إن الكذب "Lying" من الأمور السيئة والمنبوذة التي يقوم بها الشخص، ويعتبر الكذب محرما في الإسلام ولكن ما حكم الكذب على الزوجة، إن الكذب يقلل من مصداقية الشخص لدى المحيطون به والمقصود بالكذب هنا هو تغير الحقيقة أو تزيفها، أو يمكن الكذب عن طريق اختراع أمور ليست موجودة من الأساس ووهم الناس بها لتصديقها، ففي النهاية يكون الكذب عبارة عن أمور غير واقعية أو صحيحة، ودائما يؤدي الكذب إلى ارتكاب الكثير من الجرائم لذلك تم تحريمه، ومن الجرائم الممكن ارتكابها بسبب الكذب هو الغش والنصب وكذلك السرقة، ويكون الصدق عكس الكذب والصدق هو قول الحقيقة دائما وعدم تزيف أي شيء. اهتم الإسلام بالحياة الزوجية حيث قدسها لذلك وضع الإسلام للحياة الزوجية نظاما حكيما، وذلك النظام يكون مبني على أسس وقواعد لا يمكن كسرها أو الجدال فيها، وهذه الأسس والقواعد يكون أساسها هو تحقيق السعادة والاستقرار بين الزوجين، حيث لم يترك الإسلام أي ثغرة إلا ونبهنا لها وارشدنا ووجهنا للصواب والخطأ الذي إذا اتبعه الزوج أو الزوجة لن يكون هناك مشاكل في علاقتهم الزوجية، وسيكونون في أمان من التفكك أو الضعف، ومن الأمور التي نبهنا الإسلام لها هو الابتعاد عن الكذب بين الزوجين.
- الكذب على الزوجة الثانية
الكذب على الزوجة الثانية
ولكن إذا حلف أحد الزوجين كذبًا دون تورية، فالذي يفهم من كلام العلماء المبيحين لصريح الكذب جواز ذلك عند الضرورة الحقيقية المعتبرة التي لا يترتب عليها التعدي على حق الغير؛ لأنه لو لم يفعل، لما تحقق تحصيل المنفعة المرجوة منه أو دفع المفسدة التي أبيح من أجلها الكذب في هذه الحالة. وبعد هذا العرض الموجز لضوابط رخصة الكذب بين الزوجين، فالواجب على الأزواج أن يتقوا الله تعالى، وألا يتساهلوا في الأخذ في هذه الرخصة، وأن يجعلوها آخر ما يلجأ إليه لمعالجة المشاكل الأسرية عند توفر ضوابطها الشرعية، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، إنه على ذلك قدير.
ويقول الإمام الخطابي: " هذه أمور قد يضطر الإنسان فيها إلى زيادة القول، ومجاوزة الصدق؛ طلباً للسلامة، ودفعاً للضرر عن نفسه، وقد رخص في بعض الأحوال في اليسير من الفساد؛ لما يؤمل فيه من الصلاح" انتهى "معالم السنن" (1/377). الضابط الثاني:ألا يترتب على الكذب بين الزوجين أمر محرم شرعًا، كأن يستعمله أحد الزوجين وسيلة لإسقاط أو منع حق عليه للزوج الآخر، مثل: كذب الزوج على زوجته من أجل منع نفقتها الواجبة عليه، أو كذب الزوجة من أجل إسقاط حق للزوج عليها. أو أن يكون الكذب سببًا في التعدي على حق أحد الزوجين كأكل ماله بالباطل أو التعدي على منفعة خاصة به، فالكذب هنا محرم شرعًا، ولا يجوز مطلقًا؛ لأنه منافٍ لمقصود الشارع من إباحة الكذب بين الزوجين، والمفسدة فيه راجحة على المصلحة من الكذب. أو أن يكون الكذب سببًا في الإضرار بأحدهما، أو أن يكون غطاء للوقوع في الفواحش. كيف اتعامل مع زوجي الكذاب وعلامات كذب الرجل على زوجته - إيجي برس. يقول ابن حجر: " واتفقوا على أن المراد بالكذب في حق المرأة والرجل إنما هو فيما لا يسقط حقًا عليه، أو عليها، أو أخذ ما ليس له أو لها " انتهى " فتح الباري" (5/300). الضابط الثالث:أن يكون الكذب فيما يتعلق بأمر المعاشرة الزوجية وحصول الألفة بينهما، وذلك كأن يستعمل الكذب لإظهار الود، والمحبة، والوعد بما لا يلزم، وإصلاح خلق زوجته، فقد روى الإمام البغوي:( أن رجلاً قال في عهد عمر -رضي الله عنه- لامرأته: نشدتك بالله هل تحبيني؟ فقالت: أما إذا نشدتني بالله، فلا، فخرج حتى أتى عمر، فأرسل إليها، فقال: أنتِ التي تقولين لزوجك: لا أحبك؟ فقالت:يا أمير المؤمنين نشدني بالله، أفأكذب؟ قال: نعم فاكذبيه، ليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب " انتهى "شرح السنة" (باب إصلاح ذات البين وإباحة الكذب فيه).