قال: وأما هذا رجل السَّوء، فلا يكون فيه هذا الرجل السَّوء، كما يكون في الحق اليقين، لأن السوء ليس بالرجل، واليقين هو الحقّ. وقال بعض أهل الكوفة: اليقين نعت للحقّ، كأنه قال: الحقّ اليقين، والدين القيم، فقد جاء مثله في كثير من الكلام والقرآن ﴿وَلَدَارُ الآخِرَةُ * والدارُ الآخِرَةُ﴾ قال: فإذا أضيف توهم به غير الأوّل. * * *
وقوله: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾
يقول تعالى ذكره: فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى. القران الكريم |فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. آخر تفسير سورة الواقعة
- القران الكريم |فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
القران الكريم |فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
وقوله: ( إنه لقرآن كريم) يقول - تعالى ذكره -: فلا أقسم بمواقع النجوم أن هذا القرآن لقرآن كريم ، والهاء في قوله: ( إنه) من ذكر القرآن. وقوله: ( في كتاب مكنون) يقول - تعالى ذكره -: هو في كتاب مصون عند الله لا يمسه شيء من أذى من غبار ولا غيره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. حدثني إسماعيل بن موسى قال: أخبرنا شريك ، عن حكيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( لا يمسه إلا المطهرون) الكتاب الذي في السماء. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: ( في كتاب مكنون) قال: القرآن في كتابه المكنون الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار. حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( لا يمسه إلا المطهرون) زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد ، فأخبرهم الله أنها لا تقدر على ذلك ، ولا تستطيعه ، ما ينبغي لهم أن ينزلوا بهذا ، وهو محجوب عنهم ، وقرأ قول الله ( وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون). [ ص: 150]
حدثنا ابن حميد قال: ثنا يحيى بن واضح قال: ثنا عبيد الله - يعني - العتكي ، عن جابر بن زيد وأبي نهيك في قوله: ( في كتاب مكنون) قال: هو كتاب في السماء.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦) ﴾
يقول تعالى ذكره: إن هذا الذي أخبرتكم به أيها الناس من الخبر عن المقرّبين وأصحاب اليمين، وعن المكذّبين الضالين، وما إليه صائرة أمورهم ﴿لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ يقول: لهو الحقّ من الخبر اليقين لا شكّ فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ قال: الخبر اليقين. ٠حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ حتى ختم، إن الله تعالى ليس تاركا أحدا من خلقه حتى يوقفه على اليقين من هذا القران. فأما المؤمن فأيقن في الدنيا، فنفعه ذلك يوم القيامة. وأما الكافر، فأيقن يوم القيامة حين لا ينفعه. واختلف أهل العربية في وجه إضافة الحقّ إلى اليقين، والحق ليقين، فقال بعض نحويي البصرة، قال: حقّ اليقين، فأضاف الحق إلى اليقين، كما قال ﴿وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ أي ذلك دين الملَّة القيمة، وذلك حقّ الأمر اليقين.