(6) 16257- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة, عن بشير بن ثابت، رجل من الأنصار: أنه قال في هذه الآية: (لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم)، يعني: الأنصار (7) 16258- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (وألف بين قلوبهم)، على الهدى الذي بعثك به إليهم =(لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)، بدينه الذي جمعهم عليه =يعني الأوس والخزرج. (8) 16259- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان, عن إبراهيم الخوزيّ, عن الوليد بن أبي مغيث، عن مجاهد قال: إذا التقى المسلمان فتصافحا غُفِر لهما. قال قلت لمجاهد: بمصافحةٍ يغفر لهما؟ (9) فقال مجاهد: أما سمعته يقول: (لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم) ؟ فقال الوليد لمجاهد: أنت أعلم مني. (10) 16260- حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير قال، حدثني الوليد, عن أبي عمرو قال، حدثني عبدة بن أبي لبابة, عن مجاهد, ولقيته وأخذ بيدي فقال: إذا تراءى المتحابَّان في الله، (11) فأخذ أحدهما بيد صاحبه وضحك إليه, تحاتّت خطاياهما كما يتحاتُّ ورق الشجر. الأُلْفَة في القرآن الكريم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. (12) قال عبدة: فقلت له: إنّ هذا ليسير! قال: لا تقل ذلك, فإن الله يقول: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)!
- الأُلْفَة في القرآن الكريم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية
- وألف بين قلوبهم | أحمد النفيس | رمضان ١٤٤٢ - YouTube
الأُلْفَة في القرآن الكريم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية
إذا عرفت هذا فنقول: الموجب للمحبة والمودة ، إن كان طلب الخيرات الدنيوية والسعادات الجسمانية كانت تلك المحبة سريعة الزوال والانتقال ، لأجل أن المحبة تابعة لتصور الكمال ، وتصور الكمال تابع لحصول ذلك الكمال ، فإذا كان ذلك الكمال سريع الزوال والانتقال ، كانت معلولاته سريعة التبدل والزوال ، وأما إن كان الموجب للمحبة تصور الكمالات الباقية المقدسة عن التغير والزوال ، كانت تلك المحبة أيضا باقية آمنة من التغير ، لأن حال المعلول في البقاء والتبدل تبع لحالة العلة ، وهذا هو المراد من قوله تعالى:( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف: 67].
وألف بين قلوبهم | أحمد النفيس | رمضان ١٤٤٢ - Youtube
ومن لوازم الأخوة أيضًا زيارتُه في الله، وعيادته إذا مَرِضَ، والسلام عليه عند اللقاء، والبشاشة في وجهه، وتشميته إذا عطس، وإجابة دعوته، وتشييع جنازته، والدعاء له بظهر الغيب، والذبُّ عن عرضه، وسد حاجته، والوقوف إلى جانبه، ونهره إذا ظَلَم، ونصيحته وتوجيهه، وسلامة الصدر، إلى غير ذلك من الحقوق والواجبات. وكل مسلم في الأرض أخٌ لك أخوةً إيمانية قرآنية شرعية، كتب عقْدَها اللهُ، جاء بصفتها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، قال الإمام القرطبي: (أي في الدِّين، لا في النَّسَب). واجب عملي:
أَخبِرْ من تحبُّه في الله أنك تحبه، ووثِّق هذا الحب بالزيارة والهدية والدعاء لأخيك بظهر الغيب. التجويد:
الإقلاب:
تعريفه: لغة: تحويل الشيء عن وجهه؛ تقول: قلبتُ الشيء؛ أي: حوَّلته عن وجهه. وألف بين قلوبهم | أحمد النفيس | رمضان ١٤٤٢ - YouTube. اصطلاحًا: هو قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مع الإخفاء. حروفه: الإقلاب له حرف واحد، هو الباء، فإذا وقَعَتِ الباء بعد النون الساكنة - سواء من كلمة أو كلمتين - أو بعد التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين، أو بعد نون ملحقة بالتنوين، ولا توجد إلا في قوله تعالى: ﴿ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴾ [العلق: 15] - وجب الإقلاب؛ أي: قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم، ثم إخفاء هذه الميم مع الغنة، ولكي يتحقَّق الإقلاب فلا بد من ثلاثة أمور، هي:
1) قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا خالصة.
2) أن تذوق حلاوة الإيمان: فقد جاء في الحديث الصحيح: ((ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان، منها أن تحب المرء لا تحبه إلا لله))، وفي رواية الإمام أحمد: ((من أحب أن يجد طعم الإيمان، فليحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله)). 3) أنهم في جنة الله ورضوانه: روى الترمذي أن الحبيب النبي قال: ((من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ بأنْ طبتَ وطاب ممشاك، وتبوَّأتَ من الجنة منزلًا)) [2]. 4) غفران الذنوب: روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده، تَحاتَّتْ عنهما ذنوبهما كما تتحاتُّ الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف، وإلا غفر لهما ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحر)) [3]. 5) في ظل عرش الرحمن يوم القيامة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله))، وعد منهم: ((ورجلان تحابَّا في الله، اجتمَعا عليه، وتفرَّقا عليه)) [4]. 6) أنهم في كنف المحبة الإلهية: فقد أخبَرَ النبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّه سبحانه في الحديث القدسي: ((حقَّتْ محبَّتي للمتحابِّين فيَّ، وحقَّت محبتي للمتواصلين فيَّ، وحقَّت محبتي للمتناصحين فيَّ، وحقَّت محبتي للمتباذلين فيَّ، المتحابون فيَّ على منابرَ من نور يغبطهم النبيون والصدِّيقون والشهداء)) [5].