فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ: أيه من الحق يقابل بها الرياء و البخل عند البشر فليس العطاء دائما لله فلا تعطى الا لله و لا تنحر الا لله فالحق ينقلنا من معايير الارض الى معايير السماء
و عن تفسير الطبرى حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: ثني أبو صخر ، عن محمد بن كعب القرظي ، أنه كان يقول في هذه الآية: ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر) يقول: إن ناسا كانوا يصلون لغير الله ، وينحرون لغير الله ، فإذا أعطيناك الكوثر يا محمد ، فلا تكن صلاتك ونحرك إلا لي. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ: عن الشيخ الشعراوى عن العرب كانو يتباهون بالذكور و من لا يوهب الولد يقولون انه أبتر أى انقطع نسله و ذكره فعندما مات ابناء رسول الله لذكور فرح الكافرون و عندما رزق صلى الله عليه و سلم بإبراهيم حزنوا ثم فرحوا لوفاته فجاء رد الحق إن شانئك أى كارهك هو الابتر و قد قال أحد المستشرقين أتعجب لرجل مثل محمد لازال يحكم العالم و هو فى قبره لذلك فإن ذكر الانبياء بدعوتهم و متبعيهم و ليس بالنسل.
تفسير سورة الكوثر في الحلم قراءة سورة الكوثر في المنام
يريد في بئر حور سرى وما شعر (1). فكانت هذه المقالة المقتصدة في العبارة، لتفتح للقارئ نافذة على بعض بلاغة القرآن فلا يغتر بكل ناعق، ولأن الوقوف على بلاغة القرآن هو وقوف على موطن الإعجاز فيه، ولا يخفى ما في هذا من رسوخ الإيمان في القلوب، وهو ما نحتاجه في قلوبنا وقلوب أبنائنا اليوم في ظل انتشار الشبهات وتسلط الشهوات. وسنتناول في هذه المقالة أقصر سور القرآن آيًا وكلمات، ألا وهي سورة الكوثر، فهي على قلة ألفاظها وقصر جملها كاسمها كوثر في المعاني، كوثر في البلاغة. أولا: في سبب نزولها: قيل نزلت في العاص بن وائل وقيل في غيره (2) ، ذلك أنهم وصفوا النبي ﷺ بالأبتر حين مات ولده عبد الله -أي أنه إذا مات انقطع ذكره- فأنزل الله هذه السورة. (3)
ثانيا: في معاني مفرداتها: الكوثر: "فَوْعَل من الكثرة وهو المفرط في الكثرة، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بكوثر. تفسير سورة الكوثر في الحلم قراءة سورة الكوثر في المنام. " (4) ، وفسر الكوثر في السورة بتفاسير عديدة لعل أعمها وأقربها أنه الخير الكثير كما روي عن ابن عباس. (5)
النحر: طريقة الذبح الخاصة بالإبل، "ونحر البعير ينحره نحرا: طعنه في منحَرِه حيث يبدو الحلقوم من أعلى الصدر" (6)
الشانئ: المبغض، قال ابن فارس: "الشِّينُ وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْبِغْضَةِ وَالتَّجَنُّبِ لِلشَّيْءِ. "
سورة و معنى و واقع نعيشة – سورة الكوثر
(26)
14- وضع المظهر موضع المضمر: فلم يقل: فصل لنا وانحر، وإنما أظهر بلفظ الرب وهو نوع من الإطناب في الكلام، "ذلك أن صرف الكلام من المضمر إلى المظهر يوجب نوع عظمة ومهابة، ومنه قول الخلفاء لمن يخاطبونهم: يأمرك أمير المؤمنين، وينهاك أمير المؤمنين. " (27) "فأغنى هذا المعنى عن استعمال صيغة من صيغ الحصر، للدلالة على وجوب إفراد الله عز وجل بالصلاة والنسك. " (28)
15- الالتفات: من ضمير المتكلم في (إنا أعطيناك) إلى ضمير المخاطب في (لربك)، وهي من أمهات أبواب البلاغة، "فلما أتى بمظهر العظمة لتكثير العطاء فتسبب عنه الأمر بما للملك من علو، فوقع الالتفات إلى صفة الإحسان المقتضي للترغيب، والإقبال لما يفيد من تحبيب" (29) ، وفي إضافة رب لضمير المخاطب تشريف للنبي وتسلية له بأن الله يرأف به ويربيه. 16- إيجاز الحذف: ذلك أن تقدير الكلام فصل لربك وانحر له "فحذف اللام الأخرى لدلالته عليها بالأولى. من تفسير سورة الكوثر ما معنى ( إنا أعطيناك الكوثر - عالم الاجابات. " (30)
17- التوكيد الجاري مجرى القسم في قوله: (إن شانئك هو الأبتر). 18- الاستئناف الذي يفيد التعليل: فقوله: (إن شانئك…) استئناف معلل لقوله: (فصل…)، ففيه حث للنبي ودعوة له بالإقبال على الطاعة وعدم الاكتراث لأمر شانئه فهو الأبتر.
الكوثر . ( إنحر )
(15)
7- حذف موصوف الكوثر وهو أبلغ في العموم لما فيه من عدم التعيين، وفرط الإيهام والشياع والتناول على طريق الاتساع. (16)
8- الإتيان بالصفة التي تدل على المبالغة "الكوثر" وهي كما سبق المفرط في الكثرة، وهي كما فسرها ابن عباس الخير الكثير، ونقل الرازي في معناها 15 قولا (17) منها قول ابن عباس وذكر القرطبي فيها 16 قولا (18) منها ما يختلف مع ما عدده الرازي فيكون مجموعها 23 قولا، وقال صاحب البحر المحيط أن ابن النقيب ذكر في تفسيره 26 قولا (19) ولم أستطع الوقوف عليها، وكلها ترجع إلى معنى الخير الكثير كالنهر في الجنة والحوض وكثرة علماء الأمة وكثرة الاتباع والأشياع والنبوة والمقام المحمود والقرآن والإسلام. 9- تعريف الكوثر بالألف واللام "المعروف بالاستغراق لتكون لما يوصف بها شاملة ولإعطاء معنى الكثرة كاملة". (20) وفي كل هذا التأكيد وهذه المبالغة تشريف للنبي ولأمته بهذا العطاء الجزيل، وتسلية لقلب النبي ﷺ في ظل ما أصابه من أذى المشركين. 10- استخدام الفاء في قوله: (فصل) التي تفيد التعقيب وعدم التراخي ففيه "التنبيه على أن شكر النعمة يجب على الفور لا على التراخي". (21)
11- الفاء التي تفيد السببية من جهتين:"أحدهما: جعل الأنعام الكثيرة سببا للقيام بشكر المنعم وعبادته" (22) ، "والثاني: سببية ترك المبالاة كأنهم لما قالوا له إنك أبتر فقيل له كما أنعمنا عليك بهذه النعم الكثيرة، فاشتغل أنت بطاعتك ولا تبال بقولهم وهذيانهم".
من تفسير سورة الكوثر ما معنى ( إنا أعطيناك الكوثر - عالم الاجابات
فيقال إنك لا تدري ما أحدث بعدك "
"فصل لربك وانحر" خص الله عزوجل هذه العبادتين العظيمتين بالذكر الصلاة وذبح الأضحية لأنهما من أعظم العبادات وأجل القربات لما في الصلاة من قرب لله عزوجل خشوعا وركوعا وسجودا وتلاوة للقران الكريم واتصال بين العبد وربه وأقرب ما يكون العبد من ربه في سجوده. و النحر نحر الأضحية وأخبر ما ينحره العرب من البقر والغنم و الإبل وهو خيار مالها شكرا لله عزوجل على ما يمنه عليهم به والنحر من الكرمات التي خصها الله سبحانه الله عزوجل لنفسه واستخلصها لنفسه وحده جلا وعلى وكان المشركون ينحرون لألهتهم فوصى الله عزوجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي له وحده عزوجل وينحر إبتغاء وجهه تعالى وحده لما في هذا الفعل من إتباع واقتداء وإخلاص وتوحيد. "إن شانئك هو الأبتر " شانئك مبغض رسول الله صلى الله عليه سلم, العاص بن وائل السهمي كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ذكر عن هذا الرجل يقول دعوه إنه رجل أبتر والسبب أنه الرسول صلى الله عليه سلم لم يترك بعده ذرية ذكورا بعد أن ماتوا جميعا لذالك كان يقول دعوه إنه رجل أبتر يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه سلم فأنزل الله تعالى سورة الكوثر يخبر أن هذا الرجل الكافر هو الأبتر و إن كان له أولاد فإنه مبتور من رحمة الله عزوجل مقطوع منها في الدنيا والآخرة وبقي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أبد الدهر مرفوع على المآذن والمنابر صلى الله عليه وسلم, إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
فوائد سورة الكوثر الروحانية
في سورة فوائد روحانية كثيرة كبيان كرم الله عزوجل على نبيه صلى الله عليه وسلم, بين الله سبحانه عطائه الكبير والعميم والعظيم في الدينا والأخرة فقال إنا اعطيناك دلالى على التعظيم والتشريف, وبشارة النبي صلى الله عليه سولم بخزي كل من عداه وكل من بغضه وأذاه ووعدهم الله سبحانه وتعالى بالعذاب في الدنيا والآخرة ورفع ذكر النبي مقامه بين الخلق إلى أخر الدهر. وجوب الإخلاص لله عزوجل في العبادات كلها وذكر عبدين عظمتين الصلاة والنحر وقد جعل الله لهما يوما عظيما مقدس عند الله تعالى وفيه يقدم الهدي لله عزوجل خالصا له وينال من عباده تقواه له سبحانه, وبين الله سبحانه في هذه السورة العظيم مشروعية الدعاء على من الظالم المؤذي.