه قرت عينه. التقدم قبل التندم٨. أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبه. لم يهلك من مالك ما وعظك، ويل لعالم أمر من جاهله. يتشابه الأمر إذا أقبل؛ فإذا أدبر عرفه الكيس والأحمق. الوحشة ذهاب الأعلام٩. البطر عند الرخاء حمق. والعجز عند البلاء أفن١٠. لا تغضبوا ١ هكذا روى أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال: وذكر الميداني أن أكتم وصى بها بنيه حين جمعهم، والرواية الأولى أطول بكثير من الثانية، وقد جمعت بين الروايتين. ٢ للناقة شطران: قادمان وآخران؛ فكل خلفين من أخلافها شطر "والخلف بالكسر لها كالضرع للبقرة" وأشطره بدل من الدهر، والمعنى أنه اختبر الدهر خيره وشره فعرف ما فيه، وهو مثل يضرب فيمن جر الدهر.
أخوك من صدقك النصيحة - أكثم بن صيفي - عالم الأدب
وصية أكثم بن صيفي
الشنكبوتية ::
(2) يثبت: كذا في الأصل، والظاهر أنها يثبط. (3) وفي رواية ابن الجوزي: فقام مالك بن عروة اليربوعي مع نفر من بني يربوع فقال: خرف شيخكم، إنه ليدعوكم إلى الغباء، ويعرضكم للبلاء، وإن تجيبوه تفرق جماعتكم، وتظهر أضغانكم، ويذلل عزكم، مهلا مهلا. (4) بقوله: (ولم يسعني) تنتهي الخطبة في رواية الميداني، وأما في رواية ابن الجوزي: (فقال أكثم بن صيفي: ويل للشجي من الخلي، يا لهف نفسي على أمر لم أدركه ولم يَفتني،: ما آسَى عليك بل على العامة، يا مالك إن الحق إذا قام دفع باطل وصرع صرعى قياماً، فتبعه مائة من عمرو وحنظلة، وخرج إلى النبي (ص) فلما كان في بعض الطريق، عمد حبيش إلى رواحلهم فنحرها، وشق ما كان معهم من مزادة وهرب، فأجهد أكثم العطش فمات، وأوصى مَنْ معه بإتباع النبي (ص) وأشهدهم أنه أسلم. فأنزل فيه: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى اللّه ورسوله ثم يدركه الموت، فقد وقع أجره على اللّه". ). قال ابن الجوزي: (فهاتان الروايتان تدلان على أن أكثم بن صيفي أدرك رسول الله (ص) وقد روينا أنه مات قبل ذلك. ) ثم قال: (كان أكثم بن صيفي من كبار الحكماء، وعاش مائتي سنة، وله كلام مستحسن). ثم ساق طائفة من كلماته السائرة. ولابد من التنويه هنا إلى أن معظم أخباره التي وصلتنا، تعج بمآرب الإلحاد والشعوبية.
ثلاثاً يقول النعمان مثل مقالته ويقول أكثم مثل مقالته ثم أذن لهم في الرابعة القول فقال أكثم:
أبيت اللعن قد علم قومي أني من أكثرهم مالا ولم أسل أحدا شيئاً إن المسأله من أضعف المكسبة وقد تجوع الحره ولا تأكل ثدييها، إن من الجدد أمن العثار، ولم يجر سالك القصد ولم يعم على القاصد مذهبه ومن شدد نفر ومن تراخى تألف والسر والتغافل وأحسن القول أوجزه وخير الفقه ما حاضرت به. قال النعمان: صدقت سل حاجتك؟
قال أكثم: ناقتك برحلها، وخلعتك وكل مكروب بالقطقطانة والحيرة عرفني....
فقال النعمان ذلك لك. فركب ناقته أكثم في كسوته وقال ياأهل السجن إن النعمان قد جعل لي من عرفني. قالوا كلنا نعرفك انت اكثم بن صيفي. فقال أكثم هذه الأبيات:
ثوينا بالقطاقط ما ثوينـــا
وبالعبرين حولا ما نريم
وأخرب اهلها ان قد هلكنا
وقد اعي الكواهن والبسوم
واسانا على ماكــان اوس
وبعض القوم ملحي ذميم
بوفد من سراة بني تميـم
إلى امثالهم لجأ اليتيم
فأنكم لأن تكفوه اهـــــل
عليكم حق قومكم عظيم
وانكم بعقـــــوة ذي بلاء
وحق الملك مكشوف عظيم
له أبيات مقطعات منها:ـ
نربي ويهلك آباؤنا
وبينا نربي بنينا فنينا
قاله في الزهد. وقالوا عاش مائة وتسعين سنة وقال حين بلغ ذلك:
وإن امراً عاش تسعين حجةً
إلى مائةٍ لم يسأم العيش جاهل
أتت مائتان غير عشر وفاتها
وذلك من مر الليالي قلائل
وفيما رواه أهل الأخبار أنه عاش ثلاث مائة سنة وأدرك الإسلام..
ومن بعض أقواله وحكمه الكثيرة:
[1]
[2]
[3]
وفاته
توفي سنة 9 هـ الموافقة 630 م.