ويترجم الجهاز وهي في حجم الآلة الحاسبة، بكاء الطفل حتى يعرف والداه ما ألم به. وتراقب إحدى الرقائق في الجهاز مستوى وكيفية ومدة البكاء لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الضيق أو التعب أو الجوع أو قلة النوم أو عدم الراحة. وخلال ثوان يضيء وجه عليه تعبير يماثل ما يشعر به الطفل حتى يعرف الآباء سبب بكاء طفلهم. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا-آيات قرآنية. وابتكر الجهاز الجديد "لماذا البكاء" والذي يعمل بالبطاريات، مهندس إلكترونيات إسباني يدعى بدرو موناجاس. وكان موناجاس يحاول معرفة سبب بكاء طفله ألكس. وقضى موناجاس ثلاث سنوات في زيارة حضانات أطفال لتحليل طرق بكاء نحو 100 طفل. هذا الوجه يظهر أن الطفل يبكي لحاجته للنوم، وبالتالي فإن هذا الطفل يريد أن ينام ولكن يعبر عن ذلك بالبكاء، وكأن للطفل لغة خاصة به، ولكن حروفها هي الصرخات!! أليس هذا من عجائب الخلق؟ من الذي علَّم هذا الطفل أن يصرخ بهذه الطريقة المحددة التي يشترك فيها أطفال العالم، إنه الله القائل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 75]. ويقول هذا الباحث: كان طفلي ألكس دائم البكاء وليلة بعد ليلة من عدم تمكني من النوم جيداً، قررت التوصل لطريقة لمعرفة ما يحاول أن يقوله لي، ولذلك قمت باختراع هذا الجهاز الذي يعتقد أن نسبة دقته تصل لـ 98 في المئة، قد يكون نعمة للآباء.
اية وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا - مشاري العفاسي - YouTube
قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
وكيف يَجني من الشَّوك العنب؟! فاتَّقوا الله - أيها الأبناء - وعليْكم بالبرِّ والطَّاعة مهما كانت حال الأبويْن.
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
إن الإسلام اهتم بكل تفاصيل الأسرة, فقد أرشد إلي كيفية انتقاء الزوجة أو الزوج, وكيفية انتقاء أسماء الأبناء, بل وكيفية الرضاع ومدته, وكيفية استمرار الحياة الأسرية مصونة في حالات اليسر والعسر, وإن حدث طلاق فالإرشادات صارمة ومرتبطة بالتقوي, وأمور الميراث منضبطة انضباطا يثير الإعجاب. وإن طبق الإنسان هذه المعايير تماسكت الأسرة الصغيرة, وامتد هذا التماسك إلي العائلة الأكبر ثم إلي المجتمع بأسره. والمقارنة بين هذا التصور وبين بعض المواثيق الدولية التي تنظر إلي الأسرة علي أنها مشاركة في الحياة دونما اعتبار للمقاييس والمعايير الدينية والخلقية, ظهر جليا كيف يحرص الإسلام علي المجتمع. وإذا كان بر الوالدين واجبا دينيا تتقدم فيه الأم علي الأب, فهذا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يعطي الإجابة لمن سأله أي الناس أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك, قال: ثم من؟, قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أبوك. فإذا كان الأمر كذلك, ودائما نتغني بعشقنا لمصر ونقول: مصر هي أمي... نيلها هو دمي... وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً. شمسها في سماري... شكلها في ملامحي... حتي لوني قمحي... لون نيلك يا مصر, فلنا أن نتساءل: كيف نبر أمنا مصر؟ في مناسبة عيد الأم.
ومن برِّهما بعد موتهما: الاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وبر صديقِهما؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ من أبرّ البرِّ إكرامَ الرَّجل أهلَ ودِّ أبيه))؛ مسلم. أيها المسلمون:
كثير من النَّاس تراه مع الناس ودودٌ رحيم، ومع والديه عبوس غليظ، يرفع صوته ويسبُّ أباه وأمَّه. بل وصل الأمر أنَّ بعض النَّاس رفع دعاوى في المحاكم على والديْه، كلّ ذلك من أجل حفنة من المال أو شبر من الأرض. ومن النَّاس مَن رمى أبويْه في دور العجَزة والمسنين، أين الرَّحمة والإنسانيَّة؟! قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. ومن النَّاس من إذا تزوَّج نسِي أبويه منشغِلاً بِما لديْه، وربَّما بعضهم تطاول على والديْه أمام زوجته. وعلى الآباء أن يحرصوا على إعانة أولادِهم على برِّهم ولا يشقُّوا عليهم، ولا يتدخَّلوا في حياتهم الخاصَّة، لاسيَّما بعد الزَّواج. بر الوالدين من أعظم القربات وأجلّ الطَّاعات، ولما علِم سلَفُنا الصَّالح بعظم حقِّ الوالدين، قاموا به حقَّ قيام، وسطروا لنا صفحاتٍ مُشْرِقة من البر. كان أبو هُرَيْرة - رضي الله عنْه - إذا أراد أن يَخرُج من دار أمه، وقف على بابِها، فقال: السلام عليك يا أمَّتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليْك يا بُنَي ورحْمة الله وبركاته، فيقول: رحِمك الله كما ربَّيتني صغيرًا، فتقول: ورحِمك الله كما سررتني كبيرًا، ثمَّ إذا أراد أن يدخل صنَع مثل ذلك.