وكما ذكرنا سابقًا أن المادة الأساسية التي تستخدم في صنع الخمر بعرض التسكير هي مادة الإيثانول أو الكحول كما نطلق عليه جميعًا، وهذه المادة تستخدم أيضًا في حالات تخمير كلًا من العنب والشعير. وقديمًا في العصور الجاهلية كان الخمر منتشرًا بشكل كبير لاعتباره وسيلة للتسلية في ذلك الوقت، ولكن الأمر اختلف كثيرًا عقب انتشار الإسلام. حكم شرب الخمر في الإسلام
لا خلاف في الشريعة الإسلامية حول حكم شرب الخمر فهو من الكبائر التي نهى الله عنها في كتابه الكريم. ايات الخمر في القران. وأيضًا كثيرًا ما نهى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عنها وحذر من مخاطرها. فوفقًا لما ورد في القرآن الكريم فهو من عمل الشيطان الذي يقوم بتزينه له في البداية حتى يقع في المعاصي ولا يدرك ما يفعله بعد ذلك. ولعل السؤال الأبرز الذي يشغل حيزًا كبيرًا من تفكير الكثير منا هو السبب وراء تحريم شرب الخمر في الإسلام. وعند التأمل في الأمر نجد أن الخمر هي بداية لكل الخبائث التي يفعلها الإنسان بعد ذلك. فهي تعد بمثابة الشرارة الأولى التي تمهده للوقوع في الفواحش والفسوق. كما أن تناول الخمر باستمرار يقلل من النفس اللوامة لدى الإنسان ويساهم في موت الإحساس والشعور بالذنب.
- ايات الخمر في القران
- الخمر في القران الكريم
ايات الخمر في القران
وعليه فلا يجوز نسب فعل الفواحش والمحرمات
للمسيح عليه السلام وهو مثال للأمم بحسب بطرس الأولى 1: 22. وقد وردت مثل هذه التناقضات في الكتاب المقدس بكثرة ولسنا الآن في موضع نقاشها. بات جلياً أمامك أخي القارئ أن الخمر محرّمة لما تحتويه من مخاطر ومضار والله تعالى يعلم خير الإنسان أكثر منه ولا عجب أن ينهاه عن الخمر في جميع الكتب المقدسة وأن لا يقتصر ذلك على القرآن الكريم، هدانا الله جميعاً إلى ما فيه المصلحة والسعادة في الدنيا والآخرة.
الخمر في القران الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله، بارك الله فيكم وبلّغنا الله وإياكم منازل الصادقين المستحقين لجناته ونعّمنا بنعمائه، جاءت آية صريحة تتحدّث عن خمر الآخرة، وأنّه أحد أنواع النعيم في الجنة، قال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ فيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم﴾. "محمد: 15" إنّ خمر الآخر مختلفةٌ تماماً، فلا سكر فيها ولا إذهاب للعقل، ولا إثم على شُربها، ولا تضر بالأبدان، ولا تنزف فيها الأذهان ، يقول -سبحانه-: ﴿يُطافُ عَلَيهِم بِكَأسٍ مِن مَعينٍ* بيضاءَ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ* لا فيها غَولٌ وَلا هُم عَنها يُنزَفونَ﴾ ، "الصافات:45-47" فكلُّ أضرار خمر الدنيا مٌنتفية عن خمر الآخرة الطاهرة. وخمر الدنيا كما نعلم أنّها مُحرمة؛ لأنها تُسكر وتُذهب العقل، وهي رجس من عمل الشيطان، يقول -سبحانه-: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ ، "المائدة: 90" كما يٌحرّم الصلاة في حالة الإسكار، وقد وضعت بعض العُقوبات التعزيرية لشارب الخمر.
(2) الإدمان وعدم الاستغناء، فقد ورد سفر الأمثال 21: 17: (محب الخمر والدهن لا يستغني) والاستغناء في المقام يؤخذ على محملين..
المحمل الأول:
الافتقار وهو نقيض الاستغناء، وقد يقصد به الفقر المادي...
المحمل الثاني:
الإدمان والتعلق الدائم، أي عدم الاستغناء عن الخمر...
(3) إتلاف الجسد والبنية فقد ورد في سفر الأمثال نهي عن الخمر لهذا السبب حيث نقرأ: (لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين أجسادهم)...
(4) الفقر المادي والمعنوي، والخمول والتعلق بالنوم الكثير، إذ نقرأ في الكتاب المقدس (لأن السكير والمسرف يفتقران والنوم يكسو الخرق) سفر الأمثال 23: 21. (5) الخمرة تجعل الإنسان ينحرف ويزني ويرتكب المحرمات دون علم أو إدراك حيث نقرأ: (الذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج... عيناك تنظران الأجنبيات وقلبك ينطق بأمور ملتوية) الأمثال 23: 33. الخمر والميسر, الخمر في القرآن, فواصل الآيات, المسير, القمار. (6) تجعل الخمرة من شاربها معتوهاً لا يعقل شيئاً حيث يكمل سليمان الحكيم عليه السلام قائلاً في الأمثال 23: 25 (يقول (شارب الخمر) ضربوني ولم أتوجع لكأوني ولم أعرف). (7) تعلل الجسد وتذهب بقواه وتفتك بأعضائه الداخلية سيما الكبد إذ نقرأ في سفر الجامعة 2: 3 (افتكرت في قلبي إني أعلل جسدي بالخمر)...
(8) تجعل الإنسان متلهياً بها تاركاً لأهله وعبادته ومصالحه، متبعاً لما يؤذيه ويهلكه متجاهلاً لما فيه خيره وصلاحه، فاقداً في أغلب الأحوال لشرفه،
جائعاً رغم غناه قانطاً من رحمة الله، مستعداً للموت في سبيل لذاته حيث ورد في أشعياء 5: 11 - 13.