قال لها أبوها: القوة قد رأيتها فما يدريك بأمانته ؟ فذكرت له ما أمرها به من المشي خلفه. فقال له أبوها: إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني - نفسك - ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك. 31 فائدة من قصة موسى عليه السلام والفتاتين. فقال له موسى: ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل. فأقام عنده [ ص: 156] يومه ، فلما أمسى أحضر شعيب العشاء ، فامتنع موسى من الأكل ، فقال: ولم ذلك ؟ قال: إنا من أهل بيت لا نأخذ على اليسير من عمل الآخرة الدنيا بأسرها.
- 31 فائدة من قصة موسى عليه السلام والفتاتين
- قصة موسى مع فرعون عليه السلام وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام - منتدى قصة الإسلام
31 فائدة من قصة موسى عليه السلام والفتاتين
فلما أراد الله أن يستنقذهم بلغ موسى الأشد وأعطي الرسالة ، وكان شأن فرعون قبل ولادة موسى أنه رأى في منامه كأن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل ، وأخربت بيوت مصر ، فدعا السحرة ، والحزاة ، والكهنة ، فسألهم عن رؤياه ، فقالوا: يخرج من هذا البلد ، يعنون بيت المقدس ، الذي جاء بنو إسرائيل منه ، رجل يكون على وجهه هلاك مصر ، فأمر أن لا يولد لبني إسرائيل مولود إلا ذبح ويترك الجواري. قصة موسى مع فرعون عليه السلام وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام - منتدى قصة الإسلام. وقيل: إنه لما تقارب زمان موسى أتى منجمو فرعون وحزاته إليه فقالوا: اعلم أنا نجد في علمنا أن مولودا من بني إسرائيل قد أظلك زمانه الذي يولد فيه يسلبك ملكك ويغلبك على سلطانك ، ويبدل دينك. فأمر بقتل كل مولود في بني إسرائيل. وقيل: بل تذاكر فرعون وجلساؤه معا ما وعد الله - عز وجل - إبراهيم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا ، فقال بعضهم: إن بني إسرائيل لينتظرون ذلك ، وقد كانوا يظنونه يوسف بن يعقوب ، فلما هلك قالوا: ليس هكذا وعد الله إبراهيم.
قصة موسى مع فرعون عليه السلام وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام - منتدى قصة الإسلام
الرشد (3) قصة موسى عليه
السلام كتبه/ شريف الهواري قصة موسى عليه السلام أعطاها الله
تعالى في القرآن الكريم أكبر مساحة من الطرح والعرض؛ تارة تفصيلًا وتارة إجمالًا،
وتارة تلميحًا؛ لأن فيها موضوعين في غاية الأهمية: الصراع مع فرعون وملئه، والصراع مع بنى
إسرائيل، فسيدنا موسى عليه السلام هو رسول كريم من أولي العزم من الرسل، أنزل الله
عليه (التوراة)، وخصه بالكلام مع نبينا عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك يسأل موسى
عليه السلام ربه: هل هناك مَن هو أعلم مني؟ وهذا ليس كما يقول المجرمون أنه عُجب
أو استعلاء؛ حاشاه أن يكون كذلك! لكنه يسأل الله عز وجل: هل يوجد هناك أحد أنت
أعلم به مني يعلوني في العلم كي أذهب إليه وأتعلم منه؟! فأجابه ربنا جل وعلا أنه هناك مَن هو
أعلم منه؛ عبد صالح من عباد الله، وقد اختلف السلف الصالح هل هو نبي أم رجل صالح،
وهو رجل صالح على الأرجح، وهو الخضر عليه السلام. ودله المولى عز وجل كيف يجده؛ فسار موسى عليه السلام مع غلامه يوشع بن نون حتى وصل إلى الخضر عليه
السلام وصحبه ليتعلم منه ما يحتاج إليه، وعندما وجده موسى سلَّم عليه وسعد أنه وجد
ضالته، فقال له: "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْدًا"، فموسى عليه السلام يبحث عن الرشد، ويحتاج إليه من هذا العبد
الصالح.
لقد أرسل الله موسى صلى الله وسلم عليه وعلى نبينا وإخوانهما من النبيين والمرسلين، أرسله إلى فرعون بالآيات البينات ودعاه إلى توحيد رب الأرض والسماوات، فقال فرعون منكراً وجاحدا: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:23] فأنكر الرب العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسماوات وكان له آية في كل شيء من المخلوقات فأجابه موسى هو: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} [الشعراء:24]، ففي السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين، فقال فرعون لمن حوله ساخراً ومستهزئاً بموسى: {أَلاَ تَسْتَمِعُونَ} [الشعراء:25]. الحمد لله العلي الكبير، المتفرد بالخلق والتقدير والتدبير، الذي أعز أولياءه بنصره، وأذل أعداءه بخذله، فنعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب والمصير وسلم تسليماً. أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى واذكروا أيام الله لعلكم تتذكرون، واذكروا أيام الله بنصر أوليائه لعلكم تشكرون، واذكروا أيام الله بخذلان أعدائه لعلكم تتقون، واذكروا أيام الله إذا نزل للقضاء بين عباده فقضى بينهم بفضله وعدله لعلكم توقنون، إن نصر الله لأوليائه في كل زمان ومكان وأمة هو نصر للحق وذلة للباطل وأخذ للمتكبر ونعمة على المؤمنين إلى قيام الساعة.