الدرس الحادي عشر: حكم النون والميم المشدَّدتين
تأليف: سلمان المخوضر وشاكر خميس - عدد القراءات: 12993 - نشر في: 04-ابريل-2008م
الدرس الحادي عشر. : حكم النون والميم المشدَّدتين:. النون والميم هما حرفان لذيذان يترنّم الإنسان بهما، لهذا فإنّهما يعتبران مِنَ الموسيقى الداخليَّة في الأشعار وغَيْرها، ولا غروَ إذن أن يعقد لهما المجوّدون بابًا مخصوصًا، يدرسون فيه أحوالهما، وسوف نقتصر في هذا الدرس عن حكم النون والميم المشدّدتَين فقط، وفي الدرس التالي سنعرض أحكام النون الساكنة والتنوين، والدرس الذي بعده عن الميم الساكنة. وقبل الحديث عن لبّ هذا الدرس لا بأس أن نعرِّف الغنَّة أوَّلاً:
فالغنَّة:
لغةً: هي عبارة عن صَوْت يشبه صوت الغزالة إذا ضاع وليدها،...
واصطلاحًا: هي عبارة عَنْ صَوْت لذيذ مركّب في جسم الميم والنُّون، لذلك تسمّى كلّ منهما بحرف غنَّة أو حرف أغنّ. أي أنَّ الغنَّة صـفة تلازم هذَيْن الحرفَيْن، إلاَّ أنَّنا نعتبر أنَّ الغنَّة هي تلك الغنَّة الكاملة، والَّتي يكون مقدارها ألِف (حركتَيْن ( 1)). إنَّ النُّون والميم المشدَّدتين -أي النُّون أو الميم الّتي عليها علامة ( ّ)- والتي تكون أصليَّة في الكلمة حكمهما وجوب الغنَّة، فمثلاً:
#
الأمثلــــة
النّون المشدّدة
﴿ جُـ نَّـ ةً ﴾
﴿ إِ نَّـ مَا ﴾
﴿ لَنَكُونَـ نَّ﴾
الميم المشدَّدة
﴿ لأَ مَّـ ارَةٌ ﴾
﴿ أُ مَّـ ةٍ ﴾
﴿ سَ مَّـ اعُونَ ﴾
(1) الحركة: حدَّدها علماء التجويد بقبض الإصبع أو بسطه، ويعرف ذلك بالتَّوقيف، أي بالتَّعليم مِنَ الأساتذة.
النون والميم المشددتين للاطفال
01-21-2012, 05:22 PM
#1
الميم والنون المشددتين ♥~ الدرس الأول
(( أحكام الميم والنون المشددتين))
*
تعريفهما: النون والميم المشددتين هما: الحرفان اللذان يوجد عليهما علامة الشدة [ مّ – نّ]
حكمهما: يجب إظهار الغنة مع الشدة. سواء في الوقف أو الوصل. مقدار الغنة: حركتين. الحركة: زمن قبض الأصبع -أ- وبسطة ، وسط بين الإسراع والتأني. الغنة: صوت يخرج من أعلى الأنف وأقصاه من الداخل، ويسمى ( الخيشوم)
**
وحتى نعلم كيفية صوت الغنة، نقوم بالضغط على الأنف، وننطق (النون والميم المشددتين) ، سنلاحظ أن صوت الميم والنون المشددتين يختلف تماما عن النطق
بأي حرف مشدد.. وهذا الصوت هو: صوت الغنة، ولهذا سمي كل منهما – النون والميم- حرف غنة.
أحكام النون والميم المشددتين
تسمى الميم والنون المشددتين حرف غنة مشددا. ويوجد كل من الميم والنون المشددتين في الأسماء والأفعال والحروف. [2]
وإليك الأمثلة في الأحوال كلها تبعا للجدوال الآتي:
حرف الغنة
أمثلة في الأسماء
أمثلة في الأفعال
أمثلة في الحروف
ن
من الجنة والناس
يمنون, لقد من الله
إن, أنو لكن
م
محمد رسول الله
همت به, وهما بها
فأما من, ثم إليه ترجعون
وقد قال صاحب التحفة:
وغن ميما ثم نون شددا وسم كل حرف غنة بدا
الغنة
القسم الأولى: المعرفة الغنة
الغنة لغة: صوت يخرج من الخيشوم أو رنين في الخيشوم. الغنةُ هي نون خفية مخرجها الخيشوم لا غير، والخيشوم منتهى الأنف
الغنة إصطلاحا: صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم لا عمل للسان فيه قيل إنه شبيه بصوت
الغزالة إذا ضاع ولدها. أو صوت مستقر في نفس النون والميم, ذو رنين حسن. [3]
القسم الثاني: مقدار ها
ومقدار الغنة حركتان، قال ابن الجزري في التمهيد: " واحذر إذا أتيت بالغنة أن تمد عليها فذلك قبيح " اهـ. إختلف العلماء في مقدارها إلى أقوال:
1- فالمشهورون من علماء الفن: أنها قدر الحركتين. وهذا هو القول المعتمد والمعول عليه. 2- وقال بعضهم: إن الغنة قدر الحركة والنصف. وهذا القول يجوز العمل به في القراءة الحدرية, أي: السريعة.
مقدار الغنة في النون والميم المشددتين
11 likes
(دار لكِ لـ تحفيظ القرآن - منتديات لكِ النسائية - الأرشيف)...
24-12-2011, 07:53 PM
#1
الدرس الأول:
(( أحكام الميم والنون المشددتين))
*
تعريفهما: النون والميم المشددتين هما: الحرفان اللذان يوجد عليهما علامة الشدة [ مّ – نّ]
حكمهما: يجب إظهار الغنة مع الشدة. سواء في الوقف أو الوصل. مقدار الغنة: حركتين. الحركة: زمن قبض الأصبع -أ- وبسطة ، وسط بين الإسراع والتأني. الغنة: صوت يخرج من أعلى الأنف وأقصاه من الداخل، ويسمى ( الخيشوم)
**
وحتى نعلم كيفية صوت الغنة، نقوم بالضغط على الأنف، وننطق (النون والميم المشددتين) ، سنلاحظ أن صوت الميم والنون المشددتين يختلف تماما عن النطق
بأي حرف مشدد.. وهذا الصوت هو: صوت الغنة، ولهذا سمي كل منهما – النون والميم- حرف غنة.
حكم النون والميم المشددتين
وقس على هذا ما زاد على حركتين. وعلى كل فالسألة سماعية ذوقية تتحدد وتستقيم بكثرة السماع, وجودة التلقي. فائدة: تتبع الغنة ما بعدها من الحروف تفخيما وترقيقا, ولا تتبع ما قبلها من الحروف. ودليلها من التحفة قوله: وغنه مخرجها الخيشوم. [6]
تمرينات على الغنة مع حلها
قال تعالى: ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ﴿ فأما من أعطى واتقى﴾ ﴿ وتظنون باالله الظنونا﴾
الحل:
أولا: كلمة ﴿ الناس﴾ بوسطها نون مشددة وهي إسم. وحكم النون وجوب الغنة فيها, وتسمى حرف غنة مشددا. ثانيا: كلمة ﴿ فأما ﴾ بها ميم مشددة, وهي حرف, وحكمه الميم وجوب إظهار الغنة وبيانها, ويسمى حرف غنة مشددا. [7]
عطية قابل نصر. ( ١٩٩٤م). غاية المريد في علم التجويد. الطبعة الرابعة. الرياض. محمد أحمد معبد. ( ١۹۷٤م). الملخص المفيد في علم التجويد. الطبعة الثانية. بيروت: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع. مهدي محمد الحرازي. ( ٢٠٠٦م). بغية المريد من أحكام التجويد. بيروت: دار البشائر الإسلامية. غاية المريد في علم التجويد. عطية قابل نصر. ص ٨١[1]
الملخص المفيد في علم التجويد. محمد أحمد معبد. ص ٣٧[2]
بغية المريد من أحكام التجويد. الدكتور المهدي محمد الحرازي. ص ١٦٣, ١٦٤ [3]
أنظر بغية المريد من أحكام التجويد.
احكام النون والميم المشددتين
2) والميم الساكنة قبل الباء تغن مثل: "أَمْ بِهِ". 3) والنون الساكنة والتنوين يغنان إلا إذا جاء بعدهما حرف من حروف الحلق وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، فإنهما حينئذ يظهران، وكذلك إذا جاء بعدهما لام أو راء فإنهما يدغمان إدغامًا كاملاً بلا غنة. الغنة في حالة الكمال توجد فيما يأتي:
1- النون الساكنة والتنوين في حالات: الإدغام بغنة, والإقلاب, والإخفاء. 2- النون والميم المشددتين. 3- الميم الساكنة في حالتى: الإخفاء, والإدغام. [5]
القسم الرابع: مخرجها
الخيشوم هو مخرج الغنة (وم هو خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم). ولا عمل للسان في الصوت, ولهذا إن أمسكت الأنف لم يمكن خروجها. فائدة: مقدار الحركة زمن قبض الأصبع أو بسطه بحالة متوسطة, وعلى هذا فزمن الحركتين بزمن ضم الأصبع وفتحها. وذهب بعضهم: إلى أن مقدار الحركة هو نصف الألف, وقدر بعضهم: الحركتين بحوالي ثانية كما قدر بعضهم: الحركتين بقدار نطق كلمة ( بب) أو ( تت), لكن هذه الأمور غير منضبطة في ذاتها بالإضافة إلى عدم تناسبها مع مراتب القراءة المختلفة سرعة وبطؤا, لذا يرى بعض العلماء أن مقدار الحركة هو مقدار النطق بحرف هجائى على الوجه الذي يقرأ به القارئ من السرعة والبطء.
( سورة القصص يوجد بها مواضع عديدة) أو أي سورة أخرى. 2- سماع المقطع الصوتي –ثلاث مرات- الأولى استماع، والثانية والثالثة قراءة مع الشيخ مع تطبيق الحكم. 3- استخراج الكلمات التي يوجد بها ميم أو نون ( المشددة) من المقطع أعلاة.
{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}: أي دالة على وحدانية من خلقها وصدق رسوله {فَظَلَمُوا بِهَا}: أي كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها، فأبادهم اللّه عن آخرهم، وانتقم منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}: قال قتادة: إن اللّه تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون، ويذكرون ويرجعون.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - الآية 59
لقد نزل الله الآيات للناس لعلهم يفلحون، فيريد الله أن يرينا العذاب الذي يسقيه للقوم الكافرون
وجزاء من يسمع كلام الله ويتبع دينه. قال الله سبحانه وتعالى للرسول صلى الله عليه وسلم ليس هناك مانع من نزول الآيات التي طلبها قومك. وما نرسل بالآيات إلا تخويفا. ولكن كان قبلهم قوم وأمم كذبوا، ولما أتاهم ما سألوا به كذبوا برسلهم. لم يصدقوا قوم الرسول حتى مع نزول الآيات، ولو أرسلها الله لهم كذبوها
لذلك قام الله بتعذيبهم مثل الأمم التي قبلهم. قد يهمك أيضا: تفسير أفرأيت من اتخذ إلهه هواه
في هذا المقال قد فسرنا آية وَمَا نرْسِل بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا، وذكرنا سبب نزولها وحكمة الله من إرسالها للناس. وان من يعصي الله ويكذب بآيته ورسُله له عذاب مهين.
وما نرسل بالآيات إلا تخويفا
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 42-44]. القاعدة الخامسة والعشرون: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} - عمر بن عبد الله المقبل - طريق الإسلام. وكما قال ربنا عز وجل: { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76]. فإن قلتَ: ما الجواب عما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال -لما سمع بخسف-: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا! (3). فالجواب أن مراد ابن مسعود رضي الله عنه كما بينه الإمام الطحاوي: "أنا كنا نعدها بركة؛ لأنا نخاف بها فنزداد إيمانًا وعملًا، فيكون ذلك لنا بركة، وأنتم تعدونها تخويفًا ولا تعملون معها عملًا، يكون لكم به بركة، ولم يكن ما قال عبد الله س عندنا مخالفًا لما جاء به كتاب الله عز وجل من قول الله عز وجل: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} أي: تخويفًا لكم بها لكي تزدادوا عملا،وإيمانا فيعود ذلك لكم بركة" (4).
يقول الله في القرآن «وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا» هل فيروس كورونا غضب من الله؟ &Ndash; تركيا اليوم
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران أبي الحكيم ، عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال وتفعلون قالوا نعم. قال فدعا فأتاه جبريل فقال إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة فقال بل باب التوبة والرحمة " وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري حدثنا خلف بن تميم المصيصي عن عبد الجبار بن عمار الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدته أم عطاء مولاة الزبير بن العوام قالت سمعت الزبير يقول لما نزلت: ( وأنذر عشيرتك الأقربين) [ الشعراء 214] صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس يا آل عبد مناف إني نذير! فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم ، فقالوا تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح والجبال وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل وإلا فادع الله أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله أن يصير لنا هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم!
القاعدة الخامسة والعشرون: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} - عمر بن عبد الله المقبل - طريق الإسلام
لقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التفكر في قوته وعظمته حتى لا نطغى في الأرض فيكون هذا الطغيان سببٌ للفساد والظلم والانحراف عن منهجه فقال(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67).
المساء - وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا
عبد الله:
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ العِبَادِ فَرَبُّ العِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ وَإِيَّاكَ وَالظُّلْمَ مَهْمَا اسْتَطَعْتَ فَظُلْمُ العِبَادِ شَدِيدُ الوَخَمْ وَسافِرْ بِقَلْبِكَ بَيْنَ الوَرَى لِتُبْصِرَ آثَارَ مَنْ قَدْ ظَلَمْ
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة...
الخطبة الثانية
عباد الله: إن السعيد من وُعظ بغيره، وكم ننشغل بأحداث الآخرين وننسى أنفسنا! والله يمهل ولا يهمل، وقد يبتلي الله قومًا بالضَّرَّاء، ويبتلي غيرهم بالسَّرَّاء، والمسكين من خدعه الأَمَل، وغرَّه طول الأَجَل، وفي القرآن تذكير مستمر لنا بمن أصبحوا في ديارهم جاثمين، وبمن أصبحوا لا يرى إلا مساكنهم، وتذكير كذلك بالقرية الآمنة المطمئنة التي يأتيها رزقُها رغدًا من كلِّ مكان، فكفَرَتْ بأنْعُم الله، فأذاقها الله لباس الجُوع والخوف بما كانوا يصنعون، فهل نتعظ - عباد الله - بمَن مضى ومن لحق؟!
هذا الاضطراب في النظام البيئي بسبب أفعال الإنسان هو الفساد في لغة القرآن: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". هذه الآية تنطوي على ثلاث فوائد، الأولى هي المسؤولية الإنسانية في هذا الكوكب، إذ إن الكوارث البيئية هي النتيجة الطبيعية لإفساد الإنسان وثمة علاقة عضوية بين النتيجة والسبب، والفائدة الثانية هي عموم القانون، فالله تعالى ليس منحازاً قومياً إلى المسلمين أو اليهود أو الهندوس، بل إن هذه القوانين تتناول الناس كافةً ومن يعمل سوءً يجز به، وبذلك لا تصح انتقائية التفسير الديني ليوافق أهواءنا المذهبية والطائفية والقومية، إنما يجب فهمها في سياق إنساني موضوعي. فالإسراف والظلم والإفساد والكسل في العلم يعاقَب صاحبها أياً كانت شريعته: "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب". أما الفائدة الثالثة فهي أن المصائب التي تصيب البشر ليست انتقاميةً في اتجاه واحد، بل إن لها غايةً تأديبيةً تتمثل في دفع الناس إلى الرجوع إلى الطريق الصحيح، لذلك لا تعارض بين وقوع المصيبة وبين انكشافها بعد حين، فإنما هي تذكرة ونذر إلهية لقوم يعقلون. وكما أن للحياة الطبيعية ميزاناً يعاقَب من يخرج عنه، فإن للعلاقات الإنسانية ذات الميزان أيضاً، وفي مثال كورونا يظهر أن بنية الخوف وانعدام الشفافية التي بني عليها النظام السياسي الصيني ساهمت بأثر سلبي في تفشي المرض وفقدان فرصة تطويقه في مهده، وفي هذا المعنى تقول الباحثة إليزابيث إيكونوم:
"إن الصين فقدت وقتاً ثميناً في معالجة الأزمة بسبب نظامها السياسي وتصميمها على إسكات الأصوات المستقلة"، وإنه "تحت حكم شي جين بينغ، أصبح المسؤولون المحليون أكثر خوفاً من الإقرار بأنّ الأمور لا تسير على ما يرام.