وثانياً: أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة، والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارف، لأنه كان منهم، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام. قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 11/44: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم. قتل الإمام الحسين (عليه السلام) الجريمة الأولى | مركز الاعلام الدولي. إلى أن قال 11/45: ثم كتب إلى عمَّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيِّنة أنه يحب عليًّا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.
المقتل الامام الحسين عليه السلام
ان عدم استفادة الناس من وجود النبي (صلى الله عليه وآله) والالتصاق به لكسب العلوم والمعارف الإلهية ، وقرب عهدهم بالإسلام مما يجعل كثيرا من الترسبات الجاهلية تعيش في اوساطهم بالإضافة الى تأثيرات المنافقين وممن فقدوا السيطرة والتحكم في المجتمع ، كانت اسبابا متداخله في جعل كثير من المسلمين لا يفهمون اهمية أهل البيت (عليهم السلام) في اكمال مسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) مما ادى الى الابتعاد وعدم الدفاع عنهم ، بل اعتبروا الخلاف عائلي في اوساط قريش وكأنهم لا دور لهم في الحضور ورسم خارطة الحقّ. مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما. - إسلام ويب - مركز الفتوى. منها: نشؤ حياة الترف المادي والابتعاد عن الإسلام ، نتيجة الفتوحات الإسلامية التي احدثت نقلة نوعية من حيث المعيشة في الجزيرة العربية. ان جمع المال يؤدي الى حالة عدم الرغبة في الدخول في الصراعات خشية على المصالح الدنيوية. فيمتنع عن الوقوف الى جانب الحقّ. السبب الرابع في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ، الفساد الاخلاقي الذي اقحمه الامويون في اوساط المسلمين ، ولا شك ان الفساد له دور كبير في تحطيم الروح الدينية بين الناس مما يجعلهم لا يبالون باتباع الحقّ والوقوف الى جانبه ، فيقتل الإمام الحسين (عليه السلام) ولا يخرج معه إلا عدد قليل من المسلمين.
قتل الإمام الحسين (عليه السلام) الجريمة الأولى
المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظلّه)
لا ينبغي الإشكال في أن أعظم جريمة من الناحية الواقعية - بل حتى العاطفية- في هذه الفاجعة الممضة هو قتل شخص الإمام (صلوات الله عليه) لما يتمتع به...
أولاً: من مقام ديني رفيع يستحق به الولاء والتقديس، كما يتضح بالرجوع إلى ما ورد في حقه وحق أهل بيته صلوات الله عليهم في الكتاب المجيد، وعلى لسان النبي ص مما لا يسعنا استيعابه بإيجاز، فضلاً عن تفصيل الكلام فيه. ولا سيما مع وضوحه وشيوعه، وتيسر الاطلاع عليه بالرجوع للمصادر الكثيرة للفريقين. المقتل الامام الحسين عليه السلام. وإذا اختص الشيعة بالقول بالنص الإلهي على إمامة الحسين (صلوات الله عليه)، وأنه هو الإمام الحق دون غيره، فلا إشكال بين المسلمين قاطبةً بأنه عليه السلام في عصره هو الرجل الأول في المسلمين، أفضلهم عند الله عز وجل، وارفعهم مقاماً، وأعظمهم كرامة، وأولاهم بالإمامة من غيره. قال البلاذري: (وكان رجال من أهل العراق ولثمان أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين يجلّونه ويعظمونه، ويذكرون فضله، ويدعونه إلى انفسهم، ويقولون: إنا لك عضد ويد، ليتخذوا الوسيلة إليه، وهم لا يشكون في أن معاوية إذا مات لم يعدل الناس بحسين أحداً).