إن نظام مكافحة التسول في المملكة يحوي عددا من المواد التي توضح ماهية التسول، وطرق معالجة كل حالة على حدة حيث وضع نظاما خاصا للسعوديين ولغير السعوديين وفق كل حالة بما يتناسب مع وضعها الاجتماعي والصحي والنفسي. إن الحد من ارتفاع وتزايد ظاهرة التسول وانتشارها بين أفراد المجتمع هو العمل على تطبيق نظام مكافحة التسول، حيث إن هذه الظاهرة تسبب مشاكل أمنية واجتماعية واقتصادية وصحية لا تخفى أضرارها على أحد، ولا ينتظر من المجتمع التعاطف مع هذه الفئة التي تمثل النسبة الكبرى منهم من الوافدين المتسللين عبر الحدود أو المتخلفين عن المغادرة بعد أداء الحج والعمرة، فالتسول مرض خطير يصيب المجتمع ويجب أن يستأصل من جذوره، وهذا ما تعمل عليه الجهات المختصة في المملكة في شقيه التسول الواقعي في الأماكن العامة أو الخاصة أو التسول الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تعتبر المملكة دولة كبيرة بحجمها الجغرافي يقطنها ما يزيد على 34 مليون نسمة من المواطنين والمقيمين، ونظام مكافحة التسول نظام سارٍ بحق المواطن والمقيم تقوم كل من وزارتي الداخلية والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تنفيذه والعمل على سريانه، ويبقى دور الفرد في هذا المجتمع الكبير الذي يجب أن يتعاون على تنفيذ وتطبيق أنظمة الدولة بالتعاون مع الجهات الأمنية وعدم تمكين المتسولين من ممارسة جريمتهم، والعمل على الإبلاغ عنهم وعدم التستر عليهم وعدم تسهيل مهمتهم ووقف تسولهم عن طريق منع التعاون معهم.
عبر أنظمة وتشديد عقوبات.. هكذا تكافح السعودية ظاهرة التسول | الخليج أونلاين
وأنه أوقف، وبشكل نهائي، الممارسات الخاطئة واستغلال النساء والأطفال في التسول وبما يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، وصورة من صور الاتجار بالبشر المحرم دولياً. كما أنه أغلق باب جمع الأموال لغايات غير مشروعة، ومنها تمويل جماعات الإرهاب والمنظمات الخطرة. ربما استبعد البعض علاقة التسول، وما ينجم عنها من ممارسات غير أخلاقية، بقضية الاتجار بالبشر، وهو أمر يمكن تفهمه في حال قيام المتسول بمهام عمله وفق قناعاته، ورغباته الخاصة، بعيداً عن الإكراه والتسلط، حمل الأطفال، النساء، الفتيات وذوو العاهات، ممن لا يمتلكون الخيار في تحديد مصيرهم، على التسول القسري، وإرغامهم على جمع الأموال لأطراف أخرى، أفراداً أو جماعات منظمة، يندرج ضمن الأعمال المرتبطة بجريمة الاتجار بالبشر. التسول المُنظم يقف خلف الكثير من جرائم خطف الأطفال، تهريب البشر، إحداث الإعاقة، الابتزاز، والتحكم في مصير الضعفاء ما يجعلهم في دائرة (المماليك) لا الأحرار، ربما تحول أجر المُتصَدِّق إلى وزر في حال مساهمته في تشجيع المتسولين على استغلال الأطفال، النساء والفتيات بالمضي في جريمة الاستغلال، والتحول منها إلى جرائم أكثر بشاعة، وحُرمة، ومنها الخطف، المتاجرة بالأعضاء، والرقيق الأبيض، أو استغلال صدقته لتمويل جماعات الإرهاب.
أما فيما يخص معالجة أسباب وآثار هذه الظاهرة فتقوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتصحيح أوضاع المتسولين السعوديين من خلال دراسة حالتهم الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية له وذلك وفق احتياجات كل حالة ضمن إطار الأنظمة والقرارات التي وضعت لمعالجة أوضاعهم كما يتم إرشادهم للخدمات العديدة التي تقدمها الجهات الحكومية والأهلية لمساعدة المحتاجين بالحصول على ما يعينهم لحياة كريمة تحفظ كرامتهم وتمنع عنهم أضرار ومخاطر التسول الاجتماعية والصحية وغيرها من الآثار الضارة التي تمتد لسنوات طويلة ولها تأثير سلبي على كافة أفراد الأسرة. فالتسول له أخطار متعددة كحطر الحوادث لمن ينتشرون في الطرقات بالإضافة لكونه يولد بيئة خصبة للانحراف ضمن هذه الأسر وكذلك يولد أمراضاً نفسية خصوصاً لدى الأطفال الذين يجبرون على التسول من قبل تلك الأسر التي تمتهن التسول بدلاً من أن يكونوا على مقاعد الدراسة. فللتسول أنواع عديدة منه المعلن أو المباشر أي الطلب من المتسول للناس بمساعدته مباشرة وكذلك التسول المقنع أو تحت غطاء إما البيع عند إشارات المرور لبعض السلع الخفيفة أو تنظيف السيارات وكذلك عند الأسواق, وهناك التسول الموسمي الذي ينشط في فترات معينة في السنة مثل شهر رمضان حيث يحاول المتسولون استغلال رغبة الناس بدفع التبرعات والصدقات, بالإضافة للتسول القسري والذي تمتهنه بعض الأسر والعصابات بدفع النساء او الأطفال للتسول.