♦ وقد كان هذا الخير الذي حصل لهم ﴿ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ ﴾ عليهم ﴿ وَنِعْمَةً ﴾ ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بمن يَشكر نعمه، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في إنعامه على مَن يَستحق هذه النعم.
يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي في
بقلم |
fathy |
الاحد 30 يونيو 2019 - 01:49 م
يقول الله تعالى في سورة الحجرات:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ
النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن
تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ
أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)". يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي محمد. لما نزلت هذه الآية، جلس ثابت بن قيس
رضي الله عنه في بيته، فسأل النبي عليه الصلاة والسلام سعد بن معاذ رضي الله عنه
فقال: ( يا أبا عمرو ما شأن ثابت أشتكى؟). قال سعد: إنه لجاري وما علمت له
بشكوى، فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت: أُنزلت
هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: (بل هو من أهل الجنة). هناك من الصحابة الكرام من إذا ذُكر
اسمه ذُكر معه لقبه الذي اشتُهر به وعُرف عنه، فإذا قيل: أبو بكر فهو الصدّيق،
وإذا قيل: أبو عبيدة فهو أمين هذه الأمة، وقل مثل ذلك عن الفاروق عمر وشاعر رسول
الله –صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين، ولكن قد يخفى على
البعض معرفة من لُقّب بـ(خطيب) النبي عليه الصلاة والسلام!.
فقعد في بيته، فتفقده رسول الله ﷺ فذكر ما أقعده، فقال: «بل هو من أهل الجنة» ». [2] وفي عام الوفود ، لما قدم وفد تميم ، فتفاخر خطيبهم بأمور، فأمر النبي محمد ثابت بن قيس بأن يجيبه، فقام وخطب خطبة سرّت النبي محمد والمسلمين. [3] كما أثنى عليه النبي محمد، حيث روى أبو هريرة أن النبي محمد قال: «نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس». [4]
وثابت بن قيس بن شماس هو الذي أتت زوجته جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول تشكوه، وتقول: « يا رسول الله لا أنا ولا ثابت بن قيس ». فقال: «أتردين عليه حديقته؟» ، قالت: « نعم ». فاختلعت منه. يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي مع. [5]
بعد وفاة النبي محمد، شارك ثابت في حروب الردة ، وكان قائدًا للأنصار يوم اليمامة ، فلما رأى انهزام الناس، قال: « أف لهؤلاء ولما يعبدون! وأف لهؤلاء ولما يصنعون! يا معشر الأنصار، خلوا سنني لعلي أصلى بحرها ساعة » ، [3] فقاتل حتى قُتل.