وعلى الرغم من أنه قد ضاع دم في زمن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه لم يتكفل سبحانه بإظهاره، لظهور الفرق بين الحالين بانتفاء تدبير المكيدة، وانتفاء شك الأمة في رسولها - صلى الله عليه وسلم - وهي خير أمة أخرجت للناس. والله أعلم بمراده. السؤال: ما الغرض من الالتفات من الغيبة في قوله تعالى: والله مخرج ما كنتم تكتمون (البقرة: 72) إلى التكلم في قوله تعالى: فقلنا اضربوه ببعضها (البقرة: 73)؟ - الجواب: الالتفات لتربية المهابة. السؤال: علام يعود الضمير في قوله تعالى: اضربوه وقوله ببعضها؟ - الجواب: الضمير في (اضربوه) يعود إلى القتيل. والضمير في (ببعضها) يعود إلى البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها. ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة. السؤال: بم يشعر التعبير بحرف الترجي (لعل) في قوله تعالى: لعلكم تعقلون؟ - الجواب: الشك أو عدم القطع في انتفاعهم بما رأوا من آيات الله ومعجزاته لطبيعتهم العنيدة المتأبية. السؤال: ما الحكمة من اشتراط ضرب القتيل لإحيائه ببعض من البقرة المذبوحة مع كمال قدرة الله تعالى على إحيائه من أول الأمر بلا واسطة؟ - الجواب: لاشتماله (على التقرب إلى الله تعالى، وأداء الواحب ونفع اليتيم حيث كانت البقرة التي اشتراها بنو إسرائيل من أمه له، والتنبيه على بركة التوكل على الله.. وأن المؤثر هو الله وإنما الأسباب أمارات لا تأثير لها).
تفسير: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد أنه كان يقول: كل حجر يتفجر منه الماء ، أو يتشقق عن ماء ، أو يتردى من رأس جبل ، لمن خشية الله ، نزل بذلك القرآن. ثم قست قلوبكم من بعد ذلك. وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله) أي وإن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق ( وما الله بغافل عما تعملون) [ وقال أبو علي الجبائي في تفسيره: ( وإن منها لما يهبط من خشية الله) هو سقوط البرد من السحاب. قال القاضي الباقلاني: وهذا تأويل بعيد ، وتبعه في استبعاده فخر الدين الرازي وهو كما قالا; فإن هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل ، والله أعلم]. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الحكم بن هشام الثقفي ، حدثني يحيى بن أبي طالب يعني يحيى بن يعقوب في قوله تعالى: ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار) قال: هو كثرة البكاء ( وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء) قال: قليل البكاء ( وإن منها لما يهبط من خشية الله) قال: بكاء القلب ، من غير دموع العين.
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن - الآية 74 سورة البقرة
[6896] ((تيسير الكريم الرحمن)) (1/154). انظر أيضا:
ثانيًا: ذم القسوة والغلظة والفظاظة في السنة النبوية.
قلوب أقسى من الحجارة | صحيفة الخليج
وقوله: مِنْ بَعْدِ ذلِكَ، قد قيل: من بعد إحياء الميت، ويحتمل بعد الآيات التي ذكرت، نحو مسخ القردة والخنازير ورفع الجبل وتفجير الأنهار من الحجر وغير ذلك. وقال بعض الحكماء: معنى قوله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ، أي يبست. ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن - الآية 74 سورة البقرة. ويبس القلب أن ييبس عن ماءين أحدهما: ماء خشية الله والثاني: ماء شفقة الخلق. ثم قال تعالى: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ، وكل قلب لا يكون فيه خشية الله تعالى فهو كالحجارة. أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً،
قال بعضهم: بل أشد قسوة مثل قوله تعالى: إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصافات: 147] بمعنى بل يزيدون، وكقوله: كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [النحل: 77] ، أي بل هو أدنى. وقال بعضهم: معناه وأشد قسوة الألف زائدة. وقال الزجاج:أو للتخيير يعني إن شئتم شبهتم قسوتها بالحجارة أو بما هو أشد قسوة فأنتم مصيبون كقوله تعالى: كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ [البقرة: 19] ثم قال تعالى: وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ فأعذر الحجارة وعاب قلوبهم، حين لم تلن بذكر الله ولا بالموعظة فقال: وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ، يعني الحجر الذي منه العيون في الجبل.
إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ». ( أو كما قال
صلى الله عليه وسلم). قال تعالى واصفاً قلوب بني إسرائيل: { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذلِكَ
فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ}. قال الشوكاني في فتح القدير: "والقسوة الصلابة واليبس وهي عبارة عن
خلوها من الإنابة والإذعان لآيات الله مع وجود ما يقتضي خلاف هذه
القسوة من (الآيات المرئية) من إحياء القتيل وتكلمه وتعيين
قاتله. وقد بين الله تعالى للمؤمنين خطورة قسوة القلب وبعده عن الخشوع في
قوله: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ
آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن
قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ
مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}. قلوب أقسى من الحجارة | صحيفة الخليج. كلمات يشع منه النور تدل على عطف الله
على عباده, ومعاتبته لهم سبحانه, وحبه لأن تخشع قلوبهم وتلين
لذكره.