- قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ! إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على ما كان فيكَ ولا أُبالِي يا ابنَ آدمَ! حديث قدسى ،يابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا ابالى ~ مدونة فرجانى لاين. لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لكَ ( ولا أُبالِي ( يا ابنَ آدمَ! لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايا ثُمَّ لَقِيْتَني لاتُشْرِكْ بِيْ شَيْئًَا لأتيْتُكَ بِقِرَابِها مَغْفِرَةً. الراوي:
أنس بن مالك
| المحدث:
الألباني
| المصدر:
صحيح الترغيب
| الصفحة أو الرقم:
3382
| خلاصة حكم المحدث:
حسن لغيره
| التخريج:
أخرجه الترمذي (3540) واللفظ له، وأحمد (13493) مختصراً بمعناه.
حديث (42) يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني (69)
قال: ((غَفَرْتُ لَكَ)) والمغفرة: غفَر الشيء بمعنى ستَره, فهي ستْر الذنب وستر أثر الذنب في الدنيا والآخرة, والمغفرة غير العفو وغير التوبة؛ فأن الله – جل جلاله – من أسماءه العفو, ومن أسمائه الغافر والغفار والغفور, ومن أسمائه التواب, وهذه تختلف؛ ليس معناها واحدًا, بخلاف من قال: إن معنى العفو والمغفرة واحد, والعفو والغفور معناهما واحد. هذا ليس بصحيح, بل الجهة تختلف والمعنى فيه نوع اختلاف مع أن بينهما اشتراكًا. فالعفو هو: عدم المؤاخذة بالجريرة, فقد يسيء وسيئته توجب العقوبة, فإذا لم يؤاخذ صارت عدم مؤاخذته بذلك عفوًا. توبة المتزوجة التي وقعت في الفاحشة وأعطت عشيقها ذهبها واتّهم به قريب زوجها - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأما المغفرة فهي: ستر الذنوب أو ستر أثر الذنوب, وهذا جهة أخرى غير تلك؛ لأن تلك فيها المعاقبة أو ترك المعاقبة على الفعل, وهذه فيها الستر دون تعرض للعقوبة. والتواب هو: الذي يقبل التوبة عن عباده, ومعنى ذلك أنه يمحو الذنب ولا يؤاخذ بالسيئات إذا تاب العبد وأتى بالأسباب التي تمحو عنه السيئات, فهذه ثلاثة أسماء من أسماء الله الحسنى: (العفو), (الغفور), (التواب), لكل اسم دلالته غير ما يدل عليه الاسم الآخر. والمقصود من ستر الذنب أن يستر الله – جل جلاله – أثره في الدنيا والآخرة, وأثر الذنب في الدنيا العقوبة عليه, وأثر الذنب في الآخرة العقوبة عليه, فمن استغفر الله – جل جلاله – غفر الله له, يعني: من طلب ستر الله عليه في أثر ذنبه في الدنيا والآخرة ستر الله عليه أثر الذنب, أي حجب عنه العقوبة في الدنيا والآخرة.
تاريخ النشر: الخميس 27 رمضان 1443 هـ - 28-4-2022 م
التقييم:
رقم الفتوى: 457531
108
0
السؤال
أنا أمّ لثلاثة أطفال، وزوجة لزوج عظيم، يحبّني، ولا يبخل علينا بشيء، وقعت في المعصية، وتعرفت إلى شخص عن طريق الإنترنت، ومارست معه الفاحشة أكثر من مرة، وبعت له ثلاث قطع من ذهبي؛ لأنه محتاج للمال، وتوجّهت التهمة تلقائيًّا لأخي زوجي؛ لسوء سلوكه. أشعر بالخزي من نفسي، والندم الشديد، وأريد التوبة، وأنا حاليًّا أصلح من حالي، وأتقرّب من الله، ومن زوجي، وأولادي، وأشعر بالذنب دائمًا، وأن الله لن يغفر لي، وأبكي خوفًا من الله، فماذا أفعل مع زوجي، فهو لن يسامحني أبدًا؟ وماذا أفعل كي تقبل توبتي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن رزقها الله زوجًا صالحًا يحسن عشرتها؛ فقد أنعم الله عليها بنعمة عظيمة، وحقّ النعمة أن تُشكَر لا أن تُكفَر. ولا ريب في أنّ وقوعك في الفاحشة؛ من أشد أنواع كفران النعمة، ومن أفحش الذنوب، وهو خيانة للأمانة؛ فالمرأة مؤتمنة على عِرض زوجها، وماله، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: قال السدي، وغيره: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها، وماله.
توبة المتزوجة التي وقعت في الفاحشة وأعطت عشيقها ذهبها واتّهم به قريب زوجها - إسلام ويب - مركز الفتوى
انتهى. لكن مهما عظم الذنب؛ فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم، إِنَّكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني؛ غفرتُ لك على ما كانَ مِنكَ، ولا أُبالِي. يا ابنَ آدمَ، لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ، ثم استَغْفَرتَني؛ غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي. يا ابنَ آدم، إِنَّكَ لو أتيتني بِقُرابِ الأرض خَطَايا، ثم لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئا؛ لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة. أخرجه الترمذي. بل إنّ الله تعالى يحبّ التوابين، ويفرح بتوبتهم، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تمحو أثر الذنب، ففي سنن ابن ماجه عن ابن مسعود أنّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ، كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب.
([4]) أخرجه أبو داود (1514), والترمذي (3559), وأبو يعلى في مسنده (1/124), والبزار في مسنده (1/171), والقضاعي في مسند الشهاب (2/13), والبيهقي في الكبرى (10/188) من حديث أبي بكر – رضي الله عنه -. وهو حديث حسن, حسنه الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/408), والحافظ ابن حجر في الفتح (1/122). وله شاهد أخرجه الطبراني في الدعاء (507) من حديث ابن عباس – رضي الله عنه -.
حديث قدسى ،يابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا ابالى ~ مدونة فرجانى لاين
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة). ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف).
" لو بلغت ذنوبك عنان السماء... ؟ " عن أنس –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة» (رواه الترمذي). عنان السماء: قيل هو السحاب، وقيل هو ما عن لك منها، أي ظهر: وقارب الأرض: وهو ما يقارب ملأها. هذا من الأحاديث القدسية. وفيه: فضل الدعاء والرجاء, قال تعالى: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " (سورة غافر: 60). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء مخ العبادة» والرجاء يتضمن حسن الظن بالله، والله تعالى يقول: «أنا عند ظن عبدي بي». وفيه: الحث على الاستغفار, قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وأسواقكم، ومجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة. وقال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم، فالذنوب، وأما دواؤكم، فالاستغفار. وقال إبليس –لعنه الله-: أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار.
مراجعة الشخص المسلم لنفسه دائمًا في حالة توبته حتى يرى إذا كانت توبته ترضي الله أم لا. ملاحقة التوبة بالعمل الصالح فالعمل الصالح دليل على تحقق التوبة وصدقها، فقد قال الله تعالى:
( وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا) (سورة الفرقان الآية 71). هل صحيح أن التوبة لا تكون إلا بعد العمل الصالح؟ - YouTube. ما هي حاجة العبد للتوبة
بعد الحديث عن هل يعاقبنا الله بعد التوبة يمكننا الحديث عما هي حاجة العبد للتوبة، التوبة هي من أهم الأمور في الدين الإسلامي، وتعتبر التوبة واجب على كل شخص مسلم قد ارتكب أي ذنب أو معصية، ولا يفرق الله بين الكبير والصغير أو المرأة والرجل. يجب على كل من وقع في المعصية يجب أن يتوب إلى الله تعالى ويلجأ إليه حتى يتوب عما فعل من معاصي وذنوب، والعبد بطبعه خطاء ويرتكب الذنوب سواء بقصد أو دون قصد، ومن فضل الله عز وجل أنه فتح باب التوبة بسبب الحاجة الدائمة لها حتى تتطهر قلوبهم من آثار الذنوب والمعاصي. اقرأ أيضًا: الفزع من النوم والشعور بالموت
فضل التوبة
تتوافر للتوبة مجموعة من الفضائل وهي رحمة الله بعباده حيث ترك الله لعباده باب التوبة مفتوح لا يغلق، من الممكن أن تنحصر في الآتي:
لا يكتمل الإيمان بالله تعالى إلا بالرجوع إليه في كل وقت وهذا لا يتم إلا بالتوبة، كما أن التزام العبد بالتوبة هو من حسن إسلامه.
هل صحيح أن التوبة لا تكون إلا بعد العمل الصالح؟ - Youtube
وبذلك يتبقى حق المقتول يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها. اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة
حكم ارتكاب الذنب وهو ينوي أن يتوب منه
التوبة ذات باب مفتوح من تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا تاب الله عليه والتوبة النصوح هنا معناها الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم الإتيان به وألا يعود إليه طمعا في مغفرة الله ورحمته. قال تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وفي حال كانت هذه الذنوب تتعلق بحقوق الأشخاص يجب عليه رد تلك الحقوق إلى أصحابها سواء كانت تتعلق بمال أو غيره من الحقوق. كذلك يجب على المسلم أن يحذر من الشرك بالله لأنه من الممكن أن يرتكب ذنب ولا يتمكن من التوبة، لذا عليه الابتعاد عن كل ما حرم الله تعالى وألا يغويه الشيطان ويفعل الذنب وفي اعتقاد أنه سوف يتوب منه، لكنه يعاقب عليه ويصبح غير قادر على التوبة وبذلك حرمت عليه الجنة ويندم على ذلك في يوم لا ينفعه الندم. قال تعالى ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور). هل يعاقبنا الله بعد التوبة
أجمع العلماء وبالأدلة التي وردت في الكتاب والسنة أن المسلم إذا ارتكب الذنب وتاب إلى الله توبة نصوحا خالصة لوجه الله فإن الله يقبل توبته ولا يعاقب على هذا الذنب.
السؤال
الجواب
يقول سفر ملاخي 6:3 "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا". وبالمثل، تقول رسالة يعقوب 17:1 "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ". وما يقوله سفر العدد 23: 19 واضح جداً: "ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟" وبناء على هذه الآيات، الله لا يتغير. الله لا يمكن أن يتغير أو أن يتم تغييره. وهو أيضاً كلي الحكمة. لذلك لا يستطيع أن "يغير فكره"، بمعنى إدراك أنه أخطأ في شيء ثم يتراجع عنه ويحاول مرة أخرى. فكيف يمكن تفسير الآيات التي تبدو وكأنها تقول أن الله يغير فكره؟ مثال ذلك، تكوين 6: 6 "فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الارْضِ وَتَاسَّفَ فِي قَلْبِهِ". كما يقول سفر الخروج 32: 14 "فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ انَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ". تتحدث هذه الآيات عن أن الرب "ندم" أو "تأسف" بشأن أمر ما، مما يبدو متناقضاً مع عقيدة ثبات الله وعدم إمكانية تغيره.