عباد الله: إن من الستر عدم نشر المنكرات التي تقع في البلد، خصوصًا ما يكون حصل خفية، وانتهى أمره، فبالستر يقضى عليه وبفضحه نشرٌ له بين الناس، واستمراء للمنكر. لا تهتكوا ستر الله - موقع مقالات إسلام ويب. فلو فرض أن رجلاً أغلق على نفسه داره، وأخذ في شرب الخمر، لم يكن لك الاطلاع عليه للتثبت، بل دعه في ستر الله، وانصحه إن استطعت، قال العلاء بن بدر: " إن الله لا يعذّب قومًا يسترون الذنوب ". ومثله من تزوج بامرأة أو خطبها، وبان له فيها عيب، فيجب أن يستر عليها، وأن لا يفضحها ويهتك سترها، فإنها عورة، فالحذر الحذر أن تكون مجالسنا هتك لستر الله على الناس، ألا تعلم أنك تحادّ الله بذلك، فالله يستر وأنت تفضح. اللهم استر على المسلمين والمسلمات، وارزقنا وإياهم التوبة النصوح.
لا تهتكوا ستر الله - موقع مقالات إسلام ويب
وفي الناس شرٌ لو بدا ما تَعَاشَرُوا *** ولكنْ كساهُ اللهُ ثوبَ غِطاءِ فمن رحمة الله بك -يا عبد الله- أن كساك ثوب السِّتر, وأنْ حجب عيون الناس عن رؤيةِ معاصيْك, فلو أنك في كلِّ مرةٍ أذنبت بانت عليك سِمَةٌ أو علامة تَكْشِفُ وتَفْضح الذنب الذي أذنبت واقترفت, فكيف سيكون حالك؟. ماذا لو كان للذنوب رائحةٌ مُنتنة تَخْرُجُ منك حين تعصي الله؟ لصار عيشُك لا يطاق ولا يُحْتَمَل, وعشت مفضوحاً أمام الناس, ولكنَّ الرحيمَ السِّتِّيْرَ, ستر عليك, ورحمك ولَطف بك. واعلم، يا مَن وُفِّقت لِمَحبَّةِ الناس, وثِقَتِهِم بك، أنَّه لولا ستْرُ الله عليك، لم يتمّ لك ذلِك. قال بعض السلف: اعلم أن الناس إذا أُعْجِبوا بك, فإنما أُعْجِبوا بِجَمِيْلِ ستْرِ الله عليك. عباد الله: وإنَّ ستْرَ الله علينا يوم القيامة, أعظم وأفضل مِن ستْرِه علينا بالدنيا, فلو فضحك الله في الدنيا, فانْكشف سترك, وظهر عيبك, فلن يدوم ذلك أبداً, لكنَّ المصيبة العظيمة, والفضيحةَ الدائمة, يوم أنْ يفضحَكَ الله بين العالمين, ويُظهرَ سريرَتك أمام الآخرين, في يومٍ تُبلى فيه السرائر, ويُظهر الله ما في الضمائر, فما موقفك لو فُعل بك ذلك؟. ولكنْ؛ أبشر بستْر الله عليك إنْ كنت مؤمناً, وإخفاءِ عيوبك عن العالمين إنْ كنت صالحاً؛ قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ -عز وجل- يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، قَالَ الله له: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ" متفق عليه.
توارى بجــدران الـبيوت عن الورى.. وأنت بعين الله لو كنت تشعر
وتخشى عيون الناس أن ينظروا بها.. ولم تخش عين الله والله ينظــر
ومع ذلك يحلم الله عليه، فلا هو الذي يرسل عليه صاعقة تحرقه، ولا ملكا يصفعه، ولا أحدا يمنعه، وإنما يضع في طريقه مذكرات: آية، موقفا، نصيحة عابرة، شيئا يلفت انتباهه؛ لعله ينزع عن مراد السوء، ولكن عقل شرود، وشيطان عنيد، وغفلة مطبقة، وشهوة تعمي وتصم. ورب ذو رحمة واسعة، وأستار سابغة. وبعد اقترافه للذنب، ووقوعه في المعصية، إذا تاب ورجع تاب الله عليه، وغفر له وكأنه لم يعصه، بل وربما يبدل سيئاته حسنات، {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}(الفرقان:70).
تاريخ النشر: الثلاثاء 16 جمادى الأولى 1424 هـ - 15-7-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 34845
270680
0
589
السؤال
باسم الله الرحمن الرحيم
في ما يتعلق بقيام الليل:
1- ما هو الوقت المناسب لإقامة هذه الصلاة؟
2- هل عدد الركعات 11 أم 13 أو هو غير محدد أي حسب الاستطاعة؟
3- هل تختتم هذه الصلاة بالوتر وجوبا؟
وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فوقت صلاة الليل يبدأ من الفراغ من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولا شك أن الأفضل مطلقًا أن تكون صلاة الليل في الثلث الأخير منه؛ لأن الرب تبارك وتعالى ينزل فيه إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ حتى يطلع الفجر. وقت صلاة الوتر وقيام الليل – لاينز. رواه مسلم وأحمد. وفي أي وقت صلى العبد فقد أصاب السنة ونال الأجر إن شاء الله. وأما عدد ركعات صلاة الليل، فهو مطلق يصلي المرء ما أقدره الله عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى. متفق عليه. ولو اقتصر على إحدى عشرة ركعة مع الوتر فهو أفضل؛ لأنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قالت عائشة رضي الله عنها، وقد سئلت عن صلاته بالليل في رمضان فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسلْ عن حسنهنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسلْ عن حسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي ثلاثًا.
وقت صلاة الوتر وقيام الليل حتى الصباح
صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع والوتر هي الصلاة التي يتم تأديتها بعد صلاة العشاء ومن المتعارف عليه أن الشفع ركعتان أما الوتر ركعة واحدة، لكن يمكن أن يزيد الوتر عن ذلك بعدد فردي وسوف نتعرف أكثر على كيفية أداء صلاة الشفع والوتر وعدد ركعات الوتر المأثورة عن النبي صل الله عليه وسلم. كيفية صلاة الشفع والوتر وقيام الليل
لم يحدد شرعًا عدد معين من ركعات قيام الليل لكن هناك العديد من اجتهادات العلماء على حسب المذهب وذلك كالآتي:
عند الحنفية حددت بثماني ركعات على الأكثر ويكره الزيادة عن ذلك. المالكية حددوا صلاة الليل عشرة ركعات أو اثنتا عشر ركعة وقد جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ). وقت صلاة الوتر وقيام الليل للاطفال. الشافعية: لم يحددوا عدد معين من ركعات قيام الليل وقد تركوا الأمر للمسلم يصلي كما يشاء. الحنابلة: قد ورد العديد من الروايات عن قيام الليل لكا قد جاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يزد عن ثلاثة عشر ركعة بما فيها ركعة الوتر وركعتي الفجر أي أن عدد ركعات قيام الليل 10 ركعات. أما عن عدد ركعات الشفع والوتر عند الفقهاء تعددت الآراء كالآتي:
الحنفية: أشاروا إلى أن ركعات الوتر ثلاث ركعات متصلات.
وقت صلاة الوتر وقيام الليل للاطفال
فالمؤمن يؤمن بصفات الله وأسمائه على الوجه اللائق بالله جل وعلا، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ولهذا يقول مالك وغيره من السلف كـالشافعي والإمام أحمد بن حنبل والثوري والأوزاعي وغيرهم يقولون: نؤمن بأن ربنا فوق سماواته على عرشه قد استوى عليه بلا كيف . فالإنسان يقوم مما تيسر من الليل في أوله أو في وسطه أو في آخره يتهجد.. يصلي ما تيسر.. يدعو ربه.. يلجأ إليه.. يضرع إليه، ويسلم من كل ثنتين، لقوله ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى. والأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة، هذا أكثر ما ورد عن النبي ﷺ في صلاة الليل، إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة قبل طلوع الفجر. وقت صلاة الوتر وقيام الليل مكرر. وإن صلى أكثر من ذلك فلا بأس أو أقل بأن صلى ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا كل ذلك لا بأس، لكن السنة أن يسلم من كل ثنيتن ويوتر بواحدة، وإن سرد ثلاثًا بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس، أو سرد خمسًا بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس، لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين، سواء في أول الليل أو في وسطه أو في آخره. وإذا كان له شغل في أول الليل.. دراسة العلم ونحو ذلك فإنه يوتر في أول الليل حتى لا ينام عن وتره، كما كان أبو هريرة أوصاه النبي ﷺ بأن يوتر في أول الليل؛ لأنه كان يدرس العلم في أول الليل.
وقت صلاة الوتر وقيام الليل مكرر
المقصود أن الإنسان اللي يخشى أن لا يقوم من آخر الليل يوتر أول الليل؛ لقول النبي ﷺ: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل أخرجه مسلم في صحيحه، فالتهجد في أول الليل أو في وسطه أو في آخره كله طيب، ولكن الأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. فتاوى ذات صلة
قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي. رواه البخاري. وقت قيام الليل. وكذلك صلاة ثلاث عشرة ركعة سنة، كما روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين. متفق عليه. أما ختم صلاة الليل بالوتر فلا يجب، بل هو مستحب على قول جماهير العلماء، لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك بقوله المتفق عليه: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحيانًا يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس، كما روت عنه ذلك عائشة رضي الله عنها في ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. والله أعلم.