الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم: والمسلم يستحي من النبي صلى الله عليه وسلم، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة، ويتمسك بها. الحياء من الناس: المسلم يستحي من الناس، فلا يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه، ولا ينكر معروفًا صنعوه معه، ولا يخاطبهم بسوء، ولا يكشف عورته أمامهم، فقد قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نَذَرُ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (احفظ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو ما ملكت يمينكَ). الحياء من ه. فقال: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ ألا يَرَيَنَّها أحد فلا يرينَّها)، قال: يا رسول الله، إذا كان أحدنا خاليا (ليس معه أحد)؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن يُسْتَحيا منه من الناس) [أبو داود]. ومن حياء المسلم أن يغض بصره عن الحرام، وعن كل منظر مؤذٍ، مما يقتضي غض البصر، ومن الحياء أن تلتزم الفتاة المسلمة في ملابسها بالحجاب، فلا تظهر من جسدها ما حرَّم الله، وهي تجعل الحياء عنوانًا لها وسلوكًا يدلُّ على طهرها وعفتها، ودائمًا تقول: زِينَتِي دَوْمــًا حـيـــائـي واحْـتِشَـامِـي رَأسُ مـَـالِي وحياء المؤمن يجعله لا يعرف الكلام الفاحش، ولا التصرفات البذيئة، ولا الغلظة ولا الجفاء، إذ إن هذه من صفات أهل النار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار) [الترمذي والحاكم].
نماذج من حياء النبي صلى الله عليه وسلم: - منتديات كرم نت
ثم قال: « ولتذكر الموت والبِلى » أي: تذكر ما سيصير إليه حالك ولا تغتر بهذه الدنيا، فالإنسان في الدنيا يأكل ويقوى ويكبر، ثم يذهب ذلك كله ويبلى، ويلبس الثياب ليجمل منظره أمام الناس ثم تبلى هذه الثياب وتزول، « ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا » فإنهما لا يجتمعان على وجه الكمال حتى للأقوياء، وقيل: لأنهما ضرتان، فمتى أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى، « فمن فعل ذلك » أي: جميع ما ذُكر، « فقد استحيا من الله حق الحياء ». وقفات مع التوجيه النبوي - حين يستقر في نفس العبد أن الله تعالى يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين، فإنه يستحيي منه عز وجل أن يراه مقصرًا في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية، أو داعيا إلى شرٍّ وفتنة، قال الله تعالى: { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14]، وقال تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16].
اهـ. وأما ما يتعلق بعلم الله: فإن الله عز وجل يعلم كل شيء، يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، قال تعالى: إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا {طه:98}. وقال سبحانه: إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {الأحزاب:54}. وانظر مزيد بيان لوصف علم الله في الفتوى رقم: 14739. والله أعلم.
[٤]
صدقة جارية
الصدقة الجارية هي الصدقة التي يجري نفعها ويدوم، وبهذا يصل أجرها إلى العبد وينفعه بعد موته، وقد فسّر بعض العلماء الصدقة الجارية بالوقف، ولكن يمكن إطلاق الصدقة الجارية على كلّ ما يستمر وتدوم فائدته، [٤] وهذا بابٌ كبيرٌ؛ ومنه بناء المساجد والمشاركة فيها، فأجر ذلك يدوم ما دام المسجد باقياً والناس يصلّون فيه ويعمرونه بذكر الله وقراءة القرآن الكريم. [٦] ومن أمثلة الصدقة الجارية أيضاً سبيل الماء الذي يشرب منه الناس، أو شقّ الجداول والقنوات التي تنفع العباد، وغرس الأشجار وتركها للناس يستظلون بها ويأكلون من ثمارها، وغير ذلك من الأشياء التي يمكن ألّا تكلّف كثيراً من العناء ولكنّها ستكون سبباً في الكثير من الحسنات للعبد في حياته وبعد مماته. [٢]
علم ينتفع به
إنّ العلم الذي يُفيد العبد بعد موته هو العلم النافع ، أمّا العلم الذي لا يجني منه الناس نفعاً فلن يكون له أجر، ولهذا فقد قيّد بعض أهل العلماء العلم النافع في هذا السياق بالعلم بالكتاب والسنّة وكلّ ما يتصل بهما من العلوم، والعلم يشمل التعليم والتأليف والنّسخ وكل ما هو متصّل بإيصال المعلومة الصحيحة للآخرين، [٣] ويمكن إطلاق العلم الذي يُنتفع به على كلّ علمٍ يُفيد الناس في دينهم ودنياهم، وتكون النيّة فيه هي نفع العباد وتحصيل الأجر والثواب من خالقهم الكريم.
معنى قوله ﷺ في العمل للميت: ( أو ولد صالح يدعو له)
حاجة الوالد إلى دعاء خالصٍ من قلبٍ خاشعٍ يدعو له بالمغفرة والعفو بعد موته وانقطاعه عن الدنيا أشدّ وآكد من حاجته إلى ذلك في حال حياته، لأنّه في ذلك العالم ينقطع عن العمل ويدخل عالم الجزاء، لذا لا تبقى له سوى نافذة ما تركه من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو دعاء أهله ومحبيه، فهو ينتظر منهم المدد والدعاء الخالص والهدية التي يبعث إليه بثوابها من العبادات أو الصدقات أو أبواب البرّ، فإنها تنفعه في ذلك العالم وتخفِّف عنه. وأخيراً.. معنى قوله ﷺ في العمل للميت: ( أو ولد صالح يدعو له). يجب الإلفات إلى أن التربية الصالحة لا تتمّ إلا إذا عملنا على توفير شروطها ومستلزماتها. فالإسلام يحثّ على أن يلحظ القادم على الزواج في اختيار الشريك الشروط المساعدة على صلاح الولد؛ لأن الأسرة الحاضنة للطفل تكسبه الكثير من الأخلاق والصفات التي تنطبع بها شخصيته، ويحث أيضاً على اختيار البيئة الاجتماعية المناسبة التي تساعد على التربية السليمة، فهذا إبراهيم عليه السلام يهاجر بأهل بيته ويسكنهم في أرض مقطوعة معللاً ذلك: ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ (إبراهيم: 37).
11_ وفيه أن الإنسان يحافظ على أبنائه من المفسدات والمعاصي فهي وبال وسبب لانقطاع الخير عنه فلو كان الابن فاسدا فلن ينفع نفسه ولا غيره ولا أصله؛ لأنه منصرف عن الدعاء بالكلية، بل قد يحصل منه دعاء عليه، كما جاء في الحديث: (إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ) رواه البخاري. 12_ وما ذكر من الولد أي الذكر والأنثى وذكرنا هذا لأن قد يظن البعض أن المقصود هنا الذكور فقط. واقرأ: تنكح المرأة لأربع حديث
حديث: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث - موضوع
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، وهو من الأحاديث الشريفة الصحيحة التي رواها مسلم، ومعنى الحديث الشريف أن هناك الأعمال التي يوفق فيها العبد بحياته ويجري ثوابها عليه بعد الممات هو راقد في قبره، وهو الأمر الذي نتناوله في المقال التالي. ما معنى انقطاع العمل
ينقطع عمل الإنسان أي ينقطع عمله الذي يجري عليه بعد الموت، ويعد هذا الحديث النبوي الشريف من باب الأوقاف لأنه لا يبقى من بني أدم سوى الوقف الذي يتركه بعد الممات، ويستمر دون البيع أو الهبة، ولكن ثمرة الوقف تنفق على أوجه الخير المختلفة، ولهذا سمي موقوف لا يتم التصرف فيه وهو من سنة المسلمين التي شرعها المولى لمنفعة الأجيال القادمة، ويوجد العديد من الأوقاف التي تركها أهل الخير سواء كانت مدارس أو مستشفيات أو كتب يدرس فيها أو مال يصرف منه على اليتامى، وهكذا. ما معنى الصدقة الجارية
الصدقة الجارية التي تتبقى بعد الموت هي تلك الملكية الخاصة التي يتركها المتوفى ويصرف من ريعها على الفقراء والمساكين أو في الجهاد أو التعمير في المساجد أو المساواة بين الأقارب، والجارية تعنى أن أصل الملكية الخاصة موجود والثمار تمشي في طريق الخير، والثمرة تكون ثمار أو حبوب أو دراهم.
مقدمة
إن من نعم الله على العبد أن فتح له بابا، بل أبوابا تصله منها الحسنات والأجور بعد موته، هي ثلاثة أبواب من الخير، جمعت في حديث شريف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (1). فأعمال المؤمن تنقطع بمجرد موته، فينقطع عنه تجدد الثواب وكسب المزيد من الحسنات، باستثناء أعمال ثلاثة، فإن ثوابها يدوم ويستمر، ولا ينقطع بالموت لدوام نفعها، فالصدقة الجارية سميت كذلك، لأن نفعها يجري ويبقى ويدوم، والعلم النافع المتجدد الأجر، وهو الدلالة على الخير، بأن ينتفع الناس أو طلبة العلم على يديه، أو كأن يخلف مؤلفات، أو أن يبني معهدا للعلم… فالدنيا مزرعة الآخرة، من زرع فيها عملا صالحا جنى الأجر والثواب ورضوان الله تعالى، والعبد بعد الموت لن يستطيع أن يزرع شيئا أو يجني ثمارا إلا من هذه الثلاثة المذكورة في الحديث آنفا. سنقف اليوم ها هنا مع العمل الثالث، وهو الولد الصالح، لنرى كيف ينتفع الوالدين به في الحياة الدنيا صلاحا وبرا، وكيف يكون لهما ذاك العمل الذي لا ينقطع أجره وثوابه مدى الدهر.
المراد ب ولد صالح يدعو له اي الولد من صلبه فقط - الداعم الناجح
ولدٌ صالح يدعو له
الشيخ مصطفى قصير
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله: "مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ الْوَلَدُ الصَّالِحُ" (1). يحب الإنسان بدافع غريزي وفطري أن يُرزق بالأولاد، وأن يكون له ذرّية. فقد يجد في أولاده نوعاً من الامتداد له، فهم يرثون اسمه وماله، وأحياناً يرى فيهم عوناً له على حياته يوم عجزه، أو غير ذلك.. ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾ (الكهف: 46). لكن الأهم أن يعرف الإنسان كيف يربي أبناءه، وكيف ينشئهم نشأةً صالحةً، ليكون في وجودهم خير الدنيا والآخرة، وليكونوا من أهل الصلاح في مجتمعاتهم وعشائرهم. إنّ الأنبياء والأوصياء عليهم السلام لم يطلبوا من ربهم أن يرزقهم ذريّةً إرضاءً للنزعة الغريزيّة البشريّة، وإنما سألوا الله تعالى ذرّيةً طيبةً وأولاداً صالحين. فقد حكى الله سبحانه وتعالى عن نبيه زكريا عليه السلام في القرآن الكريم قائلاً: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ﴾ (آل عمران: 38). وقال في موضع آخر: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ﴾ (مريم: 6).
نحن نشاهد في عصرنا الحاضر حالات واسعة من الهجرة والتغرُّب في سبيل طلب الرزق والبحث عن حياة أكثر رفاهيّة وأمناً، ولكن قلّما نرى هجرةً بدافع البحث عن البيئة التربويّة الأنسب والآمن لضمان صلاح الأولاد وسلامة دينهم وآخرتهم، مع أن هذا هو الواجب وهو الذي ينبغي أن يُضحى من أجله بالمال والراحة والغالي والنفيس وليس العكس. (1) الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 3. (2) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 24، ص 133. (3) م. ن، ج 75، ص 67. عن أمير المؤمنين عليه السلام. (4) عوالي اللآلي، ابن أبي جمهور الأحسائي، ج 1، ص 267. (5) نهج البلاغة، الشريف الرضي، ج 3، ص 38. (6) وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج 16، ص 175، ح 9. (7) بحار الأنوار، م. س، ج 2، ص 22. (8) الكافي، م. س، ج 7، ص 56. (9) م. ن، ج 6، ص 3. (10) وسائل الشيعة، م. س، ج 21، ص 357، ح 13. (11) الخصال، الشيخ الصدوق، ص 156. (12) وسائل الشيعة، م. س، ج 7، ص 116، ح 1. أضيف في:
2019-03-13
|
عدد المشاهدات:
8477