4 ـ الإحالة إلى باب أو مكان معين من الكتاب: ومن أمثلة ذلك قول محمذن فال بن متالي التندغي [ت 1287هـ]:
قد صحح ابن العربي لزوما … قراءةِ الفاتحة المأموما
في السر، والتحريم فيما جهرا … فيه إذا سمع من أمَّ قرا
لما عليه من الاستماع قد … وجب والإنصات فيما قد ورد
والنّاءِ عن إمامه في الجهر … فذاك في حكم صلاة السر
ذكر ذا الثعالبي الرباني … في منتهى تفسيره المثاني
ففي الأبيات إحالة إلى نهاية تفسير الفاتحة من تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن لعبد الرحمن الثعالبي المالكي [ت 875هـ]، وهذه المسألة هي آخر ما ذكره المفسر في تفسير تلك السورة. وقال محمد سالم بن عدود المباركي:
وجد زين العابدين حجرا … إذ كان في دار علي حفرا
كُتب فيه قبر بنت صخر … رملةَ ثم ردّه في الحفر
ساق أبو عُمَرَ ذا في باب … رملةَ من كتاب الاستيعابِ
بدون إسناد بصيغة رُوي … وفيه حجة لنقش لو قَوي
فقد أحال الناظم إلى ترجمة أم المؤمنين رملة من كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر بن عبد البر [ت 463هـ]. ومنه قول أحدهم:
وعاء قربة وطيّ البير … لا يجعلان الماء ذا تغيير
انظره في المغني وفي الدرديري … لدى "وعاء مسافر" مع "بير"
فقد أحال الناظم إلى شرحين لمختصر خليل هما مغني قراء المختصر عن التعب في تصحيح الطرر للمرابط أحمد بن محمد عينينا اللمتوني، والشرح الكبير لأحمد الدرديري [ت 1201هـ] في شرحهما لموضعين من متن خليل في باب الطهارة هما قوله: (أو برائحة قطران وعاء مسافر) وقوله: (أو بئر بورق شجر).
الشيخ أبو بكر بن الشيخ المختار آل يوسف التنواجيوي الإدريسي - ال سيدي يحيى بن إدريس بن زكرياء تنواجيو
وبو لكلال ومد الل. وعلب الشوفه وباغنة.
قبيلة تنواجيو – موقع القافلة الإخباري
لئن كانت القاعدة التي أسس لها " ابن خلدون " تقول إن الحضارة و التعلم مرتبطان بالتمدن و التحضر، وإن الجهل و التخلف مرتبطان بالبادية و الترحال فإن " المحظرة" الشنقيطية شكلت استثناءً صارخا لهذه القاعدة.
أما الإجازة الثالثة وهي إجازة محمد الأمين بن أيده بن عبد القادر الجكني فقد أخطأ الباحثون وشيوخ المحاظر حين عدوها من الإجازات التي لا تمر على التنواجيوي، لكن، وبناء على كثير من الأمور، فإن هذه الإجازة تمر على التنواجيوي، غير أن سقوط اسمه منها بسبب خطأ في النسخ أدى بالبعض إلى الاعتقاد بأنها لا تمر عليه. وتعتبر إجازة التنواجيوي هي الإجازة الوحيدة المتداولة اليوم بالنسبة للسند القرآني المغربي الأصل، حسب ما أفاد به شيوخ المحاظر في أكثر من ثمانين موقعا ومقاما ومحظرة وما أكده الباحثون. قبيلة تنواجيو – موقع القافلة الإخباري. وللتنواجيوي رسالة في الجيم وقد توفي رحمه الله تعالى سنة 1145 هجرية 1733 ميلادية. ناقل الواقع العلمي والثقافي لبلاد التكرور
وإذا أردنا أن ننزل الشيخ سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي منزلته الحقيقية نقول باختصار أنه نقل الواقع العلمي والثقافي لبلاد التكرور من طور المحدودية إلى طور الانتشار الواسع، ومن طور الاكتفاء بالمبادئ الأساسية في التعليم والتعلم إلى طور التعمق والتخصص، في مجالات عدة من العلوم الشرعية واللغوية، وقد امتد تأثيره على مجال جغرافي واسع، عرف تاريخيا ببلاد التكرور التي حددها مؤلف كتاب فتح الشكور محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي المتوفى 1219هـ ، بقوله "والتكرور إقليم واسع ممتد شرقا إلى آدغاغ ومغربا إلى بحر بني الزناگية وجنوبا إلي بيط وشمالا إلى آدرار".