فقال: إن شئت ، غرمتها لك ؟ قال: لا ، أنا أرغب في الإسلام من ذلك. [ ص: 567] الزهري ، عن ابن المسيب ، عن صفوان ، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- فأعطاني ، فما زال يعطيني ، حتى إنه لأحب الخلق إلي. وعن أبي الزناد ، قال: اصطف سبعة يطعمون الطعام ، وينادون إليه كل يوم: عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة ، وآباؤه. وقيل: كان إلى صفوان الأزلام في الجاهلية ، وكان سيد بني جمح. وقال أبو عبيدة: قالوا: إن صفوان بن أمية قنطر في الجاهلية ، إلى أن صار له قنطار من الذهب ، وكذلك أبوه. قال الهيثم ، والمدائني: توفي سنة إحدى وأربعين.
فصل: صفوان بن أمية بن خلف:|نداء الإيمان
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انزل أبا وهب». فقال: لا حتى تبين لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انزل فلك مسير أربعة أشهر». وخرج معه إلى حنين واستعاره رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحًا فقال: طوعًا أو كرهًا فقال: «بل طوعًا عارية مضمونة». فأعاره. وأعطاه رسول الله صلى الله وسلم من الغنائم يوم حنين فأكثر. فقال صفوان: أشهد بالله ما طابت بهذا إلا نفس نبي فأسلم وأقام بمكة. ثم إنه قيل له: من لم يهاجر هلك ولا إسلام لمن لا هجرة له فقدم المدينة مهاجرًا فنزل على العباسي بن عبد المطلب وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا هجرة بعد الفتح وقال له: على من نزلت أبا وهب قال: نزلت على العباس. قال: نزلت على أشد قريش لقريش حبا. ثم أمره أن ينصرف إلى مكة فانصرف إليها فأقام بها حتى مات. هكذا قال جماعة من أهل العلم بالأخبار والأنساب: إن عمير بن وهب هو الذي جاء صفوان بن أمية برداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانًا لصفوان. وذكر مالك عن ابن شهاب أن الذي جاء برداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانًا هو ابن عمه وهب بن عمير والله أعلم. ووهب بن عمير هو ابن عمير بن وهب وكان إسلامهما معًا ومتقاربًا بعد بدر.
فقال: طوعا أو كرها ؟ قال: لا ، بل طوعا. ثم خرج معه كافرا ، فشهد حنينا والطائف كافرا ، وامرأته مسلمة; فلم يفرق بينهما حتى أسلم ، واستقرت عنده بذلك النكاح. وفي " مغازي " ابن عقبة: فر صفوان عامدا للبحر ، وأقبل عمير بن وهب بن خلف ، إلى رسول الله ، فسأله أمانا لصفوان ، وقال: قد هرب ، [ ص: 566] وأخشى أن يهلك ، وإنك قد أمنت الأحمر والأسود. قال: أدرك ابن عمك فهو آمن. وعن ابن الزبير: أن صفوان أعار النبي - صلى الله عليه وسلم- مائة درع بأداتها ، فأمره رسول الله بحملها إلى حنين ، إلى أن رجع النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى الجعرانة. فبينا هو يسير ينظر إلى الغنائم ، ومعه صفوان ، فجعل ينظر إلى شعب ملأى نعما وشاء ورعاء; فأدام النظر ، ورسول الله يرمقه ، فقال: أبا وهب ، يعجبك هذا ؟ قال: نعم. قال: هو لك. فقال: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. وروى الواقدي ، عن رجاله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- استقرض من صفوان بن أمية بمكة خمسين ألفا فأقرضه. شريك ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، عن أمية بن صفوان ، عن أبيه ، أن النبي استعار منه أدرعا ، فهلك بعضها.