امتلاك الشاعر نفسا طموحة تتطلع للأفضل والأعلى. تقلّب الشاعر في جمر الحياة وعانى منها ما عانى. تجمّد أحاسيس الشاعر من شدة ما لقي من الدهر حتى لم يعد يثيره ولا يستفزّه أيّ شيء. معاناة الشاعر في الحياة ومع ذلك فالناس تحسده على حياته. هجاء كافور الإخشيدي وحاشيته ووصفهم بالكذب والخيانة والبخل. شعور الموت بالاشمئزاز من نفوس رجال كافور الإخشيدي. المتنبي لكافور.. ولولا فضول الناس. وصف كافور الإخشيدي بالعبد الآبق مُعيِّرًا إيّاه بماضيه حين كان مولًى لسلطان مصر. تعيير كافور الإخشيدي ببشرته السوداء ووصفه ببعض الصفات غير المحبوبة. معاني المفردات في قصيدة المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي
من المفردات التي تحتاج إلى توضيح معانيها ما يأتي:
المفردة
معنى المفردة
البيداء
هي الصحراء، وسميت بالبيداء لأنّها تبيد الداخل إليها. [٢]
الأماليد
الناعم اللين من الغصون والناس. [٣]
تسهيد
مصدر الفعل سهَّدَ بمعنى أرَّقَ. [٤]
القِرى
القِرى هو الطعام الذي يُقدَّم للضيوف. [٥]
الرعاديد
مفردها رعديد: وهو الجبان الذي يضطرب عند القتال جُبنًا. [٦]
الصور الفنية في قصيدة المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي
لعلّ أبرز الصور الفنية التي يجب الوقوف عندها في قصيدة المتنبي ما يأتي:
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي شبه الشاعر الدهر بالكائن الذي يُمكن له أن يمسك أو يترك، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
كافور الاخشيدي العبد الذي حكم مصر والشام واهانه المتنبي ! - Youtube
شطر من قصيدة يتم ترديده دون فهم معناه ولا سياقهالمتنبي لم يكن شخصية سوية أو قدوة وقال هذه القصيدة وأخواتها وهو يهجو كافور الإخشيدي حاكم مصر لمجرد أن كافور اكتفى بإعطائه أموال ولم يوافق. وبالفعل قام كافور بإجزال العطاء لأبو الطيب المتنبي ليس لأنه مدحه فقط ولكن لأن كافور كان يعلم أطماع المتنبي ويعلم أنه نابغة شعراء عصره وأنه يمكن أن يهجوه كما فعل مع سيف. قصيدة المتنبي يهجو فيها كافور الإخشيدي ويصف أحوال مصر عيد بأية حال عدت يا عيد من نفائس المتنبي Youtube ثم في بيت رائع يهجو المتنبي كافورا وهو يمدحه بيد ان كافور فهم قصد المتنبي حين قال ويوم كليل العاشقين كمنته -- أراقب فيه الشمس أيان تغرب هنا يذكر المتنبي ان سواد الليل يمثل عنده لحظات الهم. المتنبي يهجو كافور. ٣ قضية المتنبي وكافور. المتنبي يهجو كافورا الإخشيدي. وبالفعل قام كافور بإجزال العطاء لأبو الطيب المتنبي ليس لأنه مدحه فقط ولكن لأن كافور كان يعلم أطماع المتنبي ويعلم أنه نابغة شعراء عصره وأنه يمكن أن يهجوه كما فعل مع. مجلة الرسالة/العدد 943/بين المتنبي وكافور - ويكي مصدر. كان أبو الطيب وصل إلى مرحلة اليأس والقنوط والإحباط في مصر ودخل في مرحلة نفسية معتمة فلا هو في العير ولا هو في النفير.
أبيات للمتنبي في هجاء كافور الإخشيدي (عيدٌ بأيّة حالٍ عُدت يا عيد) - الشيخ سعيد الكملي - Youtube
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ شبه الشاعر الموت بالإنسان الذي يقبض على غيره، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ في الصورة السابقة كناية عن وجوب الشدة مع العبيد والموالي خوْف نشوزهم. وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ شبه الشاعر الموت بالشراب الذي يُحتَسى، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. المراجع ↑ "عيد بأية حال عدت يا عيد" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022
↑ "تعريف و معنى البيداء في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى أملود في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى تسهيد في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى القرى في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. شرح قصيدة المتنبي في هجاء كافور الاخشيدي. بتصرّف. ↑ موقع المعاني (14/2/2018)، "معنى كلمة الرعديد" ، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2022. بتصرف.
المتنبي لكافور.. ولولا فضول الناس
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي
شَيْئًا تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ يبين المتنبي أنه انصرف عن اللهو والعشق والهوى والغزل بسبب نوائب الدهر ومصائبه المتتابعة، وانصرف في حياته إلى الجد ومواجهة الصعاب وطلب العلى. يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما
أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟ يعني أنه لا يطرب لشرب الخمر ولا يؤثر فيه إنما تزيده همًا وكدرًا وحزنًا، ولعل ذلك بسبب بعد الأحبة الذين ذكرهم في مطلع القصيدة. قصيده المتنبي في هجاء كافور. أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني
هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ يستفهم المتنبي مستنكرًا من نفسه قائلًا، لماذا لا تؤثر هذه الكؤوس من الخمر وهذه الأغاني وكأن الجسد والروح صاروا أصلب من الصخر. إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً
وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ يعود ليتحسر على فقدان الأحبة ويقول إنه لو طلب الخمرة لوجدها حاضرة أمامه ولكن طلبه للأحبة بعيد المنال وغير موجود أمامه. ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ
أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ يبدأ المتنبي بالتلميح لحزنه بسبب خدمته في قصر كافور ويبين أنه لم ير في الحياة إلا الهم والحزن، ويتعجب أنه محسود على هذا الأمر؛ أي
خدمته لكافور.
مجلة الرسالة/العدد 943/بين المتنبي وكافور - ويكي مصدر
ولولا هجاءُ المتنبي لكانتْ شخصية كافور مثلاً فريدًا للطموح والتحدِّي، راق طرْحها في دورات التنمية الذاتية؛ إذ كيف يتمكَّن عبدٌ حقير - يُباع بدنانير معدودة - من أن يصبح مقرَّبًا من الحاكم المصري، ثم يستطيع باقتدار أن يتولَّى زمام الأمور بعدَ موته، وليس هذا فحسبُ، بل كسب حبَّ الناس، ورِضاهم بعدله وإدارته الحكيمة، بل ويُدعى له في الحرمين الشريفين والمنابِر الإسلامية المشهورة. وإذا كان عمرُ بن الخطَّاب - رضي الله عنه - بابًا دون الفِتن الكُبرى التي حلَّتْ بالأمة الإسلامية بعدَ موته، فقد كان كافور الإخشيدي - في زمن آخَر - سدًّا وبابًا منيعًا دون فِتنة الفاطميِّين، فقد كان الفاطميُّون الذين تمكَّنوا من حُكم المغرب العربي يرون أنَّ " كافور الإخشيدي " ذلك السدَّ الذي يحول بينهم وبين الاستيلاء على مصر والحجاز، وقد باءتْ كل محاولاتهم التوسعيَّة في مصر بالفشل، ولم يتمكَّنوا مِن الاستيلاء عليها إلا بعدَ أن تُحقِّقوا من موت كافور، بعدَ ذلك أرسل المعزُّ الفاطمي إلى مصرَ جوهر الصِّقلي عام [358هـ]؛ حيث مهَّد لسيطرة الفاطميِّين عليها. وكان كافور - إضافةً إلى ما اشتهر به مِن شجاعة وعدْل وشَهامة - رجُلاً حليمًا، فحينما هجاه المتنبي كان في إمْكانه وهو يحكُم مصر والحجاز إذ ذاك - وله الكثيرُ مِن الأعوان والأتْباع والجواسيس - أن يُرسِل في أثره مَن يأتي به أو يقتله حيثما وجدَه، ولكنَّه لم يفعل شيئًا مِن ذلك!
[١]
شرح قصيدة العيد للمتنبي
إن قصيدة العيد التي نظمها المتنبي كانت مناسبتها أن المتنبي قد تهيأ للهرب من مصر ، وتزامن هذا الهرب مع ليلة عيد الأضحى المبارك، وقد كان مهمومًا تحفّه الأحزان والآهات، وفيها هجاء لحاكم مصر كافور الإخشيدي، وشرح أبيات قصيدة العيد هو: [٢]
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ يخاطب المتنبي العيد متسائلًا عن الحالة التي عاد فيها، ويستفهم إن كان هذا العيد قد جاء بأمر جديد مختلف عما مضى وسبق أم أنه جاء بالهموم والمتاعب التي اعتاد عليها المتنبي من قبل. أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بِيدًا دونَهَا بِيدُ يتأسف المتنبي على بعد أحبته عنه، ويتمنى لو أن هذا العيد بعيد عنه ضعف المسافة التي بينه وبين أحبته، لأنه غير مسرور بهذا العيد مع بعد أحبته عنه. لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا
وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ يبين المتنبي سبب سفره ويقول إنه لو لم يكن طالبًا للعلى والمكانة وعزة النفس لما ترك ناقة ضامرة ولا فرسًا تمشي به في الصحراء. وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً
أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ يتابع تأكيده على طلب المعالي وأنه فضّل معانقة سيفه على معانقة الجواري الشابات اللواتي يشبهن ببياضهن ونعومتهن بياض السيف ونعومة ملمسه.
لا يبتعد البيت الثاني عن هذه الإدانة التي أفاد بها البيت الأول والتي تمضي باتجاهين؛ باتجاه المهجوّ، وباتجاه الذات، ذات الشاعر وهي تثني على كافور كراهةً واضطراراً. البيت الثاني يتكفل بالتفصيل في دواعي الكراهة التي يكنّها الشاعر للإخشيدي؛ تترادف المثالب في هذا البيت، وجميعها بوضع النصب، بتنوين الفتح، إمعاناً صوتيّاً بإظهارها بهذا الترادف والتتالي الصارخ. يقول البرقوقي، شارحاً: "المين: الكذب. والإخلاف: خلف الوعد، وهذه المصادر كلّها منصوبة بعوامل من لفظها محذوفة وجوباً، أي أتمين ميناً وتخلف إخلافاً وتغدر غدراً، وهلم جرا، والمخازي: جمع مخزية: وهي الفعلة القبيحة يُخزى صاحبها: أي يذلّ، يقال: خزي الرجل يُخزى خزياً: إذا وقع في بلية وشرٍّ وشهرة، فذلّ بذلك وهان، ويقال في الحياء: خزي يخزي خزاية وخزيت فلاناً إذا استحييت منه، ورجل خزيان وامرأة خزيا، وهو الذي عمل قبيحاً فاشتد حياؤه وخزايته"، ليشير بعد ذلك إلى قول تأبط شراً كشاهد:
فخالط سهلَ الأرض لم يكدح به كدحةً.. والموتُ خزيانُ، ينظر. استهلال البيت الأخير بأداة شرط لا ينفي إمكانية اعتماد المتنبي لهذه الآلية في تقنية (المديح الذام)، ظاهر البيت يمكن أن يقرأ على أن المتنبي كان يتمنى الهجاء من خلال المديح، لكن الشعر يقول ما لم تقله اللغة بسياقاتها النثرية المعتادة.