لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا
قال الله تعالى:
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم
(الشورى: 51)
—
أي وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه الله إلا وحيا يوحيه الله إليه، أو يكلمه من وراء حجاب، كما كلم سبحانه موسى عليه السلام, أو يرسل رسولا كما ينزل جبريل عليه السلام إلى المرسل إليه, فيوحي بإذن ربه لا بمجرد هواه ما يشاء الله إيحاءه، إنه تعالى علي بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله, قد قهر كل شيء ودانت له المخلوقات، حكيم في تدبير أمور خلقه. وفي الآية إثبات صفة الكلام لله تعالى على الوجه اللائق بجلاله وعظيم سلطانه. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وما كان لبشر أن يكلمه الله
فيوحي بإذنه ما يشاء وهذا الوحي من الرسل خطاب منهم للأنبياء يسمعونه نطقا ويرونه عيانا. وهكذا كانت حال جبريل - عليه السلام - إذا نزل بالوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: نزل جبريل - عليه السلام - على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وعيسى وموسى وزكريا عليهم السلام. فأما غيرهم فكان وحيا إلهاما في المنام. وقيل: إلا وحيا بإرسال جبريل أو من وراء حجاب كما كلم موسى. أو يرسل رسولا إلى الناس كافة. وقرأ الزهري وشيبة ونافع ( أو يرسل رسولا فيوحي) برفع الفعلين. الباقون بنصبهما. فالرفع على الاستئناف ، أي: وهو يرسل. وقيل: ( يرسل) بالرفع في موضع الحال ، والتقدير إلا موحيا أو مرسلا. ومن نصب عطفوه على محل الوحي; لأن معناه وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي أو يرسل. ويجوز أن يكون النصب على تقدير حذف الجار من أن المضمرة. ويكون في موضع الحال ، التقدير أو بأن يرسل رسولا. ولا يجوز أن يعطف ( أو يرسل) بالنصب على ( أن يكلمه) لفساد المعنى; لأنه يصير: ما كان لبشر أن يرسله أو أن يرسل إليه رسولا ، وهو قد أرسل الرسل من البشر وأرسل إليهم. الثانية: احتج بهذه الآية من رأى فيمن حلف ألا يكلم رجلا فأرسل إليه رسولا أنه حانث ، لأن المرسل قد سمي فيها مكلما للمرسل إليه ، إلا أن ينوي الحالف المواجهة بالخطاب.
[ ص: 161]
المسألة الثالثة: قالت المعتزلة: هذه الآية تدل على أنه تعالى لا يرى ، وذلك لأنه تعالى حصر أقسام وحيه في هذه الثلاثة ، ولو صحت رؤية الله تعالى لصح من الله تعالى أنه يتكلم مع العبد حال ما يراه العبد ، فحينئذ يكون ذلك قسما رابعا زائدا على هذه الأقسام الثلاثة ، والله تعالى نفى القسم الرابع بقوله ( وما كان لبشر أن يكلمه الله) إلا على هذه الأوجه الثلاثة. والجواب: نزيد في اللفظ قيدا ، فيكون التقدير: وما كان لبشر أن يكلمه الله في الدنيا إلا على أحد هذه الأقسام الثلاثة ، وحينئذ لا يلزم ما ذكرتموه ، وزيادة هذا القيد وإن كانت على خلاف الظاهر لكنه يجب المصير إليها للتوفيق بين هذه الآيات وبين الآيات الدالة على حصول الرؤية في يوم القيامة ، والله أعلم. المسألة الرابعة: أجمعت الأمة على أن الله تعالى متكلم ، ومن سوى الأشعري وأتباعه أطبقوا على أن كلام الله هو هذه الحروف المسموعة والأصوات المؤلفة ، وأما الأشعري وأتباعه فإنهم زعموا أن كلام الله تعالى صفة قديمة يعبر عنها بهذه الحروف والأصوات.
وما كان لبشر أن يكلمه ه
ثم إنه يلزم القاضي أن لا يكون ما وقع من وراء حجاب وحيا لا أنه يخصصه لأنه نظير قولك: ما كان لك أن تنعم إلا على المساكين وزيد، نعم يحتمل أن يكون زيد داخلا فيهم على نحو "ملائكته ورسله وجبريل " وهذا يضر القاضي لاقتضائه أن يكون هذا القسم أعني ما وقع من وراء حجاب أعلى المراتب فلا يكون الثاني هو المشافهة، وتقدير إلا وحيا من غير حجاب أو من وراء حجاب خلاف الظاهر وفيه فك للنظم لقوله سبحانه: أو يرسل وهو عطف على قوله تعالى: إلا وحيا مع كونه خلاف الظاهر.
وتعقبه بعضهم بأن المفرغ لا يتصف بذلك والبحث شهير. وقرأ ابن أبي عبلة (أو من وراء حجب) بالجمع. وقرأ نافع وأهل المدينة (أو يرسل رسولا فيوحي) برفع الفعلين ووجهوا ذلك بأنه على إضمار مبتدأ أي هو يرسل أو هو معطوف على (وحيا) أو على ما يتعلق به (من وراء) بناء على أن تقديره أو يسمع من وراء حجاب، وقال العلامة الثاني: إن التوجيه الثاني وما بعده ظاهر وهو عطف الجملة الفعلية الحالية على الحال المفردة، وأما إضمار المبتدأ فإن حمل على هذا فتقدير المبتدأ لغو، وإن أريد أنها مستأنفة فلا يظهر ما يعطف عليه سوى ما كان لبشر إلخ وليس بحسن الانتظام. وتعقب بأنه يجوز أن يكون تقدير المبتدأ مع اعتبار الحالية بناء على أن الجملة الاسمية التي الخبر فيها جملة فعلية تفيد ما لا تفيده الفعلية الصرفة مما يناسب حال إرسال الرسول، أو يقال: لا نسلم أن العطف على ما كان لبشر ليس بحسن الانتظام، وفيه دغدغة لا تخفى، وفي الآية على ما قال ابن عطية دليل على أن من حلف أن لا يكلم فلانا فراسله حنث لاستثنائه تعالى الإرسال من الكلام، ونقله الجلال السيوطي في أحكام القرآن عن مالك وفيه بحث والله تعالى الهادي. إنه علي متعال عن صفات المخلوقين حكيم يجري سبحانه أفعاله على سنن الحكمة فيكلم [ ص: 58] تارة بواسطة وأخرى بدونها إما إلهاما وإما خطابا أو إما عيانا وإما خطابا من وراء حجاب على ما يقتضيه الاختلاف السابق في تفسير الآية
وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا
وفي الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لجابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما: «ما كلّم اللّه أحداً إلا من وراء حجاب وإنه كلّم أباك كفاحاً» كذا جاء في الحديث. وكان قد قتل يوم أُحُد ولكن هذا في عالم البرزخ، والآية إنما هي في الدار الدنيا. وقوله عزَّ وجلَّ: { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} كما ينزل جبريل عليه الصلاة والسلام وغيره من الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقيل فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ما يشاء، يعني: ما يشاء ربه أن يوحيه إليه من أمر ونهي، وغير ذلك من الرسالة والوحي، وقيل: هذا الوحي من الرسل خطاب منهم للأنبياء يسمعونه نطقا ويرونه عيانًا، وهكذا كانت حال جبريل عليه السلام إذا نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزل جبريل عليه السلام على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وعيسى وموسى وزكريا عليهم السلام. فأما غيرهم فكان وحيًا إلهامًا في المنام { إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} فهو علي عليم، خبير حكيم.
قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً... ﴾ الآية لما بين حال قدرته وعلمه وحكمته أتبعه ببيان أنه كيف يخص أنبياءه بوحيه وكلامه. وقوله: «أَنْ يُكَلمَهُ» «أن» ومنصوبها اسم كان و «لِبَشَرٍ» خبرها. وقال أبو البقاء: «أن» والفعل في موضع رفع على الابتداء وما قبله الخبر، أو فاعل بالجار لاعتماده على حرف النفي، وكأنه وهم في التلاوة فزعم أن القرآن: وما لبشر أن يكلمه مع أنه يمكن الجواب عنه بتكلُّفٍ. و ﴿إِلاَّ وَحْياً﴾ يجوز أن يكون مصدراً أي إلا كلام وحي. وقال أبو البقاء: استثناء منقطع؛ لأن الوحي ليس من جنس الكلام. وفيه نظر؛ لأن ظاهره أنه مفرغ، والمفرغ لا يوصف بذلك. ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال. قوله: «أَوْ يُرْسِلَ» قرأ نافع: «أوْ يُرْسِلُ» بفرع اللام، وكذلك: فيوحي فسكنت ياؤه. والباقون بنصبهما. فاما القراءة الأولى ففيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه رفع على إضمار مبتدأ أي: أو هو يرسل. الثاني: أنه عطف على «وَحْياً» على أنه حال؛ لأن وحياً في تقدير الحال أيضاً فكأنه قال: إلا موحياً أو مرسلاً. الثالث: أن يعطف على ما يتعلق به «مِنَ وَراءِ» ؛ إذ تقديره أو يُسْمِعُ من وراء حجاب و «وَحْياً» في موضع الحال عطف عليه ذلك المقدر المعطوف عليه «أوْ يُرْسِل» ، والتقدير: إلاَّ موحياً أو مُسْمِعاً مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ مُرْسِلاً.
وفي رمضان يعتق العباد من النار وتغفر الذنوب بإذن الغفور الرحمن، وجاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انه قال:" العمرةُ إلى العمرة كفَّارةٌ لما بينهما " وفي ذلك بيان لفضل وعظم أداء العمرة في شهر رمضان، فعلى المسلم أن يطرق جميع الأبواب ويجتهد لينال المغفرة.
عمرة شهر رمضان تعادل ثواب حجة
الرئيسية
رمضانك مصراوي
جنة الصائم
07:53 م
الثلاثاء 26 أبريل 2022
الدكتور شوقي علام
كـتب- علي شبل:
أوضح الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، حكم أداء العمرة في شهري رجب أو رمضان وهل تعدل حجة وفقا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعي» متفق عليه.
شرح وترجمة حديث: عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي - موسوعة الأحاديث النبوية
فضل العمرة في رمضان
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامْرَأَةٍ مِنْ الأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّينَ مَعَنَا قَالَتْ كَانَ لَنَا نَاضِحٌ فَرَكِبَهُ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ قَالَ فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيه تعدل حَجَّة رواه البخاري (1782)، ومسلم (1256) واللفظ له. الحديث دليل على فضل العمرة في رمضان وأنها تعدل ثواب حجة ، وهذا من فضل الله تعالى ونعمه على عباده، فقد صارت العمرة بمنزلة الحج في الثواب بانضمام رمضان إليها، وهذا يدل على أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت، والله تعالى منعم متفضل، يتفضل بما شاء على من يشاء فيما شاء لا معقب لحكمه ولا راد لفضله. والعمرة تحصل بأداء مناسكها ولو لم يمكث المعتمر بعدها في مكة لكن من وفقه الله تعالى للبقاء بجوار بيته الحرام شهر رمضان، أو ما يتيسر منه فقد مُنح نعمة عظيمة لا يقدر قدرها إلا الصالحون المشمرون الذين يدركون قيمة الأوقات الشريفة والأماكن الفاضلة.
معنى حديث: "عمرة في رمضان..."
الحمد لله. أولا:
روى البخاري (1782) ومسلم (1256) عن ابْن عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: ( مَا مَنَعَكِ
أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ،
فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا
نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ
فَاعْتَمِرِي ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً) وفي رواية لمسلم: ( حجة
معي). ثانيا:
اختلف أهل العلم فيمن يُحَصِّلُ الفضيلة المذكورة في الحديث ، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن هذا الحديث خاص بالمرأة التي خاطبها النبي صلى الله عليه وسلم ،
وممن اختار هذا القول: سعيد بن جبير من التابعين ،
نقله عنه ابن حجر في "فتح الباري" (3/605). ومما يستدل به لهذا القول ما جاء في حديث أم معقل أنها قالت: (الحج حجة ، والعمرة
عمرة ، وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أدري أَلِي خاصةً. –
تعني: أم للناس عامة-) رواه أبو داود
(1989) غير أن هذا اللفظ ضعيف ، ضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود". القول الثاني: أن هذه الفضيلة يحصلها من نوى الحج فعجز عنه ، ثم عوضه بعمرة في
رمضان ، فيكون له باجتماع نية الحج مع أداء العمرة أجر حجة تامة مع النبي صلى الله
عليه وسلم.
الوقفة الخامسة: أن تخصيص ليلة 27 في العمرة ليس عليه دليل، فعلى أولئك الذين يتقصدون تلك الليلة بالعمرة لو أدَّوها في غيرها براحة وطمأنينة وسكينة، لكان أولى وأكثر حضورًا لقلوبهم خلال عملهم. الوقفة السادسة: بعض الناس قد يكرر العمرة أكثر من مرة في سفرة واحدة، وهذا موضع خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يُجيز ذلك ومنهم من يمنعه، ولكنهم لو أنهم اعتمروا عُمرةً واحدة ثم بدل أن يُكرروا العمرة، يُكثرون من الطواف على الكعبة، لكان هذا موضع اتفاق بين أهل العلم، والطواف أجره عظيم وثوابه جزيل، وليُكثروا أيضًا كذلك من الدعاء، فهذا أيسر من وجه وموضع اتفاق من وجه آخر. الوقفة السابعة: تعرَّف على أحكام العمرة ومسائلها جيدًا قبل ذهابك إليها، فاقرأ واسأل حتى تكون العبادة على الوجه الصحيح، فما أكثر ما يقع من الأخطاء بسبب الجهل بأحكام العمرة، وقد تبطُل عُمرته وهو لا يشعُر، فحاول جاهدًا أن تُحدد شيئًا من وقتك قبل مجيئك بالتفقه في أحكامها وأعمالها. الوقفة الثامنة: إياك وتقليد الناس في بعض أفعال العمرة وأقوالها، فليس كل من حولك علماء، أو يعرفون أحكام الشرع، فلا تُقلد أحدًا فعَل شيئًا تجهله، فلربما كان فعله خطأً، فتكرر أنت الخطأ نفسه، ولكن تعرف على الحكم والفعل الصحيح بالسؤال عنه.