[2] وبذلك لو كانت الأرحام من الكفار أو المشركين في حربٍ مع المسلمين، فلا تجوز صلتهم لا بمال ولا بغيره، ومن الأدلة أيضًا على جواز صلة الأرحام غير المسلمين وغير المقاتلين للمسلمين هو أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم أذن لأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أن تصل أمّها ولم تكن قد أسلمت بعد. [3]
شاهد أيضًا: رسالة عتاب عن صلة الرحم
حكم صلة الأرحام المسلمين بالمال
ببيان أنّ حكم صلة الأرحام غير المسلمين بالمال جائزة ولا حرج فيها، فحكم صلة الأرحام المسلمين بالمال وغيره واجبة على المسلم بقدر استطاعته، وتركها من المحرّمات وكبيرة من كبائر الذنوب، فلا خلاف بين أهل العلم أنّ صلة الأرحام واجبة، ويختلف حكمها باختلاف قدرة الواصل والموصول، فلو كان الإنسان غنيًّا وله أخٌ فقير وجب عليه صلته بالمال، وأصبح ذلك عليه واجبًا، ولو كان الأخوين من الأغنياء لا يحتاج أن يصلا بعضهما بالمال، لكن يتوجّب عليهما الصّلة بأشياء أخرى كالسلام والزّيارة وغيرها والله أعلم. [1]
هل تجب صلة الرحم الكافر
لا تجب على المسلم صلة الرّحم الكافر، لكن حكم صلة الارحام غير المسلمين بالمال وغيره جائزة بغير وجوب، فالمسلم يصل أرحامه بحسب طاقته، ولو بالكلام الحسن والجميل، وبالمال إن كان مقتدرًا وهم فقراء، بواسيهم وينفق عليهم، أما أهل الكفر والشّرك منهم فلا تجب صلتهم لكن لو فعلها المسلم فذلك حسنٌ منه، فقد يكون بصلته لهم سببًا لهدايتهم ودخولهم الإسلام، فالإحسان للناس من أسباب لين القلوب، أمّا الوالدين لو كانا كافرين فهما بذاتهما لهما حقٌّ عظيم على المسلم، وعليه أن يصاحبهما في الدّنيا معروفًا على أن لا يطيعهما بمعصية وغير ذلك والله أعلم.
- رسالة عتاب عن صلة الرحم الصف الثاني
- صور من حياة التابعين - موضوع
- من هو التابعي – المنصة
- من مذكرات محمد التابعى - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل
رسالة عتاب عن صلة الرحم الصف الثاني
ولتعلم أن صلة الرحم سهلة يسيرة فقد تكون بزيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، أو بقضاء حوائجهم، وتكون الصلة أيضاً بالاتصال بهم هاتفياً أو عبر وسائط التواصل الحديثة، وخاصة إذا كانوا بعيدين ويصعب الوصول إليهم، كما تكون الصلة بمشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، وبمساعدتهم في أي أمر يحتاجون إليه، ودعوتهم إلى الله تعالى، فكل هذه الأمور يكون بها التواصل والصلة، ولا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق. رسائل عتاب للحبيب لعدم أهتمام مثل السابق - مقال. فاحرض أخي على أداء واجب الصلة مع أقاربك وأرحامك، واستغل المناسبات كالعيدين لأداء هذا الواجب، والقيام بهذه العبادة التي تكون سبباً في عبادات كثيرة، تجد أجرها عند الله في الآخرة، وقبل ذلك تجد أثرها في الدنيا بإذن الله من راحة البال وطمأنينة النفس وسعة الرزق والبركة والأنس والمحبة والرضا، وفقك الله لكل خير. والسلام. والله اعلم
منقووووول
ينال واصل الرحم رضا الله عز وجل والفوز بالجنة. تعصم صلة الرحم فاعلها عن النار وتعيذه من حرها ولهيبها. تهون صلة الرحم الحساب على صاحبها يوم تقوم القيامة. يمنع الله رحمته عن قاطع الرحم ولا يقبل منه عملًا. تغلق أبواب السماء في وجه من قطع رحمه فلا يستجاب له دعاء. من قطع رحمه يكون جزاؤه نار جهنم ولا يشم ريح الجنة ولا يدخلها. من قطع رحمه يحاط بغضب من الله عز وجل.
ثم قال: (والمشهور التسوية بين التابعين أجمعين في ذلك) وعلى هذا القول فإن مرفوع التابعي الصغير لا يسمى مرسلا، بل منقطعا. القول الثالث: الحديث المرسل هو ما سقط من إسناده راو أو أكثر من أي موضع كان، سواء من أوله أو من آخره أو بينهما. فيشمل، على هذا القول، المتقطع و العضل والمعلق. وهو المشهور عند الفقهاء والأصوليين، وقال به بعض المتقدمين من المحدثين، كأبي داود وابن أبي حاتم الرازي. وهو كما يبدو -أوسع الأقوال- في تعريف المرسل. القول الرابع: ما سقط منه الصحابي، وهذا عرفه صاحب البيقونية فقال:
ومرسل منه الصحابي سقط...
وهذا التعريف للمرسل غير دقيق؛ لأننا إذا علمنا أن الساقط من الإسناد هو الصحابي، فإن الحديث يكون صحيحا، لأن سقوط الصحابي لا يضر، باعتبار أن الصحابة كلهم عدول. والتعريف الأول المشهور عن المحدثين هو الصحيح؛ لأن التابعي الذي يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون قد أسقط منه الصحابي فقط، ويحتمل أن يكون قد أسقط التابعي والصحابي، ويحتمل أن يكون قد أسقط اثنين أو أكثر من التابعين. من مذكرات محمد التابعى - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل. فلما كان الساقط من السند مجهولا لا يدرى من هو، اعتبر الحديث مرسلا. أمثلة الحديث المرسل:
1 - ما أخرجه أبو داود في "المراسيل" (169) من طريق وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، قال: «اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهرا من رجل من الأعراب مئة صاع من تمر، فقال لرجل منهم: "انطلق فقل لهم يكيلون حتى يستوفوا ".
صور من حياة التابعين - موضوع
وحجة هؤلاء في تضعيف المرسل ورده: الجهل بحال الواسطة بين التابعي وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فيحتمل أن يكون التابعي قد رواه عن غير الصحابي، ولا يعلم حال هذا الذي روى عنه، وهذا يقدح في الرواية...
القول الثاني: أنه صحيح يحتج به، شريطة أن يكون المرسل ثقة، ولا يروي إلا عن ثقة، وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد في القول المشهور عنه، وقال به طائفة من أهل الفقه والأصول. وحجتهم: أن التابعي الثقة لا يستحل لنفسه أن يقول: " قال رسول الله " إلا إذا سمعه من ثقة، وإلا فتصرفه هذا يضر بثقته. صور من حياة التابعين - موضوع. وبالغ الأحناف، فجعلوه أقوى من المسند المتصل، معللين ذلك بأن من أسند فقد أحالك، ومن أرسل فقد تكفل لك. القول الثالث: أن المقبول هو مرسل التابعي الكبير فقط، وهو قول الإمام الشافعي، وله عنده حالتان:
الحالة الأولى: أن يشاركه في روايته غيره من الحفاظ فيسندوه، أي: أن يروى من طريق آخر مسند صحيح، فهذا يقبل. الحالة الثانية: أن يتفرد به، فلا يشاركه في روايته أحد من الحفاظ، أي لا يسنده أحد منهم وهذا يقبل عنده بأحد الشروط الآتية:
1 - أن يروى من وجه آخر مرسلا، فإنه يتقوى بذلك ويرتقي إلى درجة الحسن لغيره؛ لأن ضعفه خفيف يمكن جبره.
وقال الزركشي في البرهان: قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها، فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل لما وقع.. من هو التابعي – المنصة. قول التابعي في سبب النزول: قد علمت مما تقدم من أن قول الصحابي في سبب النزول له حكم المسند المرفوع، وأما قول التابعي في أسباب النزول فهو مرفوع أيضا، لكنه مرسل لحذف الصحابي، وقد يقبل إذا صح السند إليه، وكان الراوي من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير أو اعتضد بمرسل آخر، أو نحو ذلك. تفريع على ما تقدم: وعلى هذا إذا وردت روايتان أو أكثر، وكانت إحداهما نصّا في بيان سبب النزول والثانية ليست نصّا فيه، أخذنا في السببية بما هو نص، وحملنا الأخرى على بيان المعنى؛ مثل ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر قال: كانت اليهود تقول من أتى امرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله سبحانه: {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 222] الآية، أي من أي جهة شئتم، أو على أي حال شئتم، فأنى للكيفية، والحال، لا للمكان. وما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال: أنزلت {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ... } في إتيان النساء في أدبارهن، يعني في تحريم ذلك.
من هو التابعي – المنصة
وبالبصرة يومئذ أنس بن مالك، ومات سنة تسعين أو بعدها. وقد أورد ابن سعد بسند لا بأس به: أن أبا حنيفة رأى أنسا، وكان غير هذين من الصحابة بعِدَّةٍ من البلاد أحياء. وقد جمعَ بعضُهم جزءا فيما ورد من رواية أبي حنيفة من الصحابة، ولكن لا يخلو إسنادها من ضعف، والمعتمدُ على إدراكه ما تقدّم، وعلى رؤيته لبعض الصحابة ما أورده ابن سعد في «الطبقات» فهو بهذا الاعتبار من طبقة التابعين، ولم يثبت ذلك لأحد من أئمة الأمصار المعاصرين له: كالأوزاعي بالشام، والحمادين بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالمدينة، ومسلم بن خالد الزنجي بمكة، والليث بن سعد بمصر. اهـ. والله أعلم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 2 ذو القعدة 1438 هـ - 25-7-2017 م
التقييم:
رقم الفتوى: 356884
17971
0
89
السؤال
هل الراجح أن الإمام أبا حنيفة تابعي؟ أم من أتباع التابعين؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ ولد سنة: 80هـ وقيل: إنه رأى عددا من الصحابة منهم أنس بن مالك، وهذا ممكن، فإن بعض الصحابة عاش إلى سنة اثنين ومائة، وقيل عشر ومائة، وهو أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الذي توفي بمكة المكرمة ـ حرسها الله تعالى ـ جاء في كتاب: منازل الأئمة الأربعة للأزدي: قال أبو حنيفة: حججت مع أبي سنة ست وتسعين، ولي ست عشرة سنة، وإذا أنا بشيخ قد اجتمع الناس عليه، فقلت لأبي: من هذا الرجل؟ فقال: هذا رجل قد صحب محمدا صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن الحارث". وذكر الشيرازي في طبقات الفقهاء أبا حنيفة في فقهاء التابعين بالكوفة، فقال: كان في أيامه أربعة من الصحابة: أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى الأنصاري وأبو الطفيل عامر ين واثلة وسهل بن سعد الساعدي، وجماعة من التابعين كالشعبي والنخعي وعلي بن الحسين وغيرهم، وقد مضى تاريخ وفاتهم، ولم يأخذ أبو حنيفة عن أحد منهم.
من مذكرات محمد التابعى - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل
تواصوا على إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأة عندهم، وقالوا: هذه ألف دينار، قالت: علام؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني، ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه، فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك إذا نزل ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟! أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟! فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله - عز وجل- تقوم من ليلها ما تقوم، وتصوم من أيامها ما تصوم، فلقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة، وكان هؤلاء المفسدون يقولون: أردنا أن تفسد الربيع فأفسدها الربيع علينا؛ ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ [الأنعام:116]. يا تُرى ما الذي ثبَّت الربيع أمام هذه الفتنة؟ هل هي قلة الشهوة؟ إن الشهوة لعظيمة؛ إذ هو في سن أوج الشهوة وعظمتها - سن الثلاثين - ومع ذلك ما الذي ثبَّته هنا، وما الذي عصمه؟ إنه الإيمان بالله، إنها الخشية من الله تعالى. الصورة الخامسة: الربيع شديد الخوف من الله:
كان الربيع بن خثيم يتجهَّز لتلك الليلة التي سيفارق فيها أهله وماله، فيروى أنه حفر في بيته حفرة، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة، فيقول: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99 ، 100]، ثم يجيبُ نفسه، فيقول: "قد رجعت يا ربيع"، فيُرى فيه ذلك أيَّامًا؛ أي: يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل.
حيّاك الله، بدايةً لا بدّ من التوضيح أنّ سعيد بن جبير كان من كبار التابعين الصّالحين، وليس من الصحابة -رضوان الله عليهم-، وهو من كبار علماء التابعين [١] ؛ لا سيّما وأنّه قد تَتَلمذَ على يد الصحابي عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، وبالفعل كان قد قُتل على يد الحجاج بن يوسف الثقفي كما ذُكر في كتب السّير والتاريخ. وينبغي التنبيه على أنّه يجب على المسلم أنْ لا يشغل نفسه في مثل هذه الأمور، والتوقّف عن الخوض في أمر الحجاج، فالله -تعالى- أعلم بأمره، حيث اختلف أهل العلم في الحكم على سيرة الحجاج؛ فمنهم من غلّب مَحاسنه ومَناقبه، ومنهم من غلّب الجانب الآخر. وبالنسبة لسؤالك حول الصحابة الذين قتلهم الحجّاج؛ فقد ذكر أهل التاريخ من المؤرخين أنّ الحجاج قد قتل بالفعل عدداً من الصالحين، فقتل من التابعين سعيد بن جبير، وعبد الله بن صفوان، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم-. أمّا من الصحابة فقد قتل عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهما- [٢] ، وهو ابن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، وهو أوّل مولود وُلد بعد الهجرة، وهو أحد العَبادلة الذين عُرفوا في المدينة. وكان قد قُتل عندما جاء الحجاج إلى مكة المكرمة، وفرض عليها حِصارًا شديداً، وبدأ يضرب مكّة بالمنجنيق، ويقتل من يتصدّى له من أنصار عبد الله بن الزُّبير، فلمّا رأى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- ذلك ذهب وسأل أمّه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عن شأنه والحال الذي وصل إليه.