تاريخ النشر: الخميس 9 ذو القعدة 1424 هـ - 1-1-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 42766
87688
0
408
السؤال
اشرح قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)"ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" رواه الإمام البخاري
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اشتمل هذا الحديث على بعض الآداب التي تتعلق بالأكل والشرب، والتي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن أبي سلمة عند ما كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الآداب هي:
الأول: التسمية، بأن يقول: "بسم الله" عند ابتداء الأكل أو الشرب. الثاني: الأكل باليمين، فإن القاعدة استخدام اليمين في كل ما كان من باب التكريم، ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في شأنه كله. الثالث: الأكل مما يليه، أي من الطعام الذي بجانبه، وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 16952. حديث (10): «يا غلام إني أعلمك كلمات...» - شرح أحاديث للأطفال - ملفات متنوعة - طريق الإسلام. والله أعلم.
حديث يا غلام سم الله للاطفال
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 16/10/2016 ميلادي - 15/1/1438 هجري
الزيارات: 717841
يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك
عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك))، فما زالت تلك طُعمتي بعد؛ متفق عليه [1].
شرح حديث يا غلام سم الله
ولهذا
كان القول الراجح وجوب الأكل باليمين، ووجوب الشرب باليمين، وأن الأكل بالشمال أو
الشرب بالشمال حرام، ثم إن الأكل بالشمال والشرب بالشمال مع كونه من هدي الشيطان؛
فهو أيضًا من هدي الكفار؛ لأن الكفار يأكلون بشمائلهم ويشربون بشمائلهم. ثم
إن بعض الناس إذا كان على الأكل وأراد أن يشرب؛ فإنه يمسك الكأس باليسار ويشرب، ويقول
أخشى أن تتلوث الكأس إذا شربت باليمين، فنقول: لتتلوث، فإنها إذا تلوثت فإنما
تتلوث بطعام، ولم تتلوث ببول ولا غائط، تلوث بطعام ثم تغسل. وبإمكانك
أن تمسك الكأس من الأسفل بين إبهامك والسبابة، وتجعلها كالحلقة ولا يتلوث منه إلا
شيء يسير، ولا عذر لأحد بالشرب بالشمال من أجل هذا؛ لأن المسألة على سبيل التحريم،
والحرام لا يجوز إلا عند الضرورة والضرورة مثل أن تكون اليد شلاء، لا يمكن أن
يرفعها إلى فيه، أو مكسورة لا يمكن أن يرفعها إلى فيه، فهذه ضرورة، أو تكون مجرحة
لا يمكن أن يأكل بها أو يشرب. حديث يا غلام سم الله وكل بيمينك. المهم
إذا كان ضرورة؛ فلا بأس باليسار، وإلا فلا يحل للمسلم أن يأكل باليسار ولا أن يشرب
باليسار. الثالث: قوله) وكل مما يليك ( يعني
لا تأكل من حافة غيرك، بل كُلْ من الذي يليك؛ لأنك إذا اعتديت على حافة غيرك فهذا
سوء أدب، فكل من الذي يليك.
حديث يا غلام سم ه
تواضع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حتى ليشارك الأطفال الطعام من نفس الصحفة على ما في ذلك من إزعاج له
6. الحديث الأول: (يا غلام، سم الله) | موقع نصرة محمد رسول الله. قبول رواية من تلقى العلم صغيرا
7. أهمية التبليغ وعدم احتقار شيء من العلم، فهذا الحديث نقله الصحابي وينتفع به المليارات من المسلمين عبر تاريخهم وفي كل يوم وليلة عدة مرات
8. المهام تتكامل ولا تتضارب، فمسؤوليته صلى الله عليه وسلم عن الأمة لم تمنعه من مسؤولية تربية الأطفال
9. ينبغي العمل على تغيير العرف الاجتماعي المستنكر لزواج المطلقة والأرملة لمضادة ذلك للتوجيه الشرعي ومصلحة الأم والأيتام
حديث يا غلام سم الله وكل بيمينك
قوله ( يا غلام سم الله) قال النووي: أجمع العلماء على استحباب التسمية على الطعام في أوله ، وفي نقل الإجماع على الاستحباب نظر ، إلا إن أريد بالاستحباب أنه راجح الفعل ، وإلا فقد ذهب جماعة إلى وجوب ذلك ، وهو قضية القول بإيجاب الأكل باليمين لأن صيغة الأمر بالجميع واحدة. قوله ( وكل بيمينك ومما يليك) قال شيخنا في " شرح الترمذي ". حمله أكثر الشافعية على الندب ، وبه جزم الغزالي ثم النووي ، لكن نص الشافعي في " الرسالة " وفي موضع آخر من " الأم " على الوجوب. شرح حديث يا غلام سم الله. قلت: وكذا ذكره عنه الصيرفي في " شرح الرسالة " ونقل " البويطي في مختصره " أن الأكل من رأس الثريد والتعريس على الطريق والقران في التمر وغير ذلك مما ورد الأمر بضده حرام ، ومثل البيضاوي في منهاجه للندب بقوله صلى الله عليه وسلم " كل مما يليك " وتعقبه تاج الدين السبكي في شرحه بأن الشافعي نص في غير موضع على أن من أكل مما لا يليه عالما بالنهي كان عاصيا آثما. قال: وقد جمع والدي نظائر هذه المسألة في كتاب له سماه " كشف اللبس عن المسائل الخمس " ونصر القول بأن الأمر فيها للوجوب. قلت: ويدل على وجوب الأكل باليمين ورود الوعيد في الأكل بالشمال ففي صحيح مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأكل بشماله فقال: كل بيمينك قال: لا أستطيع.
قال النووي: في هذه الأحاديث استحباب الأكل والشرب باليمين وكراهة ذلك بالشمال ، وكذلك كل أخذ وعطاء كما وقع في بعض طرق حديث ابن عمر ، وهذا إذا لم يكن عذر من مرض أو جراحة فإن كان فلا كراهة كذا قال ، وأجاب عن الإشكال في الدعاء على الرجل الذي فعل ذلك واعتذر فلم يقبل عذره بأن عياضا ادعى أنه كان منافقا ، وتعقبه النووي بأن جماعة ذكروه في الصحابة وسموه بسرا بضم الموحدة وسكون المهملة ، واحتج عياض بما ورد في خبره أن الذي حمله على ذلك الكبر ، ورده النووي بأن الكبر والمخالفة لا يقتضي النفاق لكنه معصية إن كان الأمر أمر إيجاب. قلت: ولم ينفصل عن اختياره أن الأمر أمر ندب ، وقد صرح ابن العربي بإثم من أكل بشماله ، واحتج بأن كل فعل ينسب إلى الشيطان حرام.
ثم ذكر: حديث عائشة -رضى الله عنها- قالت: قال رسول الله ﷺ: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى،فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أولَه وآخرَه. أخرجه أبو داود هذا أمر من النبي ﷺ للوجوب ولا نعرف له صارفًا، وتعليم للإنسان إذا نسي. قوله: إذا أكل أحدكم فليذكر هذا أمر منه ﷺ إن نسي، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل ذلك، وفعلها رجل بين يدي رسول الله ﷺ فلما كاد أن ينتهي من الطعام، قال: بسم الله في أوله وآخره، فالذي يحصل أن الشيطان يخرج ما أكله، ولا يستطيع أن يأكل، لكن هنا لو أعملنا مفهوم المخالفة في قوله: فإن نسي ، طيب لو تركه عمداً فإن مفهومه أنه لا يفيده أن يقول ذلك.
التأني المذموم على الرغم من فضائل التأني وامتداحه عقلاً وشرعاً، فإن هناك نوعاً منه ليس من التأني الممدوح، إنه التأني في أمر الآخرة، وإنه في الحقيقة تثاقل ونوع غفلة ينبغي أن يجاهد المسلم نفسه للتنزه عنه. ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" التؤدة ( أي التأني والتمهل) في كل شيء إلا في عمل الآخرة " أخرجه الحاكم. بين التأني والكسل والتراخي ليس التأني الذي نقصده، هو ذاك التباطؤ الذي يحول دون تحقيق الإنجاز، أو يؤدّي إلى تأخيره بحيث تنعدم الفائدة ويفوت المقصود، فهناك فرق بين التأني المعتمد على البحث والتقصي والنظر والمشاورة، وبين ذاك الذي سببه الكسل وعدم وجود الحرص والدافعيّة لإنجاز الأعمال وتحقيق التكاليف المطلوبة. التثبت في الأمور وعدم العجلة - albasseira.overblog.com. إنَّ التأنّي أمر متوسط بين التسرّع من جهة وبين الكسل والتراخي والخمول من جهة أخرى، وهو أمر نسبي ينبغي تقديره بناء على حال الشخص، والفعل المكلّف به، والظروف الراهنة، إلى غير ذلك من الأمور والاعتبارات. إنَّ البعض قد اتّخذ من شعار التأني والتمهّل، أداة لقتل كل فكرة إبداعية، وكل مشروع طموح، وكل مبادرة جريئة، وما كل هذا إلاَّ لوجود الكسل الذي يحول دون الاطلاع والتحري والدراسة، ناهيك عن استخدامه كشمّاعة لتغطية صور القصور والإهمال والترهّل التي وصل إليها ذلك المُحبط ذو الدور السلبي الهدّام.
التثبت في الأمور وعدم العجلة - Albasseira.Overblog.Com
وأورد ما رواه مسلم في مقدمة صحيحه عن أبي هريرة_ رضي الله عنه_ عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قال: "كفى بالمرء كذبا أَنْ يُحدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ"(1). وَما فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ_ رضي الله عنه_: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى الله عليه وسلم_:" نَهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ "( 2), أَيْ: الَّذِي يُكْثِرُ مِنَ الْحَدِيثِ عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ مِنْ غَيْرِ تَثبُّت، وَلَا تَدبُّر، وَلَا تبَيُّن. وَما فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ: "بِئْسَ مَطِيَّة الرَّجُلِ زَعَمُوا "( 3). قال الخطابي: في معالم السنن:" أي: كفى المرء من حديث الكذب تحديثه بكل ما سمعه ، وذلك لأنه يسمع في العادة الصدق والكذب ، فإذا حديث بكل ما سمع فقد كذب ، لأخباره بما لم يكن". فكل هذه النصوص تأمرنا كمسلمين بالثبات والتثبت والتأني, ورد الأمر إلى أهله قبل نشره, حرصا على إذاعة ما يسر إذا كان فيه مصلحة راجحة لعموم الأمة, أو كتمه, وكتم ما يضر إذا كان فيه مفسدة راجحة للأمة أو اذاعته ونشره. إن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
حرره في السادس من شهر الله الحرام لعام 1435هـ
أبو عبد الله الأثري
عفى الله عنه
_______________ ( 1) صحيح مسلم برقم: (5) وسنن أبي داود برقم: (4992).
فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك, وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ مِنْهُمْ} أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا فيحجم عنه؟
ثم قال تعالى:{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: في توفيقكم وتأديبكم، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون: { لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم. قال الحافظ ابن كثير_ رحمه الله تعالى_, عند قوله:{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}, إِنْكَارٌ عَلَى مَنْ يُبَادِرُ إِلَى الْأُمُورِ قَبْلَ تَحَقُّقِهَا، فَيُخْبِرُ بِهَا وَيُفْشِيهَا وَيَنْشُرُهَا، وَقَدْ لَا يَكُونُ لَهَا صِحَّةٌ.