وقال في هذه الآية الكريمة: ( قل هل ننبئكم) أي: نخبركم ( بالأخسرين أعمالا) ؟
- قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا .. هؤلاء هم الأخسرون أعمالا | أهل مصر
- ما معنى الآية الكريمة: ﴿قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا﴾؟
- قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا – المنصة
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا .. هؤلاء هم الأخسرون أعمالا | أهل مصر
حدثنا ابن حميد، قال ثنا جرير، عن منصور، عن ابن سعد، قال: قلت لسعد: يا أبت (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) أهم الحَرورية، فقال: لا ولكنهم أصحاب الصوامع، ولكن الحَرورية قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم. وقال آخرون: بل هم جميع أهل الكتابين. * ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي عن هذه الآية ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أهم الحَرورية؟ قال: لا هم أهل الكتاب، اليهود والنصارى. أما اليهود فكذبوا بمحمد. وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا: ليس فيها طعام ولا شراب، ولكن الحَرورية الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ فكان سعد يسميهم الفاسقين. قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا – المنصة. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن إبراهيم بن أبي حُرّة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، في قوله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) قال: هم اليهود والنصارى.
ما معنى الآية الكريمة: ﴿قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا﴾؟
وقال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار حدثنا العباس بن محمد حدثنا عون بن عمارة حدثنا هاشم بن حسان عن واصل عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له فلما قام على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا بريدة هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا "ثم قال تفرد به واصل مولى أبي عنبسة وعون بن عمار وليس بالحافظ ولم يتابع عليه. وقد قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن سمرة عن أبي يحيى عن كعب قال يؤتى يوم القيامة برجل عظيم طويل فلا يزن عند الله جناح بعوضة اقرءوا " فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا ". (106) وقوله: "ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا " أي إنما جازيناهم بهذا الجزاء بسبب كفرهم واتخاذهم آيات الله ورسله هزوًا استهزءوا بهم وكذبوهم أشد التكذيب.
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا – المنصة
وزبدة القول إنه يجب على من يُكرسون أنفسهم لخدمة الإنسانية -مهما كان المجال الذي يخدمون فيه- أن يتبعوا طريق الأنبياء العظام، وألا يتشوفوا ولو حتى لقدر ضئيل من المكافأة على خدماتهم، حتى وإن افتُرض أنهم اقتلعوا الجبال من جذورها، وغيروا مدار الكرة الأرضية، ومنحوا النظام الشمسي شكلًا مختلفًا، فإن هذه الخدمات ستضيع جميعًا ولن تحقق من ورائها أية فائدة إذا كانوا يتشوفون إلى مكافآت مادية وروحية مقابلها، هذا هو أساس طريقنا، فإذا كان هناك من يميلون إلى الخروج عن هذا الإطار فعليهم مراجعة أنفسهم مرة أخرى، وإلا فقد يخسرون حيث يظنون أنهم يربحون.
ولم تترك الآيات المؤمنين في حيرة من أمرهم أمام هذه الأوصاف المخيفة لهذه الفئة، فهم الذين كفروا بآيات الله ولقائه، وجزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آيات الله ورسله هزوا. فالأمور ليست طارئة عليهم، بل هم منخرطون في سلسلة من الاعتقادات والأعمال التي أوصلتهم إلى هذا الحد. والعجيب في الآية هو ذكر أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. أجل، فإن هؤلاء من غرورهم يزعمون أنهم مصلحون محسنون مؤمنون، هكذا يروّجون لأنفسهم. والمصيبة ليست فيهم، بل فيمن يصدقهم، ممن يرون السراب ماءً، ينقادون وراءهم مطأطئين رؤوسهم. فالقوم واضحة أعمالهم وحججهم السخيفة، والعتب ليس عليهم، بل على من يعمي عينيه وقلبه عن مشاهدة أخطائهم، بل جرائمهم. ما معنى الآية الكريمة: ﴿قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا﴾؟. فكم هي المغالطات التي وقع فيها حكام، من قتل وتشويه للدين والدعاة ونشر للرذيلة، ومع ذلك نحسن الظن بهم ونتبعهم على ضلالهم، فهذا لا بد أن ينتهي، ولا بد أن نقطع مرحلة في إزالة الغشاوة عن الأعين، وأن نرى ببصائرنا، ونعرض الأقوال والأفعال على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن رحمة الله تعالى أنه بعد أن أرشد لكل هذا، فإنه يبين لنا الخلاص والنجاة في آخر آية من السورة، فقال: "فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" (الآية 110)؛ وهما شرطا قبول الأعمال عند الله: الصواب والإخلاص.