وفيه ما يحتاج إلى حزمة من العلوم التأسيسية لبلوغ فهم مرامه وحقيقة مضمونه ، كعلوم
اللغة ، والناسخ والمنسوخ ، وأصول الفقه ، ونحوها، ولكن الأعم الأغلب منه واضح
المقصود ، وظاهر المراد من السياق. فلا مانع أن نحتاج إلى مراجعة العلماء في تفاسير بعض الآيات ، ولا يتناقض ذلك مع "تيسير
القرآن". الثاني:
تيسير "جميع آيات القرآن" هبة من الله تعالى لمن يأخذ بأسباب الفهم وطرائق المعرفة
، ويدرس العلوم المساعدة ، ويطلب العلم على وجهه الصحيح من أهل العلم ، ومن مؤسسات
البحث الكبرى، كما روي عنه عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (19/395) وحسنه ابن حجر في "فتح الباري" (1/194)
، والألباني في "الصحيحة" (رقم342). تأويل الآية: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}. أما من لا يسلك العلم من أبوابه، ولا يعتبر أدوات العلم وآلاته، فمثله حري أن لا
ييسره الله عليه، وسيجد – بالتأكيد - في آياته ما يستغلق عليه ولا يستمكن منه. روى الدارمي في "السنن" (1/ 364) بسنده عن مطر الوراق: "ولقد يسرنا القرآن للذكر
فهل من مدكر [القمر: 17] قال: هل من طالب خير فيعان عليه؟ "
فإذا لم يأخذ – غير المختصين – بهذه الأسباب ، فمن الطبيعي أن يحتاجوا إلى سؤال
العلماء الذين أخذوا بهذه الأسباب ، فأصبحت آيات القرآن الكريم كلها ميسرة لهم.
تفسير قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر...}
آخر تحديث: أكتوبر 19, 2021
تفسير: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
تفسير: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر، حيث تأتى الآية الكريمة لكي تحمل أجمل التفسيرات وهي أن الله عز وجل يمن على عبادة بأنه ينزل القرآن ويحثهم على قراءته وتلاوته ليلا ونهاراً، وأن يعبدوا الله ولا يشركوا به. كما أن القرآن الكريم هو كتاب الله الذى أنزله للناس ليكون نزير وشفيع لهم يوم القيامة. وأن تلاوة القرآن الكريم تعم على عباد الله بالتقوى والراحة والطمأنينة والسكينة. ولقد يسرنا القرآن للذكر - طريق الإسلام. بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ويسر لهم حفظه وتلاوته وحثهم على تفسيره، لأتباع دين الله وسنة رسول الله. فجاءت هذه الآية التي تعمل العديد من التفسيرات والنعم التي أنعمها الله علينا وهي نعمة تلاوة القرآن الكريم وترتيله وهو ما سوف نتعرف عليه في مقالنا هذا وهو تفسير الآية القرآنية الكريمة. إن تفسير آية ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر التي جاءت في المصحف الكريم التي تحمل أجمل المعاني في:
سورة القمر
وهي سورة مكية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. عدد آياتها خمس وخمسون آية.
تأويل الآية: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
فالقرآن: حفظه وفهمه وتدبره
، يسير ، ولكن على من يسره الله عليه ، ممن أقبل على حفظه ، وأحب تلاوته ، ورغب في
العلم. تفسير قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر...}. أما من لم يُقبل على القرآن ، وأعرض عن تلاوته ، وانشغل عنه: فهذا لا ييسره الله
عليه ، فيجد السهل صعبا ، وفي تكرار آياته مللا ، وفي غرائب بعض ألفاظه وحشة ، فأين
هذا ممن يقبل على تلاوته ، ويسعد بصحبته ، ويتلذذ بدوام مدارسته وقراءته ، ويسأل
عما أشكل عليه ؛ فهذا هو الذي ييسره الله عليه ، ويجعله من أهله ، الذين هم أهل
الله وخاصته. وقد خفي على السائل جلال
القرآن وحسن نظمه ، وجزالة ألفاظه ، وخضوع العالمين له ، لانشغال قلبه بما ألقى
الشيطان فيه من الوسواس ، وصعب عليه من السهل ، وضيق عليه سعة القرآن ورحابته!! حتى راح يزعم أن في القرآن من التركيب والتعقيد ما يخالف ظاهر قول الله تعالى: (وَلَقَدْ
يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) ، أو أن فيه أشياء غريبة لم يجدها في كتب اللغة
، كالحروف المقطعة في أوائل السور. وهذه الأحرف المقطعة: ذكر غير واحد من أهل العلم أنها ذكرت أوائل السور التي ذكرت
فيها؛ بيانا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من
هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
ولقد يسرنا القرآن للذكر - طريق الإسلام
[14] ديوانه، ص: 179. [15] شعره، ص: 63. [16] شرح ديوانه، ص: 36. [17] شرح ديوانه، ص: 45 (الذي: ما). [18] شرح ديوانه، ص: 56. [19] ديوانه، ص: 62. [20] جمهرة أشعار العرب، ص: 243. [21] ديوانها، ص: 45. [22] ديوانها، ص: 53. [23] ديوانها، ص: 71. [24] ديوانه، ص: 136. [25] ديوانه، ص: 82. [26] ديوانه، ص: 211. [27] ديوانه، ص: 291. [28] ديوانه، ص: 71. [29] شرح ديوان الحماسة، 1/97. [30] شرح ديوان الحماسة، 2/832 (غريد الشيخ). [31] كتاب الوحشيات، ص: 263. [32] ديوان المفضليات، ص: 356.
ومن صور التيسير: تيسير فهم القرآن: فما من أحد يقبل على القرآن ،يريد فهمه ،إلا فتح الله تعالى له من الفهم ما يعود به بخير حال، وبأحسن منقلب ومآل.