كذلك ليس هذا الدين أجزاء وتفاريق موزعة منفصلة ،يؤدي منها الإنسان ما يشاء ، ويدع منها ما يشاء.. إنما هو منهج متكامل ، تتعاون عباداته وشعائره ، وتكاليفه الفردية والاجتماعية ، حيث تنتهي كلها إلى غاية تعود كلها على البشر.. غاية تتطهر معها القلوب ، وتصلح الحياة ، ويتعاون الناس ويتكافلون في الخير والصلاح والنماء. وتتمثل فيها رحمة الله السابغة بالعباد. ولقد يقول الإنسان بلسانه: إنه مسلم وإنه مصدق بهذا الدين وقضاياه. د. إلهام سيف الدولة حمدان تكتب: يوم الطفل المصري - بوابة الأهرام. وقد يصلي ، ويؤدي شعائر أخرى غير الصلاة ولكن حقيقة الإيمان وحقيقة التصديق بالدين تظل بعيدة عنه ويظل بعيداً عنها ، لأن لهذه الحقيقة علامات تدل على وجودها وتحققها. وما لم توجد هذه العلامات فلا إيمان ولا تصديق مهما قال اللسان ، ومهما تعبد الإنسان! إن حقيقة الإيمان حين تستقر في القلب تتحرك من فورها ( كما قلنا في سورة العصر) لكي تحقق ذاتها في عمل صالح. فإذا لم تتخذ هذه الحركة فهذا دليل على عدم وجودها أصلاً. وهذا ما تقرره هذه السورة نصاً..
" أرأيت الذي يكذب بالدين ؟ فذلك الذي يدع اليتيم ، ولا يحض على طعام المسكين "..
إنها تبدأ بهذا الاستفهام الذي يوجه كل من تتأتى منه الرؤية ليرى: " أرأيت الذي يكذب بالدين ، والذي يقرر القرآن أنه يكذب بالدين.. وإذا الجواب: " فذلك الذي يدع اليتيم.
بيت القيم - سورة الماعون
سورة الماعون: من الوحي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سورة الماعون مكتوبة بسم الله الرحمن
الرحيم
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ
صدق الله العظيم سورة الماعون فيديو تفسيرسورة الماعون فيديو تفسير السعدي
" أرأيت الذي يكذب بالدين "
أرأيت حال ذلك الذي يكذب بالبعث والجزاء؟
" فذلك الذي يدع اليتيم "
فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه; لقساوة قلبه.
" ولا يحض على طعام المسكين "
ولا يخص غيره على إطعام المسكين, فكيف له أن يطعمه بنفسه؟
" فويل للمصلين "
فعذاب شديد للمصلين
" الذين هم عن صلاتهم ساهون "
الذين هم عن صلاتهم لاهون, لا يقيمونها على وجهها, ولا يؤدونها في وقتها.
" الذين هم يراءون "
الذين هم يتظاهرون بأعمالهم مراءاة للناس.
" ويمنعون الماعون "
ويمنعون
إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها, فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا هم
أحسنوا إلى خلقه
د. إلهام سيف الدولة حمدان تكتب: يوم الطفل المصري - بوابة الأهرام
إنه العالم الذي نأمل أن يكون غده أفضل من أمسنا الذي عشناه ويومنا الذى نحياه تحت مظلة القيادة الوطنية المستنيرة الواعية بمتطلبات الغد الناهض بمصرنا المحروسة فالوعي بضرورة العناية بالطفل المصري هو مربط الفرس في ضبط كفة المجتمع نحو الاستفادة القصوى من كل لبنة تنطوي عليه فلا نهمل أي ركن منه ونسعى دومًا إلى التربيت النفسي والدعم المعنوي استكمالا للتنشئة الصحيحة وبنية الشخصية المصرية مكتملة الأركان لتصبح رأس وعامود خيمة المستقبل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر
إعراب سورة الماعون - محمود قحطان
بل هي إذن معصية تنتظر سوء الجزاء! وننظر من وراء هذه وتلك إلى حقيقة ما يريده الله من العباد ، حين يبعث إليهم برسالاته ليؤمنوا به وليعبدوه.. إنه لا يريد منهم شيئاً لذاته سبحانه ـ فهو الغني ـ إنما يريد صلاحهم هم أنفسهم. يريد الخير لهم. يريد طهارة قلوبهم ويريد سعادة حياتهم. يريد لهم حياة رفيعة قائمة على الشعور النظيف ، والتكافل الجميل ، والأريحية الكريمة والحب والإخاء ونظافة القلب والسلوك. فأين تذهب البشرية بعيداً عن هذا الخير ؟وهذه الرحمة ؟ وهذا المرتقى الجميل الرفيع الكريم ؟ أين تذهب لتخبط في متاهات الجاهلية المظلمة النكدة وأمامها هذا النور في مفرق الطريق ؟???? سورة الماعون بالتفسير - القران الكريم. ثالثاً: مراجع للتعلم الذاتي والاستيفاء. 1) تفسير ابن كثير. 2) تفسير فتح القدير للإمام الشوكاني. 3)روح المعاني للآلوسي. رابعاً: التفعيل العملي لحقائق السورة وقيمها بالنشاط المصاحب::
1) يتقن تلاوة السورة مجودة وحفظها وفقه معانيها. 2) يرحم اليتيم ويمسح على رأسه. 3) يطعم المسكين ويحض على ذلك. 4) يخشع في صلاته مستحضراً عظمة الله ومستشعراً معاني وما يتحرك به لسانه. 5) يصحح النية معاجلاً ودافعاً للرياء والعجب. 6) يمد يد العون لكل من يراه في حاجة إليها.
سورة الماعون بالتفسير - القران الكريم
وفي تقديري أن "اليُتـم" حالة، شعور، إحساس داخلي؛ مثل إحساس "الأمومة" الذي تتقمصه الطفلة الصغيرة عند اللعب بدُميتها البلاستيكية أو المصنوعة من القماش؛ ويزداد إحساسها وشعورها الفطري بالأمومة حين ترضعها ــ وَهْـمًـا ــ من ثديها الذي تتخيله ينمو في حنايا صدرها وبين ضلوعها!
إعراب سورة الماعون
سورة مكيّة، عدد آياتها سبع آيات. أَرَأَيْتَ: أَ: حرفُ استفهامٍ يُفيد التعجيب والتّشويق. رَأَيْ: فعلٌ ماضٍ مبني على السّكون لاتّصاله بالتّاء. تَ: ضميرٌ مُتّصل مبني على الفتحِ في محلِّ رفع فاعل. الَّذِي: اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلّ نصبِ مفعول به. يُكَذِّبُ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة، والفاعل: ضميرٌ مُستتر تقديرهُ هو. والجُملة الفعليّة (يُكذّب …) لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول. بِالدِّينِ: الباء: حرفُ جرٍّ. الدِّينِ: اسمٌ مجرور بـ (الباء) وعلامة جرّه الكسرة. ما هو الماعون في القران. فَذَلِكَ: الفاء: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. ذا: اسمُ إشارةٍ مبني على السّكون، واللّام: للبعد، والكاف: حرفُ خطاب في محلِّ نصب اسم معطوف على (الَّذي يُكَذِّبُ …). الَّذِي: اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلّ نصب نَعت لاسم الإشارة. يَدُعُّ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة، والفاعل: ضميرٌ مُستتر تقديرهُ هو. الْيَتِيمَ: مفعولٌ بهِ منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجُملة الفعليّة (يَدُعُّ الْيَتِيمَ) لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول. وَلَا: وَ: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. لَا: حرفُ نفي مبني على السّكون.
إنهم " الذين هم يراءون ويمنعون الماعون "..
إنهم أولئك الذين يصلون ، ولكنهم لا يقيمون الصلاة. الذين يؤدون حركات الصلاة ، وينطقون بأدعيتها ،ولكن قلوبهم لا تعيش معها ، ولا تعيش بها ، وأرواحهم لا تستحضر حقيقة الصلاة وحقيقة ما فيها من قراءات ودعوات وتسبيحات. إنهم يصلون رياء للناس لا إخلاصاً لله. ومن ثم هم ساهون عن صلاتهم وهم يؤدونها. ساهون عنها لم يقيموها. والمطلوب هو إقامة الصلاة لا مجرد أدائها. وإقامتها لا تكون إلا باستحضار حقيقتها والقيام لله وحده بها. ومن هنا لا تنشئ الصلاة آثارها في نفوس هؤلاء المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. فهم يمنعون الماعون. يمنعون المعونة والبر والخير عن إخوانهم في البشرية. يمنعون الماعون عن عباد الله. ولو كانوا يقيمون الصلاة حقاً لله ما منعوا العون عن عباده ،فهذا هو محك العبادة الصادقة المقبولة عند الله..
وهكذا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام حقيقة هذه العقيدة ، وأمام طبيعة هذا الدين. ونجد نصاً قرآنياً ينذر مصلين بالويل. لأنهم لم يقيموا الصلاة حقاً. إنما أدوا حركات لا روح فيها. ولم يتجردوا لله فيها. إنما أدوها رياء. ولم تترك الصلاة أثرها في قلوبهم وأعمالهم فهي إذن هباء.