من لم يتغن بالقرآن فليس منا؟ الاجابة هي حديث صحيح
من لم يتغن بالقرآن فليس منا اسلام ويب
فضائل القرآن الكريم
عن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن لَم يَتَغنَّ بِالقُرآنِ فَليسَ مِنَّا». شرح الحديث:
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث على التغني بالقرآن، وهذه الكلمة لها معنيان؛ الأول: من لم يتغن به، أي: من لم يحسن صوته بالقرآن فليس من أهل هدينا وطريقتنا, والمعنى الثاني: من لم يستغن به عن غيره بحيث يطلب الهدى من سواه فليس منا، ولا شك أن من طلب الهدى من غير القرآن أضله الله والعياذ بالله، فيدل الحديث على أنه ينبغي للإنسان أن يحسن صوته بالقرآن، وأن يستغنى به عن غيره. معاني الكلمات:
فليس منا
ليس من أهل هدينا وطريقتنا. يتغن
يُحَسِّنُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ. فوائد من
الحديث:
الحث على تحسين الصوت بالقرآن، دون تمطيط أو تلحين يخرجه إلى حد الغناء المذموم, وأن يستغنى به عن غيره. من لم يتغن بالقرآن فليس من أهل سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهديه. المراجع:
1- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي. -الطبعة الأولى 1418ه. 2- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
من لم يتغن بالقرآن فليس من أجل
السؤال:
نرجو إيضاح، وبيان معنى قوله ﷺ: ليس منا من لم يتغن بالقرآن وما المقصود بذلك؟
الجواب:
بين العلماء ذلك، ومعناه يحسن صوته بالقرآن، ويجهر به، أما كونه يقرأ قراءة ليس فيها تحزن، ولا تخشع، ما يكون لها أثر في القلوب، فينبغي للقارئ أن يحسن صوته، ويتلذذ بالقراءة، ويجهر بها إذا كان حوله من يستمع، أو كان يتلذ بذلك حتى يستفيد، ويفيد، ولهذا قال النبي ﷺ: زينوا أصواتكم بالقرآن هكذا جاء الحديث. فتحسين الصوت بالقراءة، وتجويد القراءة، والتلذذ بالقراءة، والتخشع فيها، والتحزن مما يؤثر على القارئ، ويؤثر على غيره في سماع كتاب الله، قد مر النبي ﷺ ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ، وكان الأشعريون ذوو صوت حسن بالقرآن فلما مر النبي ﷺ على أبي موسى وهو يقرأ؛ سمع له، فقال عند ذلك: لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود فلما أصبح، وجاء أبو موسى أخبره النبي بذلك، قال: يا رسول الله لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرًا. والمقصود: أن تحسين الصوت بالقرآن ذا أثر عظيم، فينبغي للقارئ أن يلاحظ هذا، ولهذا جاء في الحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن، يجهر به قال العلماء: معناه يحسن صوته به، ويزين صوته، ويتلذذ، ويتخشع جاهرًا به إذا كان عنده من يسمع، ويستمع له، أو كان يتلذذ بذلك، ويتأثر بذلك.
من لم يتغن بالقرآن فليس منازل
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره " يجهر به "..
قال ابن حبان -رحمه الله تعالى- في الإحسان ( 1 / 328) معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا): " أي ليس مثلنا في استعمال هذا الفعل؛ لأنا لا نفعله، فمن فعل ذلك فليس مثلنا". وقال العيني -: " أي ليس من أهل سنتنا، وليس المراد أنه ليس من أهل ديننا " عمدة القارئ (25/ 182). وقال التوربشتي-رحمه الله تعالى-: " المعنى ليس من أهل سنتنا أو ممن تبعنا في أمرنا، وهو وعيدٌ، ولا خلاف بين الأمة أن قارئ القرآن مثابٌ في غير تحسين صوته فكيف يجعل مستحقاً للوعيد وهو مأجور؟ "
وحمله الطيبي-رحمه الله تعالى – على معنى آخر فقال:" ويمكن حمله على التغني أي ليس منا معشر الأنبياء من لم يحسن صوته بالقرآن ويستمع الله منه، بل يكون من جملة من هو نازلٌ عن مرتبتهم، فيثاب على قراءته كسائر المسلمين، لا على تحسين صوته كالأنبياء ومن تبعهم فيه". وأما المراد من التغني بالقرآن، فهناك ستة أقوالٍ:
أحدها: تحسين الصوت. الثاني: الاستغناء. ويؤيده أن البخاري-رحمه الله تعالى-: عقد في صحيحه باباً قال فيه:باب من لم يتغَنَّ بالقرآن وقوله تعالى:﴿ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾
وذكر الحافظ في فتح الباري أن البخاري أشار بهذه الآية إلى ترجيح تفسير ابن عُيَيْنَة: يَتَغَنَّى يَسْتَغْنِي ،
وذكر الطبري عن الشافعي أنه سئل عن تأويل بن عيينة التغني بالاستغناء فلم يرتضه، وقال: لو أراد الاستغناء لقال لم يستغن، وإنما أراد تحسين الصوت.
من لم يتغن بالقرآن فليس
أي كثير الاستغناء. وقال المغيرة بن حبناء:
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا. قال: فعلى هذا يكون المعنى: من لم يستغن بالقرآن عن الإكثار من الدنيا فليس منا ـ أي على طريقتنا ـ واحتج أبو عبيد ـ أيضا ـ بقول ابن مسعود: من قرأ سورة آل عمران فهو غني ـ ونحو ذلك. انتهى بتصرف.
انظر فتح الباري(9/ 70-72). وقال الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى – " وفي الجملة ما فسَّر به ابن عيينة ليس بمدفوعٍ, وإن كانت ظواهر الأخبار ترجح أن المراد تحسين الصوت ويؤيده قوله:" يجهر به ". فإنها إن كانت مرفوعةً قامت الحجَّة, وإن كانت غير مرفوعةٍ فالراوي أعرف بمعنى الخبر من غيره ولا سيما إذا كان فقيهًا وقد جزم الحليمي بأنها من قول أَبي هريرة رضي الله عنه"
إلى أن قال: والحاصل أنه يمكن الجمع بين أكثر التأويلات المذكورة ، وهو أنه يحسن به صوته جاهراً به مترنماً على طريق التحزن، مستغنياً به عن غيره من الأخبار، طالباً به غنى النفس، راجياً به غنى اليد ، وقد نظمت ذلك في بيتين:
تغـن بالقرآن حسـن بـه******الصوت حزينا جاهرا رنم
واستغن عن كتب الألي طالبا******غنى يـد والنفس ثم الزم " انتهى فتح الباري
والله أعلم والحمد لله رب العالمين. Hits: 486
وقيل: التَّغَنِّي: الاستِغناءُ، وقيل: التَّحزُّنُ، وقيل: الانشِغالُ بِه، ويُمكنُ أن يُجمعَ بين تلك الأقوالِ؛ بأن يُحَسِّنَ صَوتَه به جاهرًا به، مُترنِّمًا على طَريقِ التَّحزُّنِ والتَّخشُّعِ، مُستغنيًا به عَن غَيرِه منَ الأخبارِ، طالبًا به غِنَى النَّفسِ راجيًا به غِنى اليدِ.
شرح مسلم " ( 15 / 3). وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير ، أي: أنه خالق الدهر ، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى: " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً ، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله ، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر ، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء. انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين ( 1 / 163). ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر - الإسلام سؤال وجواب. قال الحافظ ابن كثير - عند قول الله تعالى: { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} [ الجاثية / 24] -: قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا: " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الجاثية - الآية 24
ثانياً:
ما جاء في هذا النشيد لا يعتبر سباً للدهر ؛ لأنه من باب الإخبار ، فهو إخبار بعزمه
على الثبات على أخلاقه ومبادئه ، حتى وإن تغير حال غيره ، مع مرور الأيام والأزمان. وهذا المعنى صحيح ، لا إشكال فيه. لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر الشعراوي. وذكر ما يحدث في الدهر ، وما تنزل فيه من مصائب ، وكوارث ، وتقلب أحوال الناس فيه
بين الخير والشر لا يعد سباً للدهر ، كما سبق. وفي صحيح البخاري (7068) عن الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ: (
اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ
مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). ولا يزال هذا الأمر – أعني فساد أحوال الزمان – يتتابع شيئا فشيئا ، وينقص العلم ،
ويظهر الشح ويتغير الناس حتى لا يبقى في آخر الزمان إلا شرار الخلق ، يتهارجون
تهارج الحُمُر ، وعليهم تقوم الساعة. عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى
الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قَالُوا وَمَا الْهَرْجُ قَالَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ
" رواه البخاري (6073) ، ومسلم (157).
وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى. ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات. اهـ
والله أعلم.
لسان العرب - ابن منظور - مکتبة مدرسة الفقاهة
السؤال: ما صحة الحديث: " لا تسبّوا الدّهر فأنا
الدّهر أقلب... إلخ " وهل هو حديث؟ وما معناه؟
الإجابة: أخرج البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى:
يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار "،
وفي رواية: " لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو
الدّهر ". لسان العرب - ابن منظور - مکتبة مدرسة الفقاهة. قال البغوي رحمه الله تعالى في بيان معناه: "إن العرب
كان من شأنها ذمّ الدّهر وسبّه عند النوازل؛ لأنهم كانوا ينسبون إليه
ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون: أصابتهم قوارع الدّهر،
وأبادهم الدّهر، فإذا أضافوا إلى الدّهر ما نالهم من الشّدائد سبّوا
فاعلها، فكان مرجع سبّها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل في الحقيقة
للأمور التي يصفونها، فنهوا عن سبّ الدّهر" (انتهى باختصار). وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الخامس عشر
( العقيدة). 136
20
741, 242
اللهُ عز وجل ربُّ السَّمواتِ والأرضِ، وهو خالِقُ المكانِ والزَّمان، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، ويَجِبُ أن يكون له مِن التَّقدِيسِ والتنزيه والتعظيم في نُفُوسِ الخَلْقِ ما يُعبِّر عن عظيمِ الشكر له سبحانه. والمؤمن يُؤمن بأقْدارِ الله تعالى، ولا تصرِفه المتاعب والابتلاءات عنِ التَّأدُّب مع الله عزَّ وجلَّ، لأنَّه سبحانه خالق ورب كلِّ شيء، ومِنْ أسمائه سبحانه "الحكيم"، وما يجري به قضاؤه وقدَره في طيَّاته الحكمة، علِمَها مَنْ عَلِمَها وجهِلها مَنْ جهلها. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الجاثية - الآية 24. والدَّهْر: هو الْأَمَدُ الْمَمْدُود، وقِيل: الدَّهْر أَلْف سنة، وقال الْأَزْهَرِيُّ: "الدَّهْرُ عِنْد العرب يقَع على بَعْض الدَّهْرِ الْأَطْول، ويقع على مُدَّةِ الدُّنْيا كلها". وبعض الناس عِندَ الابتلاءات والمَصائِب النَّازِلة به، مِن مَوت عَزيزٍ، أو مرض، أو تَلَفِ مالٍ، أو غير ذَلِك، يسب الدهر والزمان ويقول: "يا خَيْبةَ الدَّهر"، أو "بُؤسًا لِلدَّهر والزمان"، أو غير ذلك من ألفاظ السب، وهذا كله لا يجوز ل مسلم أن يقوله، وذلك لأن الله تعالى هو فاعل ما يُضاف إلى الدهر، مِنَ الخير والشر، والعافية والبلاء، فالذي يسب الدهر ظنًّا منه أنه المتصرف الفعّال للحوادث، فإنما يقع سبّه على الله تعالى، لأن الله تعالى هو الفعّال لِما يريد، لا الدهر.
ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر - الإسلام سؤال وجواب
وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) القول في تأويل قوله تعالى: وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ (24) يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون الذين تقدّم خبره عنهم: ما حياة إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها لا حياة سواها تكذيبا منهم بالبعث بعد الممات. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا): أي لعمري هذا قول مشركي العرب.
السؤال:
الحديث القدسي الذي يقول فيه النبيُّ ﷺ: لا تسبُّوا الدهر، فإنَّ الله هو الدهر ، أو كما ورد، ما المقصود بالدهر؟ هل هو مرور الزمن؟ وإذا كان كذلك فهل يجوز أن نقول: إنَّ صلاتي ونُسكي لدهري، باعتبار أنَّ الدهر هو الله؛ استنادًا إلى هذا الحديث؟
الجواب:
الدهر هو الزمان، ومعنى لا تسبُّوا الدهر ؛ لأنَّ الدهر ليس عنده تصرُّفٌ، المتصرف في الدهر هو الله وحده، ولهذا قال ﷺ: لا تسبُّوا الدهر، فإنَّ الله هو الدهر، يُقلِّب ليلَه ونهارَه يعني: هو المتصرف فيه سبحانه وتعالى. والدهر هو الزمان، كانوا في الجاهلية يقولون: ما يُهلكنا إلا الدهر، فأنكر الله عليهم ذلك، فالدهر هو الزمان، لا يُسبُّ؛ لأن سبَّه سبٌّ لما لا يستحق السبَّ، ليس في يده تصرُّفٌ، المتصرف هو الله وحده، هو الذي يُقلِّب الليلَ والنَّهار، وينزل ما ينزل، ويقدر ما يقدر . ولهذا في الحديث الصحيح يقول الله جلَّ وعلا: يُؤذيني ابن آدم؛ يسبُّ الدهر، وأنا الدهر، أُقلِّب الليل والنَّهار ، فمعنى أنه الدهر: يُقلِّب ليله ونهاره، ويُصرِّف شؤون هذا الدهر بين العباد، فلا يُسبُّ الدهر؛ لأنَّ سبَّ الدهر معناه سبّ للذي يُصرِّف شؤونه . فلا يجوز للمسلم أن يسبَّ الدهر، ولكن يُجاهد نفسه في طاعة الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، فما أصابه من الأذى هو بأسباب أعماله السيئة، لا بأسباب الدهر، الدهر ما له تصرُّفٌ، لكن وصفه بالشدة لا يضرُّ، يقول: هذا زمان شديد، أو هذا زمان حارٌّ أو بارد، ما يضرُّ هذا، لكن السبَّ: كونه يلعنه، أو يقول: لعن الله هذه الساعة، أو هذا اليوم، أو هذا الزمان، أو لا بارك الله في هذه الساعة، أو قاتل الله هذه الساعة، أو ما أشبه من السبِّ؛ هذا هو المنهي عنه، أما كونه يقول: هذا الزمان شديد، أو حارٌّ، أو باردٌ، أو وصفه بالشدة؛ فلا يضرُّ ذلك.