والنقطة الثانية: ان المعاصي الصغيرة تبقى صغيرة ما لم تتكرر من الانسان وما لم تصدر عن تهاون او عن استكبار وغرور. فاذا تكرر من الانسان ارتكاب المعصية الصغيرة، واصرار الانسان على فعلها فانها تتحول الى معصية كبيرة. فقد قال الإمام الصادق (ع): لا صغيرة مع الاصرار. فمن يغفل مرة عن صلاة الصبح فانه يرتكب معصية صغيرة ولكنه اذا استمر في تغافله يصبح من تاركي الصلاة وترك الصلاة معصية كبيرة وهكذا من اصر على حلق لحيته. واذا استصغر صاحب المعصية معصيته واستحقرها واستهان بها ولم يبال بها فانها تتحول الى معصية كبيرة، فقد جاء في نهج البلاغة: اشد الذنوب ما استهان به صاحبه. أضرار المعاصي على الأفراد والمجتمعات - ملتقى الخطباء. وفي بعض الروايات: اكبر الذنوب ذنب استصغره صاحبه. وهكذا اذا ارتكب الانسان معصية صغيرة، عن عناد واستكبار و طغيان و تمرد على اوامر الله فانها تتبدل الى معصية كبيرة وهذا ما يستفاد من آيات قرآنية متنوعة كقول الله تعالى: « فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى » النازعات /37-39. وإن صدرت المعصية ممن لهم مكانة اجتماعية خاصة بين الناس وممن لا تحسب معصيتهم كمعصية الاخرين فان الصغيرة منهم تكون كبيرة، فقد جاء في القرأن الكريم حول نساء النبي (ص) في سورة الاحزاب: « يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين » الآية /30.
أضرار المعاصي على الأفراد والمجتمعات - ملتقى الخطباء
يعود العاصي بتوبه صادقة نظيفاً بعد قذارته.. طاهراً بعد رجسه، مرحباً به عند المؤمنين بعد طرده. • من تاب من ذنب وهو لا يزال مقيماً عليه أو يفكر في أن يعود إليه، فهذا كالمستهزئ بربه والعياذ بالله.
وجعل من مكفراتها فعل الصالحات، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}... (هود: 114). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وصححه. وهذا من رحمة الله بعباده ورأفته بهم.
مايستدل به على وجوب الحذر من الشرك
يُعد الشرك بالله من أعظم الذنوب التي يرتكبها الإنسان في حياته، حيث يتخذ شخصًا أو صنمًا أو كائن حي شريكًا لله في العبادة. وهو ذنب عظيم لا يغفر الله لصاحبه إن لم يتب عنه قبل مماته، فيدخله النار ويجعله من المُخلدين فيها. فقد قال سبحانه وتعالى في سورة النساء: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا". كما قال عز وجل في سورة المائدة: "إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ". وقد حذر الله سبحانه وتعالى في الوقوع في الشرك لأنه ظلم عظيم، وما يُستدل به على ذلك ما جاء في سورة لقمان: "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ". وجاء وصف الظلم العظيم على الشرك لأنه نوعًا من التعدي على حق الله عز وجل، وذلك باعتقاد أن هناك أله آخر غيره، وبعبادة ما دونه. ولذلك حرص جميع الأنبياء على تحذير كل قوم من الشِرك بالله بنوعيه الأكبر والأصغر.
الحذر من الشرق الأوسط
مايستدل به على وجوب الحذر من الشرك ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الشركَ كبيرة من كبائر الذنوب، وفي هذا المقال سيتمُّ بيان ما يُستدلُّ بهِ على وجوبِ الحذرِ منَ الشركِ، كما سيتمُّ بيان أقسام الشركِ بالإضافة إلى أنَّه سيتمُّ بيان حكمان الشكران الأكبرِ والأصغر. مايستدل به على وجوب الحذر من الشرك
يُستدلُّ بهِ على وجوبِ الحذرِ منَ الشركِ أنَّ الشركَ من كبائر الذنوبِ وأنَّه ظلمٌ عظيمٌ ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، [1] وقد قام كلَّ نبيٍ من الأنبياءِ بتحذيرِ أمَّته من الشركِ. أقسام الشرك
لقد دلَّت نصوص القرآنِ الكريمِ، والسنة النبوية على أنَّ الشركَ منه ما هو مخرجٌ من الملة، ومنه ما هو غير مخرجٌ من الملة، وبناءص على ذلك فقد قام أهل العلمِ بتقسيم الشركِ إلى قسمينِ، وفيما يأتي بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل: [2]
شاهد أيضًا: حكم الشرك في الالوهيه
الشرك الأكبر
يُعرَّف الشرك الأكبر على أنَّه صرفُ ما هو حقٌ محضٌ لله -عزَّ وجلَّ- من الألوهية والعبودية وأسمائه وصفاته لغير الله تعالى، وفيما يأتي تفصيل ذلك: [3]
شرك الربوبية: ويكون ذلك بأن يعتقد المرءُ بأنَّ هناكَ شريكًا لله -عزَّ وجلَّ- في أفعاله المختصة به، مثل الخلق والإحياء والإماتة، والتدبير والرزق.
مايستدل به على وجوب الحذر من الشرك
فمن وما نحن عند خليليّ الله سبحانه وتعالى؟ فلنتّق الله ولنتعاهد أنفسنا وأولادنا وأزواجنا وأحبابنا في تعلُّم التوحيد ونشره والاجتهاد على قراءة كتاب (القواعد الأربع) و(ثلاثة الأصول) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-، فإنهما مفيدان للغاية مع اختصارهما وسهولتهما ووضوحهما. اللهم أحينا على التوحيد والسنة وأمتنا على ذلك حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا. الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإنه قد شاعَ في المجتمعات المسلمة أمورٌ مخالفةٌ للتوحيد، فهي ما بينَ شركٍ أكبر أو أصغر، ومنها:
أولًا: صرفُ العبادة لغير الله كالذبح والنذر والدعاء وطلب المدد من غير الله، كقولهم عند الشدائد: مدد يا رسول الله! مدد يا حسين! مدد يا بدوي! … قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163]. ثانيًا: السحر والشعوذة، ومنها سحرُ العطف، وهو أن يُحبَّبَ الزوجُ لزوجتهِ أو العكس، وسحرُ الصَّرف، وهو أن يُبغَّضَ الزوجُ من زوجتهِ أو العكس، وهذا كفرٌ، قال تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102].
وجوب الحذر من الشرك
ثالثًا: التعلُّقُ بالأبراج، كبرج الثور أو الأسد …، والاعتقاد فيها، وهذا شرك؛ فإنَّ الأبراج لا تنفع ولا تضر، وعلم الغيب خاصٌّ بالله، قال تعالى: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّه﴾ [النمل: 65] حتى إنَّ أحدهم إذا تقدَّم زوجٌ لخطبة بنتٍ وزواجها سُئلَ: أنت وُلدتَّ في أيِّ برجٍ؟ … إلى آخر ذلك، والعياذ بالله. رابعًا: تعليقُ التمائم، من عينٍ أو خيطٍ أو غيرها، لدفعِ العين أو الحسد أو المصائب، وهذا شركٌ، روى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «من تعلَّق تميمةً فقد أشرك». وقد شاعَ هذا في الناس، فمنهم من يُعلِّق في سيارته أو بيته أو على يده خيطًا أو غير ذلك، فاتقوا الله وتعلَّقوا به وحده دون أحدٍ سواه، ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: 17]. خامسًا: الحلف بغير الله، كالحلف بالنبي ﷺ أو النعمة، أو صلاة الرجل أو قيامه، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ سمع رجلًا يحلف بأبيه فقال: «من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت».
بين الله عز وجل قدرته وحده على التصرف والتحكم في الكون، فهو من ينزل المطر بأمره وينبت النبات وهيأ جميع سُبل العيش في الأرض، والكثير من النعم التي لا يمكن عدها والتي يستطيع فعلها أي آلهة أخرى اتخذها المشركون، فقد قال الله عز وجل في سورة النمل: "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ. أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ". بين الله عز وجل مدى الانحدار الذي يصل إليه المشرك من شركه بالله، فقد قال عز وجل في سورة الحج: "حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ".