يستغربان تمرد ابنتهما على الحشمة والحياء! ويدعي كل منهما أنه لم يأل جهداً في تربيتها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل. وإذا تشوهت الفطرة ومُسخ الحياء، لن يجدي نفعاً عندئذ سخط الأب، ولا صراخ الأم، ولا مروءة الأخ، ولا نصح الجدة، حتى ولو تواطئ أرباب التربية والأخلاق والمروءة كلهم لن يصلح العطار ما أفسده الدهر. ألا وإن الذي أجرم بحق هذه الفتاة بداية، هو من تهاون في حشتمها وصيانتها يوم كانت صغيرة. وصدق القائل: وينشَأ ناشئ الفتيان - أو قل الفتيات - منا... على ما كان عوده أبوه. نعم.. لا شك أننا في زمن تحوشنا فيه المغريات، حتى تكاثفت العاديات، وبات الفجور معروضاً متاحاً بعد أن كان خفياً مستوراً، تتناوش المفاتنُ الأجيالَ بشتى فئاتهم، وها هي ذي وسائل الإفساد سهلة ميسرة في كل بيت - بل في جيب كل يافع وفتاة. قوا أنفسكم وأهليكم نارًا..هل يُسأل الإنسان عن أهله؟ - YouTube. ولا وازع يردع، ولا التزام يمنع، ولا مجتمع ينهض بهم أو يرفع..
ومع ذلك ما ينبغي أن نيأس، لا بد من اتخاذ الأسباب وقرع الأبواب، ثم الهداية على الله عز وجل. وأول خطوة نحو اتخاذ الأسباب أن تكون - أو تكوني - قدوة لأهلك أولادك بناتك، فتكون - إمامهم وأمامهم - عبداً لله عز وجل في سلوكك وأخلاقك، لا أن يكون توجيهك ونصحك بواد وتصرفاتك بواد.
- يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا - YouTube
- قوا أنفسكم وأهليكم نارًا..هل يُسأل الإنسان عن أهله؟ - YouTube
يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا - Youtube
عربي
Español
Deutsch
Français
English
Indonesia
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
جاليري
مواريث
بنين وبنات
القرآن الكريم
علماء ودعاة
القراءات العشر
الشجرة العلمية
البث المباشر
شارك بملفاتك
Update Required
To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
قوا أنفسكم وأهليكم نارًا..هل يُسأل الإنسان عن أهله؟ - Youtube
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ 1. يلقي الله سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة على المؤمن مسؤوليتين، المسؤوليّة الأولى تجاه نفسه، والثانية تجاه أهله، فيأمره بوقاية نفسه وأهله من نار جهنّم. وأمّا كيف يقي الإنسان نفسه من نار جهنّم؟! فهذا واضح، لا يحتاج إلى مزيد من التأمل والتفكّر، فإنّ العبد إذا اجتنب فعل ما يؤدّي إلى النّار ويكون السبب في دخولها والعذاب فيها، فإنّه يكون بذلك قد وقى نفسه وأنقذها من النّار، ومعلوم أنّ الذنوب هي سبب ذلك وموجبه، فتكون وقاية النّفس من النّار باجتنابها. يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا - YouTube. ولكي يجتنبها العبد فلا بدّ له من معرفة أسبابها للحد من تأثيرها، وهي كثيرة أذكر منها في حديثي هذا سببين رئيسيين:
1- النفس الأمارة بالسوء
وهي حالة من الحالات التي تكون عليها النّفس الإنسانية، حيث يكون الإيمان والتقوى في مراتبهما الضعيفة، فلا يشكلان قوّة مانعة تحجز النفس عن الاتجاه صوب المعصية وفعل المخالفة الشرعية. هذه الحالة التي تكون عليها النفس البشريّة هي التي أشار إليها الإمام زين العابدين «عليه السلام» في مناجاته المعروفة بمناجاة الشاكرين، فقال: (إلهي إليك أشكو نفساً بالسوء أمارة، وإلى الخطيئة مبادرة، وبمعاصيك مولعة، ولسخطك متعرضة، تسلك بي مسالك المهالك، وتجعلني عندك أهون هالك، كثيرة العلل، طويلة الأمل، إنْ مسّها الشر تجزع، وإنْ مسها الخير تمنع، ميالة إلى اللعب واللهو، مملوءة بالغفلة والسهو، تسرع بي إلى الحوبة، وتسوفني بالتوبة).
وقال أيضاً فيما اتفق عليه الشيخان: (من ولي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار). فأي طامة أعظم من أن يتسبب الأبوان في ضياع أولادهم وبناتهم؛ فبدلاً من أن يكونوا ستراً لهم عن النار، يجعلونهم حجاباً وبعداً لهم عن الجنة، فيضيع الأبوان بضياع الأولاد والبنات.