فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ" [2] ، ويستحبّ أن تختم صلاة قيام الليل بأداء صلاة الوتر، وذبك لما ورد في صحيح البخاري عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا" [3]، كما أنّ التسليم ضروريّ بعد كلّ ركعتين من ركعات الصلاة، فلا تكون كصلاة العصر أو الظهر أو العشاء وذلك كما فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
صلاة قيام الليل فضلها أهميتها وأدائها
سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل فضله وآدابه ، صفحة 44-52. بتصرّف. ↑ يحيى بن زكريا النووي، شرح النووي على مسلم (الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 37-38، جزء 6. بتصرّف.
فوائد وفضائل قيام الليل - طريق الإسلام
وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحذّر من تَركه؛ فقال مُوصِياً عَمْراً بن العاص -رضي الله عنه-: ( يَا عَبْدَ اللهِ، لا تَكُنْ بمِثْلِ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ) ، [١٦] وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- خير قُدوة في تعبُّده لله -تعالى- بقيام الليل؛ فقد كان يقومه حتى تتورّم قدماه، فقالت له عائشة -رضي الله عنها-: (لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا). [١٧] [١٨]
الأسباب المُعينة على قيام الليل
قيام الليل يحتاج من المسلم جُهداً، وتدرُّباً، واستعانة بالأسباب، ومن الأسباب التي تُعين المسلم على قيام الليل ما يأتي: [١٩]
معرفة فضل قيام الليل، ومنزلته، وبركته، ومَعرفة وعد الله -تعالى- لأهل قيام الليل في الدُّنيا والآخرة، والإيمان به -كما ذُكِر في فقرة فضل قيام الليل-. صلاة قيام الليل فضلها أهميتها وأدائها. استعانة المسلم بالله -تعالى- على الشيطان، والعلم بأنّ الشيطان يقعد في طريق ابن آدم؛ ليُثبِّطَه عن الطاعات. تذكُّر الموت؛ وهو من دواعي قصر الأمل؛ فيغتنم المسلم صحّته التي مَنَّ الله -تعالى- عليه بها، ويستغلّ وقته، وفراغه؛ فيقوم الليل ما قَدِرَ على ذلك.
فوائد صلاة الوتر | المرسال
الحمد لله. أولا:
قيام الليل من أفضل العبادات التي ترفع الدرجات، وتزيد في الحسنات، وتكفر السيئات، وتقرب من رب البريات، وقد جاء الترغيب في قيام الليل، في كتاب الله تعالى ، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وينظر لبيان ذلك جواب السؤال رقم ( 50070)
ولا نعلم في نصوص الشرع من الكتاب والسنة ما يدل على أن الملائكة تنظر من السماء إلى الذين يتهجدون بالليل ، ويتراءون لهم في مواضعهم ، كما تتراءى نجوم السماء لأهل الأرض. فوائد وفضائل قيام الليل - طريق الإسلام. وما ذُكر عن كعب الأحبار من قوله: " إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يتهجدون بالليل، كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء "
فهذا ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه: "اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" (ص: 91)، فقال:
قال كرز بن وبرة: بلغني أن كعباً قال: " إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يتهجدون بالليل، كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء "
فهذا لا يصح عن كعب ، لأنه منقطع ، إذ لم يذكر كرز بن وبرة من حدثه بهذا عن كعب ، إنما ذكره بلاغا. وكرز بن وبرة لا يعرف بجرح ولا تعديل. وعلى فرض ثبوته عن كعب، فلا حجة فيه ، لأن كعبا من التابعين ، من مسلمة أهل الكتاب ، وكان كثيرا ما ينقل عن أهل الكتاب من كتبهم ، ومثل هذا لا حجة فيه.
والأفضل في القيام أن يجمع العبد بين الصلاة والاستغفار، كما تختلف مدَّة الثُّلُث الأخير بحسب طول الليل وقصره. [٣٠]
المراجع
↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح. ↑ سورة الإسراء، آية: 79. ↑ محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 607، جزء 2. بتصرّف. ^ أ ب ت عبد الله القصير (1421)، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 54-55. بتصرّف. ↑ سورة الذاريات، آية: 15-17. ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 648، جزء 8. فوائد صلاة الوتر | المرسال. بتصرّف. ↑ سورة الزمر، آية: 9. ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 649، جزء 8. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1142، صحيح. ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 650، جزء 8. بتصرّف. ↑ رواه أبو داود، في سنن ابي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1450، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].
[٨] وقد أوصى -عليه السلام- أمّته بأن يقوموا الليل لتتحقق لهم فضائل قيامه. فضل قيام الثُّلث الأخير من الليل
قيام الليل فيه خير وفضل للمؤمن في أيّ وقت من أوقات الليل، إلّا أنّ الثُّلث الأخير من الليل هو أفضل الأوقات وأشرفها؛ إذ يتجلّى الله -سبحانه وتعالى- في هذا الوقت على السماء الدُّنيا. قال -عليه الصلاة والسلام-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له. فوائد صلاة الليل. )، [٩] وقيام هذه الساعة فيه خير كثير. [١٠]
فضل قيام رمضان وليلة القدر
وعد الله -سبحانه وتعالى- مَن قام ليل رمضان ؛ إخلاصاً له، واحتساباً للأجر من عنده، وإيماناً به، بالتوبة والمغفرة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) ، [١١] ومَن قام مع الإمام مُصلِّياً في ليلة، وبَقِي حتى فرغَ الإمام من الصلاة، ثمّ انصرف، كتبَ الله له أجر تلك الليلة قِياماً. كما أنّ إحياء ليالي رمضان بالقيام، وخصوصاً العَشر الأخيرة منها، من سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأخصُّ الخير أن يُوفَّق المُسلم إلى قيام ليلة القَدر؛ فإن قامها مُؤمناً، مُحتسباً، راجياً رحمة الله، فقد غفر الله -تعالى- له ما تقدَّم من ذَنبه.