2324 - حدثنا محمد بن بشار, قال, ثنا عبد الوهاب, وحدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قالا جميعا ثنا أيوب, عن أبي يزيد, عن أم درة قالت: أتيت عائشه في رمضان, قالت: من أين جئت ؟ قلت: من عند أخي حنين, قالت: ما شأنه ؟ قالت: ودعته يريد يرتحل, قالت: فأقرئيه السلام ومريه فليقم, فلو أدركني رمضان وأنا ببعض الطريق لأقمت له. 2325 - حدثنا هناد, قال, ثنا إسحاق بن عيسى, عن أفلح, عن عبد الرحمن, قال: جاء إبراهيم بن طلحة إلى عائشة يسلم عليها, قالت: وأين تريد ؟ قال: أردت العمرة, قالت: فجلست حتى إذا دخل عليك الشهر خرجت فيه قال: قد خرج ثقلي, قالت. اجلس حتى إذا أفطرت فاخرج. يعني شهر رمضان. وقال آخرون: معنى ذلك: فمن شهد منكم الشهر فليصمه ما شهد منه. الشهادة،فمن شهد منكم الشهر فليصمه. ذكر من قال ذلك: 2326 - حدثنا هناد بن السري, قال: ثنا شريك, عن أبي إسحاق: أن أبا ميسرة خرج في رمضان حتى إذا بلغ القنطرة دعا ماء فشرب. 2327 - حدثنا هناد, قال: حدثنا جرير, عن مغيرة, قال: خرج أبو ميسرة في رمضان مسافرا, فمر بالفرات وهو صائم, فأخذ منه كفا فشربه وأفطر. 2328 - حدثنا هناد, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن مرثد: أن أبا ميسرة سافر في رمضان فأفطر عند باب الجسر هكذا قال هناد عن مرثد, وإنما هو أبو مرثد.
- الشهادة،فمن شهد منكم الشهر فليصمه
- ما معنى : فمن شهد منكم الشهر فليصمه
الشهادة،فمن شهد منكم الشهر فليصمه
فالصائم ترك هذه المباحات طاعة لربه، وتقربًا بها إليه، فمنع منها بأمر ربه، وعاد إليها بأمر ربه، فهو طائع لله عند المنع، وطائع له عند العودة.
ما معنى : فمن شهد منكم الشهر فليصمه
و القاعدة الثانية دفع الحرج والعسر وإيثار السهولة واليسر، فليس في تكاليف الإسلام وعباداته ما يشقّ على العابدين أو يرهق نفوس المكلفين ﴿مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (المائدة: 7)، ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ﴾ (الحج: 78)، ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ (البقرة: 185)، يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا. وهكذا تتمشَّى هذه القاعدة في كل التكاليف الشرعية والعبادات الإسلامية، وتأمَّل ذلك تجده مطردًا في كل الأحكام، إليك ما جاء منه خاصًا بفريضة الصيام: ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ البقرة: 184.
الحمد لله مقدر الأقدار، ومصرف الشهور والأعوام، نحمده أن جعلنا من أمة الإسلام، وشرع لنا الصلاة والصيام، وبين لنا الحلال والحرام، والصلاة والسلام على خير من صلَّى وصام، وطاف بالبيت الحرام، محمد بن عبد الله مسك الختام، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان على الدوام.