ومن الفوائد: يَحْرُمُ على الزَّوجةِ أنْ تَصِفَ زوجَها بما يَكْرَهُه؛ لأنَّ ذلك مِنَ الغِيبَةِ المُحَرَّمَة على مَنْ يقولُه، ومَنْ يسمَعُه، وهؤلاء الأزواج - الذين وصَفَتْهُمْ نِساؤُهم بما يَكْرَهون - كانوا غيرَ معروفين، وذِكْرُ المَرْءِ بما فيه من العَيْبِ جائِزٌ إذا قُصِدَ التَّنْفِيرُ من ذلك الفِعْلِ شَرِيطَةَ أنْ يَكونَ مَجْهولاً غَيرَ مَعْروفٍ. حديث ام زرع كامل مع الشرح. ومن الفوائد: أَنَّ التَّشْبِيهَ لَا يَسْتَلْزِمُ مُسَاوَاةَ الْمُشَبَّهِ بِالْمُشَبَّهِ بِهِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ »، وَالْمُرَادُ: مَا بَيَّنَهُما من الْأُلْفَةِ، لَا فِي جَمِيعِ مَا وُصِفَ بِهِ أَبُو زَرْعٍ مِنَ الثَّرْوَةِ الزَّائِدَةِ، وكافَّةِ أحوالِه. ومن الفوائد: أَنَّ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ إِذَا تَحَدَّثْنَ أَنْ لَا يَكُونَ حَدِيثُهُنَّ غَالِبًا إِلَّا فِي الرِّجَالِ، وَهَذَا بِخِلَافِ الرِّجَالِ فَإِنَّ غَالِبَ حَدِيثِهِمْ إِنَّمَا هُوَ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأُمُورِ الْمَعَاشِ. ومنها: جَوَازُ الكَلَامِ بِالأَلْفَاظِ الْغَرِيبَةِ، وَاسْتِعْمَالِ السَّجْعِ فِي الكَلَامِ؛ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُكَلَّفًا.
- حديث ام زرع ابو اسحاق
حديث ام زرع ابو اسحاق
وألَّف القاضي في شرح الحديث ثلاثة كتب هي: "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" وهو من أدَلِّ الكتب على سعة ثقافة عياض في علم الحديث وقدرته على الضبط والفهم، والتنبيه على مواطن الخطأ والوهم والزلل والتصحيف، وقد ضبط عياض في هذا الكتاب ما التبس أو أشكل من ألفاظ الحديث الذي ورد في الصحيحين وموطأ مالك، وشرح ما غمض في الكتب الثلاثة من ألفاظ، وحرَّر ما وقع فيه الاختلاف، أو تصرف فيه الرواة بالخطأ والتوهم في السند والمتن، ثم رتَّب هذه الكلمات التي عرض لها على ترتيب حروف المعجم. أما الكتابان الآخران فهما "إكمال المعلم" شرح فيه صحيح مسلم، و"بغية الرائد لما في حديث أم زرع من الفوائد".
وقالت الثانية: "زوجي
لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره" والمعنى: أنها لا
تستطيع ذكر زوجها بسوء – وكله مساوئ -، فقد يصل إليه ما قالت: فيطلقها، فتضيّع
أطفالها، وتخسر بيتها. وقالت الثالثة: "زوجي
العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق" والمعنى: أن زوجها سفيه أحمق، عقله في لسانه،
لا يرعى لها ذمة، ولا يحفظ لها مكانة، تتحمله على مضض، فلا تستطيع مجابهته فتطلَّق،
وإن سكتت فلا يأبه لها. حديث ام زرع للحويني mp3. وقالت الرابعة: "زوجي
كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة" وكأنها تريد أن تقول: إن زوجي معتدل
الأخلاق، متوسط في رضاه وسخطه، وشبّهتْه بليل تهامة – وتهامة مكةُ وجنوبُها،
والنسبة إليها تهاميّ – لا تجد فيه حراً ولا برداً، ولا تخافه ولا تسأمه. وقالت الخامسة: "زوجي
إذا دخل فَهِد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد" وكأنها تريد أن تقول: زوجي كريم
جواد، لا يسألني ما أفعله في البيت، فإذا خرج فهو أسد في الحروب، بطل في القتال. وقالت السادسة: "زوجي
إذا أكل لف، وإذا شرب اشتف، وإذا اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث" تريد أن
تقول: "أما زوجي فإن أكل أو شرب لم يترك لعياله شيئاً، فإذا نام لم يشعر بما حوله،
أنانيٌّ لا يهتم بحال أهله إن مرضن أو اشتكين، شديد الرغبة في النساء.