فى الكتاب المقدس
هناك لفتة جميلة فى تفسير الكتاب المقدس، تقول إجابة عن سؤال: هل خلق الله الشيطان؟ إن الله لم يخلق الشيطان إبليس، فالواقع هو أنه خلق الشخص الذى صار لاحقا الشيطان، فالكتاب المقدس يقول عن الله «كامل صنيعه، لأن جميع طرقه عدل، إله أمانة لا ظلم عنده، بار ومستقيم هو» (تثنية ٣٢:٣-٥) ومن هنا نستنتج أن الشيطان إبليس كان فى وقت من الأوقات كاملا وبارا، واحدا من أبناء الله الملائكيين.
عقاب إبليس
عندما خالف إبليس الأمر واعترض على الرب عز وجل، وأخطأ فى قوله، وابتعد من رحمة ربه، وأُنزل من مرتبته التى كان قد نالها بعبادته، وكان قد تشبه بالملائكة، ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق من نار، وهم من نور، فخانه طبعه فى أحوج ما كان إليه، ورجع إلى أصله النار. نعم كانت النتيجة أن أُهبط إبليس من الملأ الأعلى، وحرم عليه ما كان يسكنه، فنزل إلى الأرض، حقيرًا، ذليلًا، مذءومًا، مدحورًا، متوعدًا بالنار، هو ومن اتبعه من الجن، والإنس. لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة التي تحيط بالإنسان. بالطبع لم يتقبل إبليس بسهولة أمر طرده من ملكوت الله، ففكر ودبر للانتقام من الإنسان الذى كان سببا فى كل ما حدث له.. لكن هذه قصة أخرى.
لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة تبني قصرا للذّاكِر
سنجيب فقط على الشقّ الأوّل: كون المسيح هو ملكٌ. هوّذا يسوع " يدفع به إلى البريّة من قبل الروح ". سوف يمكث فيها طيلة أربعين يومًا " يجرّبه الشيطان " ، ويضيف مرقس الإنجيليّ: " وكان مع الوحوش ، وكانت الملائكة تخدمه " (لعلّ هذا يحيلنا إلى آدم! ). – الشيطان.. كي نفهمَ المعنى الذي أضفاه الإنجيليّ على مشهد التجربة ، يتوجّب علينا أن نوضّح ماذا كانت تمثّل هذه الشخصيّة المعتمة في نظر مرقس وقرّائه. " الشيطان " وبالفرنسيّة (Satan) لفظة تؤدّي الأصل اليونانيّ (Satanas) ، والتي بدورها تترجم لفظة عبريّة تعني " العدو ". لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة تبني قصرا للذّاكِر. وغالبًا ما عكست الترجمة السبعينيّة هذه اللفظة بــ " إبليس " (diabolos) والتي منها اشتقّت لفظة (diable) الفرنسيّة. في التقاليد اليهودية العريقة ، لم يكن ينظر إلى الشيطان بصفة كائن شرير في الأساس. فلقد كان جزءًا من الحاشية الإلهية على غرار الحاشيات الملوكيّة الأرضيّة ، حيث كانت له مهمّة محددة. إنه ، بحسب زك 3: 1 يلعب دور المتّهم العام في محكمة الله. وبحسب أي 1: 6: 12 يبدو بالأولى مدافعًا عن مصالح الله – وفي اعتقاده أن الله هو في وهم تجاه أمانة أيّوب. لذلك ، إذا ذهب ، بسماح ٍ من الله ، ليضرب أيّوب في أملاكه ، فلأنه يريد أن يمتحن هذه الأمانة.
لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة في مقدار الأجر
انتهى. والله أعلم.
لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة التي تحيط بالإنسان
وزيادة في البيان ننقل ما أورده القاسمي في هذه المسألة، وبه ينكشف الإشكال، قال -رحمه الله-: للعلماء في إبليس، هل كان من الملائكة أم لا؟ قولان:
أحدهما: أنه كان من الملائكة، قاله ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن المسيّب، واختاره الشيخ موفق الدين، والشيخ أبو الحسن الأشعريّ، وأئمة المالكية، وابن جرير الطبريّ، قال البغويّ: هذا قول أكثر المفسرين؛ لأنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم، قال تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ، فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ـ فلولا أنه من الملائكة، لما توجه الأمر إليه بالسجود، ولو لم يتوجه الأمر إليه بالسجود لم يكن عاصيًا، ولما استحق الخزي والنكال. والقول الثاني: أنه كان من الجن، ولم يكن من الملائكة، قاله ابن عباس في رواية، والحسن، وقتادة، واختاره الزمخشريّ، وأبو البقاء العكبري، والكواشيّ في تفسيره؛ لقوله تعالى: إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {الكهف: 50} فهو أصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس، ولأنه خلق من نار، والملائكة خلقوا من نور، ولأن له ذرية، ولا ذرية للملائكة، قال في الكشاف: إنما تناوله الأمر، وهو للملائكة خاصة؛ لأن إبليس كان في صحبتهم، وكان يعبد الله عبادتهم، فلما أمروا بالسجود لآدم والتواضع له كرامة له، كان الجنيُّ الذي معهم أجدر بأن يتواضع.
كان من الجن
بينما ذهب الحسن البصرى برأى مخالف لابن عباس: «لم يكن من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر»، وقال آخرون: «كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعضهم، وذهب به إلى السماء».