وقال لهم صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة والحفاظ على إقامتها بخشوع وطمأنينة ما رواه ابن عمر رضي الله عنه قال ( اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ، فاتخذ له فيه بيت من سعف ، قال: فأخرج رأسه ذات يوم ، فقال: إن المصلي يناجي ربه عز وجل ؛ فلينظر أحدكم بما يناجي ربه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة)(9). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)(10). لماذا بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم. وكان عليه الصلاة والسلام يتحرّى ليلة القدر ليدلّ أمته عليها فيقوموها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر ؛ فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه) (11)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)(12)
وكان يحثهم على الإكثار من الدعاء فقال ( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة) (13)
وقال لهم في شأن العمرة ( عمرة في رمضان تقضي حجة معي) (14).
آخر الأسئلة في وسم هل كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن مسجده - سؤالك
[٨]
الكرسي: وهو الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه، وقد وردت الإشارة إلى وجوده في بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم- وفي مسجده. النضد: وهو السرير الذي يُوضع عليه المتاع من ثياب ونحوها، وقد ورد عن ميْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْبَحَ يَوْمًا وَاجِمًا، فَقَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ اسْتَنْكَرْتُ هَيْئَتَكَ مُنْذُ الْيَوْمَ، فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ وَعَدَنِي أَنْ يَلْقَانِي اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَلْقَنِي، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَخْلَفَنِي» قَالَ: فَظَلَّ يَوْمَهُ كَذَلِكَ ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ جَرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ نَضَدٍ لَنَا، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ). [١٠]
السجف: من أنواع الستور المعروفة في أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (آخرُ نَظرةٍ نظَرتُها إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كشَفَ السِّتارَةَ يَومَ الاثنَينِ فَنظرتُ إلى وجهِه كأنَّهُ وَرَقةُ مُصحَفٍ والنَّاسُ خلفَ أبي بكرٍ في الصَّلاةِ فأرادَ أن يتَحرَّكَ فأشارَ إليهِ أنِ اثبُتْ وألقى السِّجفَ وماتَ من آخرِ ذلِك اليومِ).
لماذا بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم
لو نفلتنا قيام هذه الليلة ؟ قال: فقال: ( إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة ، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم ، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس ، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، قال: قلت: وما الفلاح ؟ قال: السحور ، ثم لم يقم بقية الشهر)(21)
وكذلك تعتكف على صغر سنها وكذا غيرها من أزواجه عليه الصلاة والسلام ، فعنها رضي الله عنها أنها قالت ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، فاستأذنته عائشة فأذن لها ، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت... )(22). وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم ، فربما وضعت الطست تحتها من الدم)(23). ص277 - كتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - قال صلى الله عليه وسلم من كان له إمام فقراءته له قراءة - المكتبة الشاملة. بل حرصاً منها على إدراك ليلة القدر سألته رضي الله عنها: يا رسول الله! أ رأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر.. ما أقول فيها ؟ قال قولي ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني). وقد بلغ من حرص أهله عليه الصلاة والسلام على القيام إيقاظهم له بالليل لصلاة القيام ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أُريت ليلة القدر ، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها ، فالتمسوها في العشر الغوابر) (24)
وقد استقر في أذهان أهله وأصحابه أن هذا الشهر هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن ، لا سيما وهم يرون حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التعبد فيه وبعده عن التكلف في الطعام والشراب اغتناماً للوقت وتوفيراً للجهد.
كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن مسجده ( √ او × )
والذي يبدو لي أن البيوت كان لها أبواب من خشب، وأما الحجرات التي أمام الغرف، فكانت أبوابها الستور. وأما هذه الستور فكانت من مسوح الشعر، وقد ذرع عمر بن أبي أنيس واحدًا منها فكان ثلاثة أذرع في ذراع. وأما مساحة هذه البيوت فكانت غير واسعة، وقد ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد السجود في صلاة الليل غمز عائشة فكفت رجليها ريثما يسجد فإذا قام بسطتهما. وهذه الصورة يمكن أن توضح لنا ما كانت عليه تلك البيوت. وأما ارتفاع السقف فقد قال: الحسن البصري في بيانه كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان، فأتناول سقفها بيدي. تلك هي بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي كان ينزل فيها الوحي، ويعيش فيها خير خلق الله صلى الله عليه وسلم. أثاث بيوت النبي صلى الله عليه وسلم:
بعد أن وصفنا هذه البيوت، يمكننا أن نقدر نوعية الأثاث والفرش الذي كان فيها. قالت عائشة رضي الله عنها: «كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ينام عليه من أدم، وحشوه ليف، وكانت وسادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف»[3]. وفي قصة إسلام عدي بن حاتم قال: ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفًا، فقذفها إليَّ فقال: «اجلس على هذه» قال: قلت بل أنت فاجلس عليها، فقال: «بل أنت» فجلست عليها وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض[4].
ص277 - كتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - قال صلى الله عليه وسلم من كان له إمام فقراءته له قراءة - المكتبة الشاملة
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حَسَوات من ماء)(25). وعن أنس رضي الله عنه قال ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلى المغرب حتى يفطر ، ولو على شربة ماء)(26)
وقال أيضاً ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذلك عند السحور – يا أنس إني أريد الصيام ؛ أطعمني شيئاً! فأتيته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعدما أذن بلال)(27). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نعم سحور المؤمن التمر) (28)
فهلا اتبعنا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم واغتنمنا شهرنا في الطاعات حتى نفوز بأعلى الجنات
(1)النسائي 2106
(2) مسلم 1151 (3) البخاري 6057 (4) أحمد 8856 (5) البخاري 1894 (6) ابن أبي شيبة 8880
(7) شعب الإيمان للبيهقي3644 (8)فضائل الأوقات للبيهقي6 4
(9) أحمد5349 (10) مسلم759
(11) مسلم 1167 (12) البخاري2020 (13) صحيح الترغيب والترهيب1002وعزاه للبزار. (14) البخاري 1777مسلم2289 (15) البخاري2013 (16) البخاري3220
(17) البخاري1903 (18) النسائي1364 (19) البخاري2024 (20) الترمذي795 (21) أبو داود1375
(22) البخاري 2045 (23) البخاري 309 (24) مسلم1166 (25) ترمذي 696وهو حديث صحيح.
الآتى أصح منه ". يعنى مرسل الشعبى وهو: وأما حديث الشعبى, فيرويه على بن عاصم عن محمد بن سالم عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا قراءة خلف الإمام ". قلت: وهذا مع إرساله ضعيف السند فإن على بن عاصم ومحمد بن سالم كلاهما ضعيف. وقد روى عن محمد بن سالم عن الشعبى عن الحارث عن على متصلاً كما تقدم. والمرسل أصح لما قال الدارقطنى. ويتلخص مما تقدم أن طرق هذه الأحاديث لا تخلوا من ضعف, لكن الذى يقتضيه الإنصاف والقواعد الحديثية أن مجموعها يشهد أن للحديث أصلاً, لأن مرسل ابن شداد صحيح الإسناد بلا خلاف, والمرسل إذا روى موصولاً من طريق أخرى اشتد عضده وصلح للاحتجاج به كما هو مقرر فى مصطلح الحديث, فكيف وهذا المرسل قد روى من طرق كثيرة كما رأيت. وأنا حين أقول هذا لا يخفى على ـ والحمد لله ـ أن الطرق الشديدة الضعف لا يستشهد بها, ولذلك فأنا أعنى بعض الطرق المتقدمة التى لم يشتد ضعفها. (تنبيهان): الأول: عزا المؤلف الحديث لمسائل عبد الله, وقد فتشت فيها عنه فلم أجده, فالظاهر أنه وهم, وعلى افتراض أنه فيه فكان الأولى أن يعزوه للمسند دون المسائل أو يجمع بينهما لأن المسند أشهر من المسائل كما لا يخفى على أهل العلم الثانى: سبق أن الدارقطنى ضعف الإمام أبا حنيفة رحمه الله لروايته لحديث عبد الله بن شداد عن جبر موصولاً, وقد طعن عليه بسبب هذا التضعيف بعض الحنفية فى تعليقه على " نصب الراية " (٢/٨) ولما كان كلامه صريحاً بأن التضعيف منالدارقطنى كما مبهماً غير مبين ولا مفسر, ولما كان يوهم أن الدارقطنى تفرد بذلك دون غيره من أئمة الجرح والتعديل, لاسيما وقد اغتر به