التراب
وذلك هو العنصر الثاني من عناصر خلق الإنسان ودل على ذلك العديد من الآيات الكريمة، مثل قول الله عز وجل: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" وقول الله تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ". كما أن مراحل خلق الإنسان تتمثل في كون الإنسان في البداية نطفة وهي سائل الرجل والمرأة ومن ثم علقة وهي عبارة عن كتلة صغيرة للغاية من الدم ومن ثم أصبح مضغة وهي قطعة بسيطة من اللحم ومن ثم بدء تكوين الجنين كما هو معروف علميًا، حيث قال الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا".
لماذا خلق الله الخلق - منبع الحلول
[١٠] وبالاختلاف بين الناس يُمتحن الفرد في إيمانه وتدينه هل يرضى بقدر الله تعالى ويسعى إلى أن يغير حاله إلى الأفضل بما يُرضي الله -تعالى-، أم أنّه يسخط، ويسعى لتغيير حاله ما يغضب الله -تعالى- عليه. الحكمة من خلق المرض - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأيضاً وجود الفقير اختبار للغني هل يؤدي شكر نعمة الغنى أم لا؟ ووجود المريض اختبار للمعافى، هل يؤدي شكر نعمة الصحة أم لا؟ فالابتلاء بالنعمة أشد من الابتلاء بالنقمة. حفظ النسل وتكثيره
خلق الله -تعالى- البشر من ذكر وأنثى ليتحقّق بهذا الاختلاف بينهم تلبية الحاجة الفطرية لهم بالزواج، وينتج عن ذلك الذريّة التي يضمن بها استمرار النسل البشري. [١١] قال -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، [١٢] وبالاختلاف الحاصل بين الزوجين يتم التعارف بين الخلق وإنشاء الأسر، وتكثير المسلمين بما يحقّق عمارة الأرض. تحقيق مبدأ المؤاخاة
يحقّق الاختلاف مبدأ التكامل بين الناس، فعلى رغم اختلاف الناس في اللّون، واللّغة، والثقافة، والاهتمامات إلّا إنّهم يشكلون وحدة واحدة في المجتمع تحكمها الأخوة الإسلاميّة، فهم كالأعضاء المتعدّدة في الجسد الواحد، وكالأخوة في العائلة الواحدة.
الحكمة من خلق المرض - إسلام ويب - مركز الفتوى
كلا، فما وصل إليه العقل ـ سلباً أو إيجاباً ـ بالدليل فهو صحيح، لكن ليس ما لم يصل إليه العقل فهو باطل؛ لأنّ العقل لم يبلغ كلّ شيء، وهذه ملاحظة نقديّة على كثير من نقّاد الفكر الديني في العالم العربي والإسلامي، لأنّهم ورغم دخولهم ـ كما يقولون ـ فضاء العصر ما بعد الحداثوي، لكنّهم في تعاملهم مع الدين ما زالوا يفكّرون بطريقة العقل الحداثي الذي يقول بأنّ معيار الحقّ والباطل هو العقل فقط، وأنّ العقل سلطان لا يمكن أن يتكلّم معه أحد، وأنّ كلّ ما أدركه فهو صحيح وما لم يصل إليه فهو باطل!! وهي مفارقة تستحقّ الوقوف عندها في هذا المجال. لقد كنّا دائماً نعارض اللغة الدوغمائيّة والطوباوية لبعض أنصار التيار الديني، فيتكلّمون وكأنّهم ينطقون بلسان الغيب، وأنّ بيدهم مغاليق السماوات والأرض، وأنّ ما يعرفونه فهو حقّ، وما يجهلونه فهو الباطل المنكر، ولأنّهم لا يعرفون العلوم الطبيعيّة والإنسانيّة عارضوها وسخّفوها!!
قال ابن كثير: أي يا آل أبي بكر ﴿بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أي: في الدنيا والآخرة، لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة، وإظهار شرف لهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث أنزل الله براءتها في القرآن العظيم ﴿الَّذِي لَا يَأْتِيْهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [سورة فصلت: 42] ، ولهذا لما دخل عليها ابن عباس رضي الله عنهما وعنها وهي في سياق الموت قال لها: أبشري فإنك زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحبك، ولم يتزوج بكراً غيرك، وأنزل براءتك من السماء. لقد كان هذا الأمر -الذي هو في ظاهره شر- خيراً لآل أبي بكر وللمسلمين من بعدهم، فقد كان شهادة من الله بمنزلة هذه الأسرة الطاهرة، التي تعرضت لكثير من الأذى والتهم الباطلة. حيث تولى الله الدفاع والذبَّ عنها والشهادة لها بالخيرية، ودفع السوء عنها؛ بما لم يكن للأمة أن تدفعه بقدر ما دفعه القرآن ونافح عنها به، ليس في وقت تنزّل القرآن ووقوع هذه الحادثة الآثمة فحسب، وإنما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.