وينبغي أيضًا أن تأخذي بالأسباب الحسية من التداوي، فما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، كما قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم – وقال: (فتداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام). وسيقوم الإخوة الأطباء - إن شاء الله تعالى – بتوجيه ما ينفعك من النصح. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يمنّ عليك بالشفاء العاجل..........................................................................................................
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي..........................................................................................................
شكرا لك على السؤال، وعلى التواصل معنا على هذا الموقع.
السؤال رقم (755) : أعاني من الوسواس فماذا أفعل ؟ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
وهكذا فقد لا يسلم شيء مما يعتز به الإنسان ويؤمن به، فتضيق الدنيا على هذا الشخص المبتلى بكل هذه الوساوس، ويبدأ يتساءل إن كان قد خرج عن الدين والملة، مما يضاعف في معاناته، وحتى يدخل في دائرة معيبة، وقد تتأثر أنشطته الحياتية من الدراسة والعمل، وكما حصل معك من تراجع الأداء الدراسي. اطمئني، فكل ما يدور في ذهنك من هذه الوساوس، وربما غيرها كثير لم تذكريها لنا لخجلك منها، أو لارتباكك من ذكرها، كلها وساوس، لست مسؤولة عنها، لأن من تعريف الوساوس أنها أفكار أو عبارات أو جمل أو صور تأتي للإنسان من غير رغبته ولا إرادته، بل أنت لاشك تحاولين جاهدة دفعها عنك، إلا أنها تقتحم عليك أفكارك وحياتك، وأنت لا تريديها. صحيح أن بعض الناس، وخاصة ممن لم يصب بالوسواس، يجد صعوبة كبيرة في فهم هذا الأمر، إلا أن هذا لا يغيّر من طبيعة الأمر شيئاً، ويبقى الوسواس عملاً ليس من كسب الإنسان، وليس من صنعه، والله تعالى الرحمن الرحيم ما كان ليعاقب إنساناً على عمل ليس من كسبه، ولا هو يريده، بل هو يبغضه ويدفعه عن نفسه. والوسواس ليس دليلاً أو مؤشراً على "الجنون" أو فقدان العقل أو ضعف الإيمان، كما قد يشعر أو يفكر المصاب، وإنما هو مجرد مرض نفسيّ، أو صعوبة نفسية قد تصيب الإنسان لسبب أو آخر، كما يمكن لاضطرابات أخرى أن تصيب أعضاء أخرى من الجسم كالصدر والكبد والكلية، وكما أن لهذه الاضطرابات علاجات، فللوسواس وغيره من الأمراض النفسية علاجات متعددة، دوائية ونفسية وسلوكية.