وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون. عطفت جملة " وأعدوا " على جملة فإما تثقفنهم في الحرب أو على جملة ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا فتفيد مفاد الاحتراس عن مفادها; لأن قوله: [ ص: 55] ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا يفيد توهينا لشأن المشركين ، فتعقيبه بالأمر بالاستعداد لهم: لئلا يحسب المسلمون أن المشركين قد صاروا في مكنتهم ، ويلزم من ذلك الاحتراس أن الاستعداد لهم هو سبب جعل الله إياهم لا يعجزون الله ورسوله; لأن الله هيأ أسباب استئصالهم ظاهرها وباطنها. فلاش (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) - مؤسسة محمديون للثقافة والنشر. والإعداد: التهيئة والإحضار ، ودخل في " ما استطعتم " كل ما يدخل تحت قدرة الناس اتخاذه من العدة. والخطاب لجماعة المسلمين وولاة الأمر منهم; لأن ما يراد من الجماعة إنما يقوم بتنفيذه ولاة الأمور الذين هم وكلاء الأمة على مصالحها. والقوة كمال صلاحية الأعضاء لعملها وقد تقدمت آنفا عند قوله: إن الله قوي شديد العقاب وعند قوله تعالى: فخذها بقوة. وتطلق القوة مجازا على شدة تأثير شيء ذي أثر ، وتطلق أيضا على سبب شدة التأثير ، فقوة الجيش شدة وقعه على العدو ، وقوته أيضا سلاحه وعتاده ، وهو المراد هنا ، فهو مجاز مرسل بواسطتين فاتخاذ السيوف والرماح والأقواس والنبال من القوة في جيوش العصور الماضية ، واتخاذ الدبابات والمدافع والطيارات والصواريخ من القوة في جيوش عصرنا.
- واعدوا لهم ما استطعتم من قوة - YouTube
- فلاش (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) - مؤسسة محمديون للثقافة والنشر
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة - Youtube
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة - YouTube
فلاش (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) - مؤسسة محمديون للثقافة والنشر
الإرهاب صنعة أتقنتها دول الطغيان العالمي التي تعمل تحت راية أميركا، ولقد بلغت ذروة إرهابها في عدوانها على وطننا، هذا الوطن له سيادته وهو يسعى لبناء نفسه وتطوير ذاته وحماية حقوقه، وكان مضرب المثل في أمان أبنائه وعيشهم بسلام على تعدد أطيافهم، حتى ثار مرتهَنون لبرامج معادية خارجية حاقدة تريد أن تمزق وحدة وطننا وتعايش أبنائه وسعيه للتقدم والازدهار. وباسم الحرية مزقوا الحرية، وباسم الإصلاح عاثوا في الأرض فساداً، واستعانوا بالعدو على الوطن وأبنائه، وصاروا أداة قذرة لتمزيق وطن وتشتيت شعب طالما كان ملاذ الشعوب المستضعفة والمعتدى عليها.
وبعدُ أيها المسلمون
إن هذا الواقع الخطير ليتطلب منا أمرين لابد منهما، الأول منهما أن نكون جميعاً مستعدين لبذل كل ما في وسعنا للدفاع عن النفس والمال والعرض والحرمات ضد عدوان خطير يمتد على امتداد رقعة وطننا كما ترون وتسمعون. على أننا نقول إن هذا الوطن منتصر، ولن تستطيع قوى الأرض وإن تألبت عليه أن تهزمه، فسنوات أربع مضت وهو صامد في وجه حرب كونية.