لقد مدح الله المؤمنين في كتابه أيَّما مدح، ووصفهم بأطيب الصفات التي بها ورثوا الفردوس الأعلى من الجنة، وبيَّن سبحانه أن الحياة الطيبة لمن حقق الإيمان به تعالى، فمن حصَّل الإيمان بالله تعالى قولًا وعملًا واعتقادًا، وسلوكًا وواقعًا حيًّا، فاز بالحياة الطيبة في الدنيا قبل الآخرة؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. وقد بيَّن ربنا - تبارك وتعالى - أن الأمن التام يوم القيامة من أهوالها لمن آمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، فقال عز مِن قائل: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. لذا أحببت أن أذكِّر نفسي وحضراتكم ببعض صفات المؤمنين التي استحقوا بها وراثة الفردوس الأعلى، وسوف ينتظم حديثنا تحت هذا العناصر:
أولًا: معنى الإيمان وبيان حقيقته. ثانيًا: بعض صفات المؤمنين. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 2. ثالثًا: لا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة. فأبدأ مستعينًا بحول الله وقوته فأقول:
أولًا: معنى الإيمان وبيان أركانه:
اعلموا - رحمني الله وإياكم - أن مذهب أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان أن الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، قَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَهُوَ الْإِقْرَارُ، وَاعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ مَعَ الْإِخْلَاصِ بِالنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ.... وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعَاصِي" [1].
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 2
تزكية الأنفس:
وتزكية الأنفس يكون بأداء الزكاة المفروضة، فأداء الزكاة يطهر النفس من الأخلاق الرديئة ويهذبها ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]. وتزكية الأنفس يكون أيضًا بترك أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفس بتركها وتجنُّبها. حفظ الفرج من الحرام:
فالمؤمنون قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا أو لواط، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلَّها الله لهم، وما ملكت أيمانهم من السراري، ومن تعاطى ما أحله الله له، فلا لوم عليه ولا حرج، لهذا قال: ﴿ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾ [المؤمنون: 6، 7]؛ أي: غير الأزواج والإماء، ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7]؛ أي: المعتدون. ومن تمام حفظها تجنُّب ما يدعو إلى ذلك، كالنظر واللمس ونحوهما، وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 5، 6]، قال: فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال: ﴿ مَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7].
وقيل: المعنى: إلا والين على أزواجهم وقوامين عليهم ، من قولهم كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان. والمعنى: أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم ، وجملة أو ما ملكت أيمانهم في محل جر عطفا على أزواجهم ، وما مصدرية ، والمراد بذلك الإماء ، وعبر عنهن بما التي لغير العقلاء ؛ لأنه اجتمع فيهن الأنوثة المنبثة عن قصور العقل وجواز البيع والشراء فيهن كسائر السلع ، فأجراهن بهذين الأمرين مجرى غير العقلاء ، وجملة فإنهم غير ملومين تعليل لما تقدم مما لا يجب عليهم حفظ فروجهم منه. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون الإشارة إلى الزوجات وملك اليمين ، ومعنى العادون: المجاوزون إلى ما لا يحل لهم ، فسمى سبحانه من نكح ما لا يحل عاديا ، ووراء هنا بمعنى سوى وهو مفعول ابتغى. قال الزجاج أي: فمن ابتغى ما بعد ذلك ، فمفعول الابتغاء محذوف ، ووراء ظرف. وقد دلت هذه الآية على تحريم نكاح المتعة ، واستدل بها بعض أهل العلم على تحريم الاستمناء لأنه من الوراء لما ذكر ، وقد جمعنا في ذلك رسالة سميناها ( بلوغ المنى في حكم الاستمنا) ، وذكرنا فيها أدلة المنع والجواز وترجيح الراجح منهما. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون [ ص: 978] قرأ الجمهور ( لأماناتهم) بالجمع.
وفي رواية ابن ماجة، قال: "... فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَصْبَحَ كَسِلًا، خَبِيثَ النَّفْسِ لَمْ يُصِبْ خَيْرًا. الفائدة الثالثة: أن من صلى الصبح فهو في أمان الله عز وجل وحفظه، ليس للشيطان عليه سبيل، كما يفيده قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" لأن الذمة تعني العهد والأمان معاً. ومن واظب على صلاة الصبح في جماعة يعرف ذلك من نفسه؛ فهو من أكثر الناس ذكراً، وأطيبهم نفساً، وأعظمهم نشاطاً، وأسرعهم إلى فعل الخيرات ولزوم الطاعات، وترى على وجهه سيما الصالحين وسماحة المتقين. وإنك لتبصر في وجوه هؤلاء المصلين المواظبين على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة – نوراً لا تبصره فيمن يؤخر الصلاة عن وقتها أو ينام عن صلاة الصبح. من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله. نسأل الله الهدية والتوفيق.
ما معنى: «من صلى الفجر فهو في ذمة الله»؟
ويؤخذ من هذه الوصية الغالية ثلاث فوائد:
الأولى: ضرورة المواظبة على صلاة الصبح في وقتها؛ لأنها هي الوقت الذي يعاهد فيه ربه عز وجل على طاعته في يومه إلى غده، ثم يجدد العهد معه في اليوم الذي بعده وهكذا. ولأن صلاة الصبح صلاة تشهدها الملائكة: ملائكة الليل وملائكة النهار، فهؤلاء يلتقون في هذه الصلاة، فيصعد ملائكة الليل بعد أن يتولى مهامهم ملائكة النهار، فإذا صعدوا سألهم ربهم عن حال عبده الذي كانوا معه وهو أعلم به وبهم؛ ليشهدهم على أنه قد غفر له. وفي إشهادهم تشريف له وتعظيم لشأنه. وكذلك يجتمعون في صلاة العصر، فتكون صلاة العصر بداية لتجديد آخر لهذا العهد، فإذا صعد ملائكة النهار أشهدهم ربهم على أنه قد غفر له. من صلى الفجر فهو في ذمة الله. فيكون قد شهد له بالليل والنهار عشرون ملكاً يتعاقبون على حفظه بأمر الله تبارك وتعالى. قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجْتَمِع مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فتَصْعَد مَلَائِكَةٌ اللَّيْلِ وَتَبِيت مَلَائِكَةٌ النَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ ، فتَصْعَد مَلَائِكَةٌ النَّهَارِ، وَتَبِيت مَلَائِكَةٌ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُهُم: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ؛ فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ".
شرح حديث من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
والحاصل أن هذا الحديث يدلُّ على وجوب احترام المسلمين الذين برهَنوا على إسلامهم بصلاة الفجر، وأنه لا يجوز لأحد أن يعتدي عليهم. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 564 - 565)
مرحباً بالضيف
شرح حديث جندب: "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله"
ودعاء الملائكة مجاب، وهم شهداء على عباده. ولهذا سميت صلاة الفجر وصلاة العصر بالصلاة الوسطى أي الفضلى؛ لأنهما صلاتان تشهدهما الملائكة كما قلنا، والأجر فيهما مضاعف. فقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ صَلَّى البردين دَخَلَ الجَنَّة". وروى مسلم في صحيحه عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرَّجُلُ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي. الفائدة الثانية التي تؤخذ من هذه الوصية: أن في صلاة الصبح قهر للشيطان وطرد للكسل، وتطييب للنفس، وتنشيط للبدن. من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله - فقه. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَهُ كُلَّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ.
من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله - فقه
- مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ فانظرْ يا ابنَ آدمَ لا يطلبنَكَ اللَّهُ بشيءٍ مِن ذمَّتِهِ
الراوي:
[جندب بن سفيان]
| المحدث:
الزرقاني
| المصدر:
مختصر المقاصد
| الصفحة أو الرقم:
1044
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ. جندب بن عبدالله | المحدث:
مسلم
|
المصدر:
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 657 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
مِن أكمَلِ عَلاماتِ الإيمانِ المحافَظةُ على الفرائضِ، وقدْ جعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَن يُحافِظُ على هذِه الصَّلواتِ فضْلًا عَظيمًا. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ مَن صلَّى صَلاةَ الفَجرِ في جَماعةٍ -كما في رِوايةِ أبي نُعَيمٍ في المُستخرَجِ-، «فهو في ذِمَّةِ اللهِ»، أي: في أمانِه وضَمانتِه؛ وخَصَّ صَلاةَ الفَجرِ مِن بيْنِ سائرِ الصَّلَواتِ؛ لأنَّ فيها مَشَقَّةً، ولا يُواظِبُ عليها إلَّا خالِصُ الإيمانِ؛ فلذلك استَحقَّ الأمانَ وأنْ يكونَ في ذِمَّةِ اللهِ تعالَى وضَمانتِه وعَهْدِه.
قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" أي في العهد الذي قطعه على نفسه وهو في صلاته؛ فإنه حين استجاب للداعي الذي دعاه إليها وأداها فإنه يكون قد عاهد خالقه ومولاه على السمع والطاعة في سائر يومه، فإذا جاءت صلاة الظهر، تذكر العهد وجدده، وهكذا في كل صلاة حتى يصبح في اليوم التالي فيفعل مثل ما يفعل. وقوله: "فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ" فهي عن التفريط في عهد الله على الطاعة والامتثال، أي فلا تجعلوا الله يطلب منكم حقه فيما قصرتم فيه فتهلكوا؛ فإن لله حقوقاً لا ينبغي التفريط فيها أبداً ما دام العبد قادراً على الوفاء. قال معللاً هذا النهي: " فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ". أي إنه من يثبت الله عليه خيانة في شيء من الأمانة التي تحملها يدركه. بمعنى أنه يقهره في الدنيا بنوع من العذاب، ثم يكبه يوم القيامة على وجهه في نار جهنم. يقال: فلان أدرك فلاناً. شرح حديث من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. أي تبعه حتى نال منه وغلبه. أو بعبارة أخرى: من طلبه الله للعقوبة بسبب شيء قد قصر فيه من عهده الذي قطعه عليه وقطعه هو على نفسه، فإنه لابد أن يدرك ما أراده من عقوبته في الدنيا وهو العذاب الأصغر، الذي لا بد منه؛ لأن العاصي يشعر بالعذاب من خلال المعصية نفسها.